أكدت مصادر طبية استشهاد عددٍ من الفلسطينيين جراء قصف إسرائيلي متواصل استهدف عدة مناطق في قطاع غزة منذ فجر أمس، خصوصًا في مدينة غزة التي تعيش كارثة إنسانية خانقة وسط المجاعة والدمار والقتل، مع مساعٍ إسرائيلية لتهجير سكانها بالكامل. ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، عملياته العسكرية في قطاع غزة، في إطار حرب الإبادة الجماعية، حيث شنت قوات الاحتلال سلسلة غارات جوية ومدفعية على مناطق متفرقة في القطاع، ما أدى إلى استشهاد وجرح المئات، بينهم أطفال ونساء. وتعرضت مناطق عدة للقصف، منها: محيط منطقة عمار جاسر وسط خان يونس، ومناطق شرق مخيم المغازي، وشارع النفق وشارع حميد في مخيم الشاطئ غرب المدينة، و حي تل الهوا جنوب غربي غزة، وحي النصر شمال غربي المدينة وشارع المغربي في حي الصبرة جنوبغزة، حيث أطلقت مسيرة إسرائيلية النار على المنازل. كما نفذ الجيش عمليات نسف لمباني سكنية، واستمر القصف المدفعي على مخيم الشاطئ، بالتزامن مع حصار خانق وتجويع أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع. وفي حصيلة مأساوية غير مسبوقة، أعلنت وزارة الصحة أن عدد الشهداء بلغ حتى الآن 65,344 شهيدًا، فيما تجاوز عدد الجرحى 166,795، إضافة إلى أكثر من 9,000 مفقود. وارتقى مئات الشهداء بسبب المجاعة وسوء التغذية، بينهم عشرات الأطفال. وتشير الإحصاءات إلى استشهاد أكثر من 20 ألف طفل و12,500 امرأة، بينهم نحو 8,990 أمًّا، فيما استشهد أكثر من 1,000 رضيع، منهم 450 وُلدوا خلال الحرب ثم استشهدوا لاحقًا. كما سقط آلاف الشهداء بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس 2025. ومنذ 27 مايو/الماضي، عندما حوّل الاحتلال نقاط توزيع المساعدات المحدودة إلى مصائد موت، ارتقى 2,523 شهيدًا وأصيب أكثر من 18,496، إضافة إلى عشرات المفقودين، وسط استغلال ما يُسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" كغطاء لفرض سياسات الخضوع تحت ستار "العمل الإنساني". الاحتلال لم يوفّر أي مكون من مكونات الحياة في غزة؛ إذ ارتكب أكثر من 15 ألف مجزرة أباد خلالها نحو 2,700 عائلة من السجل المدني. كما دمّر ما يزيد على 88 % من مباني القطاع، بخسائر تقدر بأكثر من 62 مليار دولار، وسيطر على نحو 77 % من مساحة القطاع بالنار والتهجير. وشمل الدمار الكلي أو الجزئي مدارس وجامعات ومؤسسات تعلي```مية (532 منشأة)، وأكثر من 1,000 مسجد، إضافة إلى 19 مقبرة. كما استشهد 1,670 من الكوادر الطبية، و139 من عناصر الدفاع المدني، و248 صحفيًا، و173 موظف بلدية، فضلًا عن مئات العاملين في مجالات الرياضة والشرطة. في الجانب الإسرائيلي، أعلن جيش الاحتلال مقتل أحد الضباط في عملية فلسطينية بمدينة غزة، ليكون أول ضابط يقتل منذ بدء عملية الاحتلال قبل أسبوعين، فيما ارتفع إجمالي عدد ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي الذين قتلوا منذ بدء العدوان إلى 911 شخصًا. على الصعيد الدولي، تتواصل مساعي وقف إطلاق النار، حيث يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع قادة عدد من الدول العربية والإسلامية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، إن ترمب سيعقد اجتماعًا متعدد الأطراف مع قطر والمملكة العربية السعودية وإندونيسيا وتركيا وباكستان ومصر والإمارات والأردن، لمناقشة الرؤية الأميركية لإنهاء الحرب على غزة. أوضاع كارثية في المستشفيات أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أن