واصل الاحتلال الإسرائيلي أمس، ارتكاب مجازره بحق المدنيين في قطاع غزة، حيث شنّ سلسلة غارات عنيفة استهدفت منازل سكنية وخيام نازحين ومناطق مكتظة، ما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء. ففي مدينة غزة، أصيب عدد من الفلسطينيين إثر قصف الاحتلال شقة في منطقة متنزه البلدية. كما ارتقت طفلتين شهيدتين في قصف استهدف خيمة نازحين قرب مفترق طموس بحي النصر، بينما أصيب آخرون في قصف مماثل لخيمة نازحين بمحيط مسجد الكنز في حي الرمال غرب المدينة. كما استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين، بينهم أطفال، في قصف الاحتلال شقة سكنية قرب معتوق في حي الرمال، حيث ارتقى الشقيقان عثمان وصلاح العيماوي. وخلّف القصف لحظات وداع موجعة، بينها طفل مصاب ألقى نظرة الوداع على والدته التي استشهدت، وأب فلسطيني وقف على جثمان طفلتيه الشهيدتين، وشاب جلس بجوار والده يطلب منه مسامحة أشقائه الشهداء. وفي شارع أحمد ياسين شمال غزة، أنقذت طواقم الدفاع المدني أربعة عالقين من تحت الأنقاض وانتشلت شهيدين بعد قصف منزلين لعائلتي بعلوشة والنمر. كما انتشلت طواقم الإسعاف شهداء وإصابات من تحت أنقاض خيمة استهدفها القصف في منطقة الشاليهات غرب غزة. وأصيب مواطنون في قصف طائرات الاحتلال شقة سكنية ببرج الأمير في حي تل الهوا، فيما استشهد مسعف كان يحاول إنقاذ طفلة مصابة جراء قصف خيمة نازحين غرب غزة، قبل أن تعلن استشهادها لاحقاً. كما واصل الاحتلال استهدافه للمنازل، حيث انتشلت فرق الإنقاذ شهداء من تحت أنقاض منزل في حي الرمال. في حي الشيخ رضوان شمال غزة، شنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات متتالية، بالتزامن مع إلقاء طائراته المسيّرة عشرات القنابل على منازل السكان، بينما فجّر جيش الاحتلال مدرعة مفخخة وسط الأحياء السكنية المحيطة ببركة الشيخ رضوان، ما زاد من حجم الدمار والضحايا. كما استهدفت غارة إسرائيلية خيام نازحين قرب بير 19 في منطقة المواصي غرب خان يونس، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وجرحى. وفي حصيلة محدثة صباح أمس، استشهد خمسة فلسطينيين وعدد من المفقودين جراء استهداف منزل يعود لعائلة الضعيفي في شارع اليرموك بمدينة غزة، فيما استشهد آخر وأصيب عدد آخر إثر قصف منزل بمنطقة الصحابة. ويأتي هذا التصعيد الدموي في وقت يفتقد فيه مئات آلاف الفلسطينيين المأوى أو أي مكان آمن ينزحون إليه بسبب الغارات المتواصلة، بينما يواجه القطاع المحاصر مجاعة خانقة تفتك يومياً بأعداد متزايدة من الأطفال والنساء والشبان، وسط استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات. تهديد بتدمير غزة هدد وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس، بقصف مزيد من الأبراج السكنية في مدينة غزة وتدمير حماس والقطاع ما لم يتم إطلاق الأسرى وإلقاء السلاح. وفي تصريح على حسابه في منصة "إكس" قال كاتس:" اليوم ستضرب عاصفة مدمرة سماء مدينة غزة وستهتز أسطح أبراج الإرهاب، هذا إنذار أخير لقتلة حماس في غزة وفي فنادق الفخامة في الخارج: أطلقوا سراح الأسرى وألقوا السلاح، وإلا سندمر غزة وأنتم ستبادون". وأضاف: "الجيش الإسرائيلي يواصل العمل كما هو مخطط ويستعد لتوسيع العملية لحسم غزة". وباتت الأبراج السكنية هدفا للاحتلال، خلال الحرب الوحشية المستمرة، حيث كثّف عمليات قصفها وتدميرها