أثبتت الأعوام الماضية والحاضرة الجهود الجبارة والعظيمة التي بذلها ويبذلها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان- حفظه الله- في سبيل ترسيخ قيم السلام وتعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي. بحنكته السياسية ورؤيته الثاقبة، استطاع أن يرسخ مكانته ك«رجل السلام» الأول، محليا وإقليميا وعالميا، حتى باتت القوى الكبرى تتجه إليه بثقة واحترام، طالبة وساطته لحل الخلافات، ومستأنسة برأيه السديد في إنهاء النزاعات التي أنهكت الشعوب وأرهقت الاقتصادات. إنه رجل المرحلة، وصانع السلام، يجمع بين الحنكة والشجاعة، والنظرة الشمولية للمستقبل، والقدرة على اتخاذ القرارات المصيرية؛ وقد حظي سموه باحترام قادة العالم وإعجابهم، لما شهده له المجتمع الدولي من جدية وتأثير واضحين في السياسة الدولية، من خلال حضوره المميز في المحافل العالمية، مما دفع جميع قادة ورؤساء القوى الكُبرى في المجتمع الدولي للتواصل والتباحث المباشر معه بصفته «رجل السلام»، من أجل مساعدتها على إيجاد الحلول السياسية والدبلوماسية لإحلال السلام العالمي وإنهاء الصراعات والنزاعات بالطرق السلمي، فهو القائد المؤثر الذي جعل العالم كله يوجه أنظاره للسعودية، ويثق في قدرات وتأثير قادتها. ومن خلال هذا الدور المحوري، تحولت المملكة إلى مركز دولي لصناعة السلام، ومقصد لقادة العالم الباحثين عن حلول للأزمات، حتى اجتمع في الرياض– لأول مرة في التاريخ– زعيما أعظم دولتين في العالم، الولاياتالمتحدة وروسيا، في قمة لإطلاق مسار جديد للسلام برعاية المملكة وقيادة سمو ولي العهد، في مشهد يجسد الثقة العالمية في رؤية السعودية وريادتها. أما القضية الفلسطينية، فقد بقيت في صميم وجدان القيادة السعودية ونهجها الثابت منذ تأسيس المملكة، باعتبارها قضية الأمة المركزية فواصل سمو ولي العهد هذا النهج بجهود عملية ورؤية دبلوماسية متقدمة، إذ استضافت المملكة في أكتوبر 2024م الاجتماع الأول ل«التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين» في الرياض، بمشاركة أكثر من 35 دولة ومنظمة دولية، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدسالشرقية. كما دعمت المملكة «إعلان نيويورك» الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2024م، الداعي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة. واستمر هذا الحراك الدبلوماسي في سبتمبر 2025م، عندما قادت المملكة–بالتعاون مع فرنسا وبرعاية الأممالمتحدة– المؤتمر الدولي للتسوية السلمية في نيويورك، الذي مثل نقطة تحول تاريخية في مسار القضية الفلسطينية، وأسفر عن اعتراف نحو 160 دولة بدولة فلسطين من أصل 193 دولة عضوا في الأممالمتحدة. تلك الإنجازات تعكس الدور القيادي للمملكة بقيادة الأمير محمد بن سلمان في تحويل المبادئ إلى واقع، وتؤكد أن السلام في فكرها عقيدة ومنهج، لا شعارا ولا دعاية، وأنها تمارس دورها الريادي بواقعية وحكمة، لتظل صوت العدالة والاعتدال، وركيزة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.