العمل داخل المستشفيات سيتوقف خلال أيام، جراء نفاد الوقود. وقالت الوزارة في تصريح صحفي أمس، "أيام قليلة تفصلنا عن توقف المستشفيات نتيجة نفاد الوقود من المستشفيات". وأشارت إلى أن "أزمة نقص الوقود فيما تبقى من مستشفيات عاملة في قطاع غزة تدخل مرحلة غاية في الخطورة". وأضافت "أيام قليلة قد تحمل معها مشاهد توقف عمل الأقسام الحيوية ما يعني تفاقم الأزمة الصحية وتعريض حياة المرضى والجرحى للموت المحقق". ونوّهت إلى أن "الإجراءات الفنية والهندسية لجدولة فترات التشغيل أصبحت غير مجدية مع توقف إمدادات الوقود". وجددت وزارة الصحة "النداء العاجل الى كافة الجهات المعنية بالتدخل لضمان تعزيز أرصدة الوقود بالمستشفيات لتجنب كارثة لا يمكن توقع نتائجها". وفاة ثلاثة أطفال أعلن مجمع ناصر الطبي في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، أمس، عن وفاة ثلاثة أطفال نتيجة سوء التغذية الحاد ونقص العلاج الطبي اللازم، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار المفروض على القطاع. ويعاني المواطنون لا سيما الأطفال من مضاعفات ناتجة عن نقص حاد في العناصر الغذائية الأساسية، إلى جانب غياب الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لإنقاذهم. وتتفاقم الظروف الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، وخاصة في المناطق التي تأوي أعدادًا كبيرة من النازحين، تسهم في تدهور الأوضاع الصحية، لا سيما بين الأطفال. وتُحذّر مؤسسات طبية وإنسانية من تفاقم الأزمة الصحية في قطاع غزة، في ظل النقص الحاد في الغذاء والدواء، وانهيار النظام الصحي نتيجة القصف واستهداف المنشآت الطبية، واستمرار المجازر بحق المدنيين. 25 دولة غربية دعت عشرات الدول الغربية "إسرائيل" إلى إعادة فتح الممر الطبي بين غزةوالضفة الغربيةالمحتلة، وعرضت تقديم مساعدات مالية وأطقم طبية ومعدات لعلاج المرضى القادمين من غزة. وجاء في بيان مشترك صدر عن كندا، ووقعت عليه 25 دولة بينها النمسا وبلجيكا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا والاتحاد الأوروبي: "نناشد إسرائيل بشدة معاودة فتح الممر الطبي إلى الضفة الغربيةالمحتلة، بما فيها القدسالشرقية، حتى يتسنى استئناف عمليات الإجلاء الطبي من غزة، ويحصل المرضى على العلاج الذي يحتاجونه بشدة في الأراضي الفلسطينية". كما حث البيان إسرائيل على رفع القيود عن دخول الأدوية والمعدات الطبية إلى غزة، في وقت حذرت فيه منظمات الإغاثة من نقص حاد في المساعدات الأساسية، بينها الأدوية، منذ أن شددت إسرائيل قيودها في مايو الماضي. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت آنذاك أن النظام الصحي في غزة يواجه خطر الانهيار الكامل. وتزايد الغضب العالمي مع انتشار صور الفلسطينيين الجوعى، خصوصا الأطفال، في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد سكان القطاع بالكامل وتفاقم أزمة المجاعة. ويصف خبراء حقوق الإنسان ولجنة تحقيق أممية هذه الحرب بأنها ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية. يذكر أن عددا من أبرز حلفاء الولاياتالمتحدة، مثل بريطانيا وفرنسا، دعموا في الأممالمتحدة خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية كجزء من حل الدولتين، على الرغم من رفض واشنطن لذلك. الدعوة لوقف دائم لإطلاق النار دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، مؤكدا أن "دولة فلسطين هي الجهة