كشف د. فراس العواد، رئيس قسم الطب النفسي بمستشفى الملك فهد الجامعي التابع لجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، أن نسب الإصابة بالاكتئاب والقلق تصل إلى نحو 10–15% من سكان العالم، وهي نسب تعادل تقريبًا نسب الإصابة بأمراض مزمنة مثل الضغط والسكر، لافتا في نفس الوقت أن أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا هي القلق والاكتئاب، مشيرًا إلى أن اضطرابات القلق تشمل أنواعًا متعددة، أبرزها اضطراب القلق المعمم الذي يتسبب في القلق المستمر وصعوبة النوم والتوتر الدائم. وأكد د. فراس، أن تعزيز الوعي بالصحة النفسية يمثل ركيزة أساسية من ركائز الصحة العامة، وأن الاهتمام بالجوانب النفسية يعد عنصرًا مهمًا في بناء مجتمع متوازن وقوي. جاء ذلك خلال تفعيل القسم لليوم العالمي للصحة النفسية، والذي افتتحه عميد كلية الطب د. محمد الشهراني، أمس، بحضور المدير التنفيذي للمستشفى د. عبدالله بن عبد السلام، وعدد من الأطباء والمختصين. وأوضح د. العواد، أن حملة اليوم العالمي للصحة النفسية التي نظمها المستشفى، تحت شعار "لتصل لذاتك"، ناقشت موضوعات متعددة تشمل صحة المرأة النفسية واكتئاب ما بعد الولادة، وصحة كبار السن النفسية، إضافة إلى الاضطرابات النفسية لدى الأطفال مثل فرط الحركة وتشتت الانتباه، إلى جانب التحديات النفسية التي تواجه الأفراد في ظل ضغوط الحياة المعاصرة. وأضاف أن من المهم أن يتعلم الإنسان كيف يدير ضغوطه ويتحكم في مشاعره، بحيث يحافظ على اتزانه النفسي ويقي نفسه من الأمراض النفسية، فالصحة النفسية – سواء للرجل أو المرأة أو الطفل – هي أساس مجتمع مستقر ومتماسك. وحول سبل تعزيز الصحة النفسية، قال د. العواد، أنه من الضروري أن يخصص الإنسان جزءًا من يومه أو أسبوعه لممارسة أنشطة تجلب له السعادة والراحة، مبينًا أنه في حال عجز الفرد عن التعامل مع الضغوط بمفرده، فيُنصح بالاستعانة بأخصائي أو طبيب نفسي للحصول على التوجيه أو العلاج المناسب. وأكد د. العواد، على أن الصحة النفسية تؤثر بشكل مباشر على الإنتاجية وجودة الحياة، لافتًا إلى أن الدراسات تشير إلى خسائر اقتصادية كبيرة تتحملها الدول بسبب الأمراض النفسية التي تؤدي إلى انخفاض الأداء الوظيفي وكثرة الإجازات المرضية، وأن الاهتمام بالصحة النفسية ليس رفاهية، بل استثمار في الإنسان والمجتمع. وذكر د. فراس العواد، أن أركان حملة "لتصل لذاتك" للتوعية بالصحة النفسية 2025 اشتملت على ركن التعريف بالحملة والفريق، وركن تصحيح المفاهيم الخاطئة الذي استهدف إعادة بناء الصورة الذهنية للمجتمع حول الطب النفسي وعلم النفس، وركن مهارات قد تحتاجها، وركن "اسألني" الذي تميّز بحضور طبيب نفسي مختص أتاح للزوار فرصة فريدة للحوار الفردي، وركن الصحة النفسية لدى النساء، وركن الصحة النفسية لدى كبار السن، وركن الصحة النفسية لدى الأطفال.