أمام كاميرات وسائل الإعلام العالمية، للإمعان في تدمير حياة الفلسطينيين وتشريد السكان بالقضاء على ما يشبه الأحياء الكاملة المتمثلة بهذه المباني في ظل المساحة الصغيرة للقطاع. وقام الاحتلال خلال اليومين الماضيين بقصف أبراج مشتهى المكون من 12 طابقا، ولجأت إليه مئات العائلات النازحة، والسوسي المكون من 15 طابقا، وأكثر من 60 شقة سكنية، تضم مئات العائلات النازحة، وبنايات كبيرة أخرى، منها مكة ورؤيا. في إطار سياسة العقاب الجماعي الذي ينتهجها الاحتلال منذ بدء الحرب قبل أكثر من 700 يوم. وكان كاتس قد أطلق تهديدات مماثلة الجمعة الماضية، متوعدا بتدمير أبراج المدينة السكنية، مضيفا أن حكومته تفتح "أبواب الجحيم الآن على المدينة". وأضاف كاتس في بيان: "تفتح الآن أبواب الجحيم على غزة، وتم تسليم أول إشعار بإخلاء مبنى شاهق في مدينة غزة قبل الهجوم"، لتقوم طائرات الاحتلال بقصف المبنى بعدها بدقائق قليلة. ومتوعدا بالتصعيد، قال وزير الجيش الإسرائيلي: "عندما يُفتح الباب لن يُغلق، وسيزداد نشاط الجيش الإسرائيلي حتى تقبل حماس بشروط إسرائيل لإنهاء الحرب (الإبادة الإسرائيلية في غزة)، وعلى رأسها إطلاق سراح جميع الرهائن، ونزع سلاحهم، وإلا فسيتم القضاء عليهم". الاحتلال دمَّر أكثر من 50 بناية كشف الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت منذ فجر أمس، أكثر من 50 بناية بشكل كلي، في حين تضررت 100 بناية أخرى جزئيا، من بينها بنايات مرتفعة تضم آلاف المواطنين. وأوضح بصل في تصريحات صحفية، أن الاحتلال يتعمد استهداف البنايات المحاطة بخيام النازحين بمراكز الإيواء، مما أدى إلى تدمير أكثر من 200 خيمة نتيجة قصف المباني المجاورة لها، في سياسة وصفها ب "الممنهجة" لتعزيز التهجير القسري. وأشار إلى أن القصف المتجدد طال ما تبقى من المساجد والملاعب في مدينة غزة، مضيفًا أن طواقم الدفاع المدني تلقت نداءات استغاثة من مواطنين عالقين تحت الأنقاض في منطقة الزرقا بحي التفاح، بعد قصف مبنى بشكل مباشر فوق رؤوس ساكنيه. ووصف الدفاع المدني، هذا اليوم بأنه "من أصعب أيام الحرب منذ تجددها في 18 مارس الماضي". وفي 7 أغسطس الماضي، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، إن "إسرائيل" منذ أكتوبر 2023 دمرت 88 بالمئة من البنى التحتية في قطاع غزة بما يشمل المنازل، وأنه لم يعد لمعظم النازحين أماكن يعيشون فيها إلا المدارس وبعض مباني الجامعات. مقتل سبعة مستوطنين أصيب 20 مستوطنا في حصيلة أولية، جراء عملية إطلاق نار عند مفترق "راموت" شمال مدينة القدسالمحتلة، صباح أمس، قبل أن يعلن عن مقتل 7 منهم. ودفعت قوات الاحتلال، بعدد كبير من عناصرها وطواقم الإسعاف، بعد إصابة 20 مستوطنا في عملية إطلاق النار. وأشارت مصادر عبرية، إلى أن 9 من بين الإصابات وصفت بالحرجة. فيما أكدت مصادر مختلفة، أن قوات الاحتلال أطلقت النار صوب منفذين اثنين ما أدى إلى استشهادهما. ووصف موقع "والا" العبري مكان عملية إطلاق النار بالقدس ب"الصعب جداً" بسبب كثرة المستوطنين المصابين بالعملية. وقالت القناة 15 العبرية، إن معظم الإصابات داخل حافلة للمستوطنين، حيث صعد المقاومون وبدأوا بإطلاق النار على كل من فيها. وفي التفاصيل، قالت وسائل إعلام عبرية إن منفذي العملية أطلقا النار داخل الباص ومحطة انتظار مليئة بالركاب، من خلال سلاح كارلو. وأكد شهود عيان