تمكن الهلال السعودي من تحقيق فوز ثمين على مضيفه ناساف الأوزبكي بنتيجة 3-2، في مباراة مثيرة ضمن الجولة الثانية من دوري أبطال آسيا للنخبة. ورغم هذه النقاط الثلاث التي أوصلت الفريق إلى صدارة المجموعة، إلا أن الأداء العام وخاصة على الصعيد الدفاعي أثار العديد من التساؤلات حول قدرة الفريق على المواصلة في البطولة الآسيوية. سجل أهداف الهلال سيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش، وثيو هيرنانديز، وماركوس ليوناردو هدف الفوز، بينما سجل للأوزبك سردوربيك بهروموف في الدقيقة 27، وجافوخير سيديكوف. أظهر الهلال عزيمة قوية في المواجهة، حيث سيطر على مجريات اللعب وصنع عدداً كبيراً من الفرص. وقد برز ثيو هيرنانديز بتسجيله هدفاً استثنائياً، حيث انطلق من منتصف الملعب وراوغ خمسة لاعبين قبل أن يسدد بالتسديدة القاتلة. كما أظهر ماركوس ليوناردو براعة في إنهاء الهجمات عندما سجل هدف الفوز بعد تمريرة ذكية من سافيتش. هذا الأداء الهجومي المتألق هو الذي أنقذ الفريق في النهاية وحقق له الفوز الثمين خارج أرضه. رغم الفوز، إلا أن الأداء الدفاعي للفريق كان مصدر قلق حقيقي فقد استقبل مرماه هدفين في مباراة هي الثانية له في البطولة، ليصل إجمالي الأهداف التي استقبلها في مباراتين إلى 3 أهداف. وهذا يؤشر على وجود مشكلة حقيقية في القطاع الدفاعي، خاصة في ظل لعبة المدرب سيموني إنزاغي التي تعتمد على خمسة مدافعين من أجل تحقيق الأمان الدفاعي أولاً. وأشار المدرب إنزاغي بعد المباراة إلى تأثير أرضية الملعب، واصفاً إياها بأنها "سيئة"، وملمحاً إلى أنها كانت جافة عند المعاينة قبل اللقاء. وقال: "حاولنا التكيف مع وضع أرضية الملعب، لقد طلبنا رشها بالماء قبل المباراة يجب أن نتأقلم مع كل الظروف التي تواجهنا". هذه الظروف قد تفسر جزئياً بعض الصعوبات التي واجهها الفريق، لكنها لا تبرر تكرار الأخطاء الدفاعية. إصرار المدرب إنزاغي على استخدام نظام الخمسة مدافعين يطرح تساؤلات حول مدى ملاءمته للقدرات الهجومية التي يمتلكها الفريق. فالهلال الذي ضمّ هذه الأسماء العالمية الكبيرة مثل هيرنانديز وسافيتش، من المتوقع أن يلعب بطريقة هجومية أكثر، التركيز الدفاعي المفرط في نظام الخماسي الدفاعي لم يحقق الغاية منه، حيث استمرت الأهداف تدخل مرمى بونو. ياسين بونو، حارس مرمى الهلال، لم يكن عند مستوى توقعات الجماهير ورغم التوقيع مع حارس مرمى فرنسي شاب تحسباً لغياب بونو، إلا أن إنزاغي لم يمنحه الفرصة حتى الآن هذا القرار يثير استياء الجماهير التي تتساءل عن التوقيت المناسب لمنح الحارس الجديد الفرصة، خاصة مع استمرار تسجيل الأهداف في مرمى الهلال. مع هذا الفوز، رفع الهلال رصيده إلى 6 نقاط من مباراتين، ليتصدر ترتيب منطقة الغرب مؤقتاً وكان الهلال قد بدأ مشواره في المسابقة بفوز على الدحيل القطري 2-1، مما يجعله في وضع جيد للتأهل إلى الأدوار التالية. فوز الهلال على ناساف كان ضرورياً لكنه غير مريح القوة الهجومية للفريق لا غبار عليها، لكن الثغرات الدفاعية تظل نقطة ضعف خطيرة. إذا كان الهلال يطمح بجدية للظفر بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، فإن على المدرب إنزاغي إعادة النظر في خطته الدفاعية ومعالجة الثغرات بشكل عاجل قبل خوض مواجهات أكثر صعوبة في البطولة المحلية والآسيوية. د. طلال الحربي