شددت عملاقة الطاقة في العالم، شركة أرامكو السعودية، على مضيها قدماً في التوسع في قطاع التكرير والكيميائيات الذي اعتبرته ضرورياً لتنويع محفظتها، واستخلاص قيمة أكبر وتعزيز المرونة على المدى الطويل. وقال الرئيس للتكرير والكيميائيات والتسويق في أرامكو السعودية، محمد بن يحيى القحطاني، خلال كلمته في المؤتمر والمعرض الدولي للتكرير 2025 الذي ينظمه الاتحاد الخليجي للتكرير، إن العالم لا يزال بحاجة إلى المزيد من الطاقة، مشيرًا إلى أن حضور الشركة بدعم من الاستثمارات الاستراتيجية الخارجية، يعزز مكانتها كشريك موثوق في مجالي التكرير والبتروكيميائيات. وذكر أنه مع توسّع محفظة أعمال الشركة في مجالات نامية مثل البيع بالتجزئة والوقود والتجارة، فإن الشركة لا تزال واثقة من قدرتها على الازدهار في عالم يزداد وعيه بشأن الكربون. وأكد أهمية الابتكار التقني وتطوير مهارات القوى العاملة لتحقيق التحوّل في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق، والإسهام في أمن الطاقة، والمساعدة في خفض الانبعاثات. يشكّل قطاع التكرير والكيماويات محورًا رئيسًا في إستراتيجية أرامكو السعودية، في إطار مساعيها لتحويل 4 ملايين برميل يوميًا إلى منتجات كيميائية بحلول 2030، بما يدعم خطط التحول في قطاع الطاقة عالميًا، بحسب منصة الطاقة المتخصصة ومقرها واشنطن. واستعرض القحطاني تطورات التوسع الإستراتيجي للشركة في قطاع التكرير والبتروكيميائيات والتسويق، الذي يُسهم بتلبية احتياجات العالم المتزايدة من الطاقة. وقال: "أرى تحولًا واضحًا في مسيرة قطاع التكرير والبتروكيماويات والتسويق، من رد الفعل إلى التحوّل، ومن التكيّف إلى الابتكار"، وأشار إلى أن العالم ما يزال بحاجة إلى المزيد من الطاقة، وحضور أرامكو السعودية العالمي في قطاع التكرير والبتروكيماويات والتسويق، بدعم من الاستثمارات الإستراتيجية الخارجية يعزز مكانتها بصفتها شريكًا موثوقًا في مجالي التكرير والبتروكيماويات. وأوضح أن أدوات مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، والتوائم الرقمية، وسلسلة الكتل (البلوك تشين) تدعم العمل بشكل أكثر كفاءة وشفافية وأمانًا، وبحسب بحث أجرته ستاندرد آند بورز، بمساعدة الذكاء الاصطناعي، حققت الأصول المفردة تخفيضات في التكاليف بنسبة تتراوح بين 10 % إلى 25 %، وزيادة في الإنتاج بنسبة تتراوح بين 3 % إلى 8 %، وتحسينات في كفاءة الطاقة بنسبة تتراوح بين 5 % إلى 8 %. وأكد القحطاني أن الكوادر البشرية تظل رأس المال الأعظم في أرامكو السعودية، إذ مع تطور القطاع تتطور القوى العاملة على الصعيد العالمي أيضًا. وقال: "تستثمر أرامكو السعودية بكثافة في تطوير قادة المستقبل، وتزويدهم بمهارات وطرق تفكير جديدة تمكّنهم من القيادة في عالم طاقة أكثر تعقيدًا". وأوضح أن التعاون يُمكن من الإسهام في بناء مستقبل موثوق ومرن ومستدام لهذا القطاع. مؤتمر ومعرض خليجي للتكرير يُذكَر أن المؤتمر والمعرض الدولي للاتحاد الخليجي للتكرير يُعدّ حدثًا رائدًا على مستوى الشرق الأوسط يجمع المتخصصين ومؤسسات قطاع الطاقة العالمية لاستكشاف فرص التعاون والشراكات والاستثمارات، وتبادل المعرفة، والتعامل مع التحديات الحالية. ويجمع الحدث هذا العام أكثر من 5000 مشارك