من المستوطنين، أنه عند المفترق كان هناك ازدحام سير غير عادي امتد لمئات الأمتار، وإطلاق النار نُفِّذ على الحافلة التي كانت عالقة في الازدحام. وأشاروا إلى أن أحد المنفذين صعد للحافلة وعرّف عن نفسه كرجل أمن يجري تفتيشا وبدأ بإطلاق النار. وطلب نتنياهو في رسالة للمحكمة، بعدم حضور جلسته التي كانت مقررة أمس،بسبب عملية القدس . اعتداءات داخل سجن "جلبوع" كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، أمس، عن تصعيد خطير في ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى داخل سجن "جلبوع". وأشارت الهيئة في بيان، إلى أن وحدات القمع تواصل اقتحام غرف الأسرى والاعتداء الوحشي عليهم بشكل يومي، بحجج واهية وغير مبررة. وقالت محامية الهيئة: إن السجانين يعمدون إلى اقتحام الغرف بعد إلقاء قنابل صوتية وغازية، قبل أن يباشروا بالاعتداء على الأسرى باستخدام الهراوات والدبّاسات والقشاطات الجلدية والكلاب البوليسية، إلى جانب الرش بالغاز والصعق بالكهرباء، وهي أساليب تعذيب ممنهجة باتت شائعة ومستمرة داخل السجن. وأضافت أن الأسرى يعانون حاليًا من ظروف مناخية قاسية، حيث تسجل درجات الحرارة في منطقة بيسان التي يقع فيها سجن جلبوع، أكثر من 45 درجة مئوية، وسط اكتظاظ خانق في الغرف وسوء التهوية وغياب الحد الأدنى من المقومات الإنسانية. ونقلت المحامية عن الأسرى قولهم إنهم لا يتمكنون من النوم بسبب شدة الحرّ، مؤكدين أن الفرشات تبتل بالعرق نتيجة ارتفاع درجات الحرارة. وفي سياق متصل، يعاني الأسير فادي عودة خليل علي (41 عامًا) من مخيم نور شمس في طولكرم، من شلل نصفي كامل ويستخدم كرسيًا متحركًا، ما تسبب له في تقرحات جسدية خطيرة بسبب قلة الحركة والجلوس الدائم. يشار إلى أن علي معتقل منذ 26 / 12 /2023، ولم يصدر بحقه أي حكم حتى الآن. أما الأسير محمود مخلص الكيال (31 عامًا) من مدينة نابلس، فهو يعاني من أزمات صدرية وضيق تنفس والتهابات في الجيوب الأنفية، إضافة إلى فقدانه نحو 20 كيلوغرام من وزنه منذ بداية الحرب، نتيجة سوء التغذية والإهمال الطبي المتعمد. وكان كيال اعتقل يوم 21 / 02/ 2023، ولم يصدر حكمًا بحقه بعد، ومن المقرر أن تعقد له جلسة محكمة بتاريخ 21 / 10/ 2025. وأكدت الهيئة أن ما يجري داخل سجون الاحتلال، يتطلب تحركًا عاجلًا من المؤسسات الحقوقية الدولية، لوضع حد لهذه الانتهاكات المستمرة، وضمان توفير الحماية القانونية والإنسانية للأسرى الفلسطينيين. اقتحام الضفة الغربية شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس حملة اقتحامات واعتقالات في مدن وبلدات متفرقة بالضفة الغربيةالمحتلة، طالت شبانًا وامرأة بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها. وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ ساعات الليل، تنفيذ اقتحام واسع لعدد من بلدات مدينة جنين، وسط انتشار مكثف للآليات العسكرية واعتداءات متواصلة على الأهالي. