دشّن كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وبدعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، كتاب «اقتفاء الأثير: مختارات من الشعر المعاصر في المملكة العربية السعودية» في معرض الرياض الدولي للكتاب في 3 أكتوبر 2025م. يضمّ هذا الكتاب، ثنائي اللغة، الذي حررته وقدمته الدكتورة منيرة الغدير، اثنين وستين قصيدة لستة وعشرين من أبرز الأصوات الشعرية السعودية اليوم، ليُقدّم لنا قراءة نقدية وإبداعية للتجارب الشعرية المعاصرة وكذلك لجيل الألفية والثقافة الرقمية. يشكّل «اقتفاء الأثير» خروجًا متعمّدًا عن مركزية الدراسات الغربية والتي طالما ركزت على الشعر الجاهلي وتأثيره الممتد ليعيد تعريف الشعر السعودي المعاصر ضمن سياق أدبي عالمي متّصل بالتكنولوجيا. سواءٌ في العلاقة مع المحو الخوارزمي، أو إعادة تشكيل الذات الغنائية، أو ابتكار نحو جديد للانتماء، واتصال بالثقافات الأخرى، فإن شعراء هذا الكتاب يصوغون صوتًا متجذرًا في ثقافته المحلية ومحاورًا عالميًا في مداه. في معرض الرياض الدولي للكتاب، شارك عدد من الشعراء، من بينهم عبد الوهاب بوزيد، ومحمد خضر، ود. مستورة العرابي في نقاش تجاربهم الشعرية مع قراءات لقصائد وردت في كتاب «اقتفاء الأثير». وقد كانت الندوة برئاسة الدكتور حاتم الزهراني الذي أدار الحوار بمهارة الشاعر والأكاديمي حيث تناول جمالية الترجمة، والتقاطع النقدي بين الشعرية العربية والثقافة الرقمية. وأكدت الدكتورة منيرة الغدير، رئيس كرسي اليونسكو، أن «اقتفاء الأثير»، عبر إيصال هذه الأصوات الشعرية المهمة إلى جمهور عالمي، يسهم في تعزيز فهم أعمق وأكثر تنوعًا للأدب العربي المعاصر ومكانته ضمن الأدب العالمي. وبعد تدشين الكتاب، يستمر الكرسي في العمل على مشاريع بحثية إضافية، وتنظيم ورش عمل للترجمة، وشراكات مع الجامعات والمؤسسات الثقافية التي تعزز رسالة الكرسي الأوسع في ترسيخ الحوار بين الثقافات، والتعاون العلمي، والدراسات المبتكرة في مجال الترجمة.