دولي، وأكثر من 150 متحدثًا، وأكثر من 80 عارضًا؛ لتعزيز الابتكار والنمو المستدام، والتميّز في قطاع التكرير والبتروكيماويات والتسويق. وترى أرامكو أن اساسيات السوق ما زالت قوية، حيث تتوقع أن يرتفع الطلب على النفط في النصف الثاني من 2025 بأكثر من مليوني برميل يومًيًا، مقارنة بالنصف الأول من العام. وبالنسبة لاستراتيجيتها على المدى البعيد فإنها تعكس قناعتها بأن المواد الهيدروكربونية ستواصل دورها المحوري في أسواق الطاقة والمواد الكيميائية على مستوى العالم. واصلت أرامكو السعودية، في الربع الثاني من عام 2025 إقامة شراكات إستراتيجية واستهدفت تعزيز قدرات قطاع التكرير والبتروكيميائيات المتطورة لتوفير منتجات عالية القيمة، وخلق فرص جديدة، ودفع عجلة الابتكار الصناعي، وتمكين التحول الاقتصادي، وخلال النصف الأول من العام نفسه، استخدم قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق نحو 54 % من إنتاج أرامكو السعودية من النفط الخام، فيما حافظت الشركة على سمعتها المتميزة فيما يخص موثوقية أعمالها، حيث بلغت موثوقية الإمدادات 100 %. وفي أبرز التطورات في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق، أعلنت شركة أرلانكسيو، وهي شركة تابعة ومملوكة بالكامل لأرامكو السعودية، عن افتتاح مشروع مشترك تم نقله وتوسعته مؤخرًا، وهو معمل لإنتاج مطاط النتريل- بيوتادين في نانتونغ، بمقاطعة جيانغسو، بالتعاون مع شركة تايوان للمطاط الصناعي. ومن المتوقع أن ينتج المعمل الجديد مجموعة أكثر تنوعا من منتجات مطاط النتريل - بيوتادين عالية الجودة، وبطاقة إنتاجية تصميمية تبلغ 40,000 ألف طن في السنة، لدعم نمو الطلب في السوق بالصين على المدى البعيد وتعزيز سلسلة التوريد الخاصة بمطاط النتريل-بيوتادين على الصعيد العالمي. وبلغت نسبة أعمال تطوير مشروع شاهين، أكبر استثمار لأرامكو السعودية في كوريا الجنوبية والذي يتم تطويره من قبل أرامكو السعودية وشركة إس - أويل المنتسبة لها، نحو 75 %، ومن المتوقع اكتماله في النصف الثاني من عام 2026، وعند اكتماله، من المتوقع أن يكون واحدا من كبرى وحدات التكسير بالبخار المتكاملة في العالم. ويضم موقع المشروع العديد من المرافق التي تحقق معايير قياسية، من بينها أكبر وحدة تكسير بالبخار أحادية في العالم، ومستودع لتخزين البوليمر يعمل آليًا بشكل كامل ويحتوي على 96,000 خلية تخزين، ويعتبر الأكبر عالمياً في قطاع البتروكيميائيات. ويغطي الموقع مساحة تزيد عن 881,000 متر مربع، وهو مصمم لإنتاج 1.8 مليون طن من الإيثيلين سنوياً. وبلغت نسبة التقدم المحرز في أعمال الإنشاء نحو 70 % في مجمع التكرير والبتروكيميائيات المتكامل الذي تطوره شركة هابكو، وهي مشروع مشترك بين أرامكو السعودية (30 %)، وشركة مجموعة نورث هواجين للصناعات الكيميائية (51 %)، وشركة مجموعة بانجين شينتشنغ الصناعية المحدودة (19 %). ومن المتوقع اكتمال المجمع بحلول النصف الثاني من عام 2026، وسيضم مصفاة بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ إنتاجية 300 ألف برميل يومياً، ومعمل للبتروكيميائيات بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 1,65 مليون طن متري من الإيثيلين، ومليوني طن متري من البارازيلين.