الوحيدة المؤهلة لتحمل المسؤولية الكاملة عن الحكم والأمن في القطاع". وقال عباس في كلمة متلفزة مسجلة أمام المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، إن الإعلان الصادر عن مؤتمر نيويورك في يوليو الماضي، والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة "أكد أن الحرب على الشعب الفلسطيني يجب أن تتوقف فوراً وبشكل مستدام"، مضيفا أن "جرائم الحصار والتجويع والتدمير لا يمكن أن تكون وسيلة لتحقيق الأمن". وطالب عباس بضمان إدخال المساعدات الإنسانية عبر الأممالمتحدة والأونروا، والإفراج عن الرهائن والأسرى، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وبدء إعادة الإعمار دون تأخير. وشدد الرئيس الفلسطيني على أن السلطة الفلسطينية ستشكل لجنة إدارية مؤقتة مرتبطة بالحكومة في الضفة الغربية وبدعم عربي ودولي لإدارة غزة، مؤكدا أنه "لن يكون لحماس دور في الحكم" وأن على الفصائل تسليم سلاحها للسلطة. وقال "نريد دولة واحدة غير مسلحة، وقانونا واحدا، وقوات أمن شرعية واحدة"، مشيرا إلى أنه "يدين جرائم الاحتلال كما يدين قتل وأسر المدنيين، بما في ذلك ما قامت به حماس في 7 أكتوبر 2023". وطالب عباس في كلمته بوقف الاستيطان وسياسة الضم واعتداءات المستوطنين والاقتحامات المتكررة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، محذرا من أن تصريحات إسرائيلية بشأن "إسرائيل الكبرى" تمثل "تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي والسلم الدولي". كما أكد التزام السلطة الفلسطينية بإجراء إصلاحات شاملة تشمل النظام المالي والتعليمي والاجتماعي، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال عام بعد انتهاء الحرب، إضافة إلى صياغة دستور مؤقت خلال ثلاثة أشهر يضمن الانتقال من "السلطة إلى الدولة" تحت رقابة دولية. وختم الرئيس الفلسطيني بدعوة إسرائيل إلى العودة إلى طاولة المفاوضات "لوقف شلال الدم وتحقيق السلام العادل والشامل"، مؤكدا أن "مستقبلنا ومستقبلكم يكمن في السلام"، موجها تهنئة لليهود حول العالم بمناسبة رأس السنة العبرية. الاعترافات الدولية قالت حركة "فتح" إنّ الاعتراف التاريخيّ لفرنسا، وبلجيكا، ومالطا، ولوكسمبورغ، وسان مارينو، وأندورا، وموناكو، يمثّل تحوّلًا تاريخيًا ونوعيًا وشجاعًا، وينحاز إلى مبادئ القانون الدولي، والحق والعدالة وحقّ الشعوب في تقرير مصيرها. وأكدت حركة "فتح" في بيان صادر عن مفوضيّة الإعلام والثقافة والتعبئة الفكريّة، أمس، أنّ هذه الاعترافات التاريخيّة ستؤسّس لمسار تجسيد الدولة الفلسطينيّة المستقلّة كاملة السّيادة وعاصمتها القدس. وأضافت، أنّ هذه الاعترافات التاريخيّة التي جاءت بُعيد اعتراف بريطانياوكندا وأستراليا والبرتغال تأتي تتويجًا لعقود من النضال الوطنيّ الذي خاض شعبنا غماره وقدّم -ولا يزال- التضحيات الجسام، مُشيدةً بالجهود السياسيّة والدبلوماسيّة التي بذلتها القيادة الفلسطينيّة الشرعيّة بقيادة الرئيس محمود عبّاس. وفي السّياق ذاته؛ أشادت "فتح" بمواقف الدول المُعترفة بدولة فلسطين، مؤكّدةً أنّ هذه المواقف تضع مسار الحل السياسيّ الشامل القائم على العدالة وإحقاق حقوق شعبنا التاريخيّة والمشروعة موضع الأولويّة الدولية. ودعت إلى الوقف الفوريّ لحرب الإبادة الإسرائيليّة المتواصلة منذ السّابع من أكتوبر 2023 على شعبنا في قطاع غزّة والضّفة الغربيّة، ووقف مخططات منظومة الاحتلال الاستعماريّة في الضّم والترحيل 'وفق البيان.