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة قباطية جنوب جنين عند منتصف الليل، وواصلت انتشارها في البلدة حتى ساعات الصباح. كما نصبت آليات الاحتلال حاجزًا عسكريًا في وسط قرية الجديدة جنوبالمدينة، أعقبه قيام جرافات الاحتلال بإغلاق المدخل الرئيس للقرية. وفي السياق ذاته، واصلت قوات الاحتلال اقتحامها لبلدة سيريس، حيث شهدت البلدة انتشارًا واسعًا للآليات العسكرية. وأشارت المصادر إلى أن الاقتحامات المتواصلة شملت كذلك بلدات مسلية وقباطية والجديدة، إضافة إلى عدة بلدات أخرى في المنطقة الجنوبية لمحافظة جنين. وفي محافظة نابلس؛ اعتقلت قوات الاحتلال شابا من مخيم بلاطة، بعد توقيفه على حاجز صرة العسكري. وفي محافظة طولكرم، شنت قوات الاحتلال حملة اقتحامات في أحياء المدينة، واعتقلت مواطنين من الحي الجنوبي. أما في محافظة طوباس، فقد اعتقلت قوات الاحتلال شابا من مخيم الفارعة، عقب مداهمة منزله وتفتيشه. بينما في محافظة قلقيلية؛ اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان من بلدة جيت شرق المحافظة، كما اعتقلت أشرف نزار سليم من مكان عمله في محيط قرية كفر لاقف شرقًا. في الوقت ذاته، اقتحمت القوات قرية باقة الحطب وانتشرت في شوارعها دون اعتقالات. وفي محافظة بيت لحم، نفذت قوات الاحتلال حملة مداهمات في عدة بلدات، كما فتشت منازل أخرى في بيت جالا. أما في محافظة رام الله؛ اعتقلت قوات الاحتلال شابا من بلدة بيتونيا بعد اقتحام منزله. وشهدت الخليل حملة اعتقالات واسعة، حيث اعتقلت قوات الاحتلال من مدينة الخليل أربعة مواطنين، إضافة إلى اعتقال سيدة. هدم السوق المركزي هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، محالًا تجارية في السوق المركزي للخضار في بلدة بيتا جنوب نابلس شمالي الضفة الغربيةالمحتلة. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة الحسبة فجرًا، وأجبرت أصحاب المحال التجارية على إخلاء البضائع والخضروات، ثم شرعت بهدم محلات بيع الخضروات والفواكه هناك. ولفتت إلى أن "حسبة بيتا" تضم 50 محلًا لبيع الخضار والفواكه، تم هدم نصفها تقريبًا. وذكرت أن الهدم كان مفاجئًا ودون سابق إنذار، وألحق خسائر كبيرة بهم تقدّر بمئات آلاف الشواكل. وأشارت إلى أن هناك تهديدات إسرائيلية بهدم محال أخرى بالسوق وتعد "حسبة بيتا" سوقًا مركزيًا مهمًا لتزويد شمال الضفة بالخضار، يضم نحو 40 تاجرًا للجملة، وتستوعب نحو 400 عامل وموظف. وتعرضت الحسبة خلال السنوات الماضية لاستهدافات إسرائيلية مباشرة من إغلاق وحرق وهدم للمحال التجارية، ما أدى لتكبيد التجار خسائر كبيرة، إلى جانب عرقلة وصول المواطنين والتجار إليها، للحصول على احتياجاتهم، جراء الحواجز التي تحيط بالبلدة. إغلاق طرق القدس أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس، كافة مداخل مدينة القدسالمحتلة، والقرى والبلدات المحيطة، في أعقاب عملية إطلاق النار، التي أسفرت عن مقتل 5 إسرائيليين، وإصابة 16 آخرين. وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال أقدمت وبشكل مفاجئ، على إغلاق عدد من الحواجز العسكرية المحيطة بمدينة القدسالمحتلة، ما تسبب في احتجاز آلاف المركبات وتعطيل حركة المواطنين. وشمل الإغلاق حواجز قلنديا والجيب شمال المدينة، وحاجزي النفق و300 في بيت لحم، إضافة إلى حاجز بيت إكسا غرب القدس، حيث مُنع المواطنون من العبور، واصطفت المركبات لمسافات طويلة وسط ازدحام خانق. وأكد شهود عيان أن إجراءات الاحتلال المشددة حالت دون وصول آلاف الفلسطينيين إلى أماكن عملهم وجامعاتهم، فيما اضطر آخرون للعودة أدراجهم بعد ساعات من الانتظار. كما شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في محيط قرى وبلدات شمال غرب القدس. اقتحام واسع في جنين وعدد من محافظات الضفة