سجلت الشركات المدرجة في بورصات دول مجلس التعاون الخليجي تراجعاً حاداً في صافي أرباحها على أساس سنوي بنسبة 8.7 في المئة عن فترة الربع الثاني من العام 2025، لتبلغ 56.7 مليار دولار أميركي مقابل 62.1 مليار دولار أميركي في الربع الثاني من العام 2024. كما تراجع صافي الربح مقارنة بالربع الأول من العام 2025 بنسبة 3.4 في المئة. وجاء الانخفاض خلال الربع الثاني من العام 2025 مدفوعاً بصفة رئيسة بتراجع أسعار النفط الخام، الأمر الذي انعكس على أرباح شركات الطاقة الخليجية. كما ألقت أسعار البتروكيماويات العالمية المنخفضة على أساس سنوي بظلالها على ربحية شركات المواد الأساسية. في المقابل، ساهمت الأسس الاقتصادية القوية ومرونة قطاع التصنيع غير النفطي في الحد من حدة هذا التراجع. ووفق البيانات المالية للشركات، المرصودة من بلومبرج، رويترز وبحوث كامكو إنفست، وعلى صعيد كل دولة على حدة، تفاوت التغير في الربحية على أساس سنوي، إذ تراجعت إجمالي أرباح الشركات المدرجة في ثلاث بورصات، بينما أظهرت الدول الأربع المتبقية نمواً. وسجلت السعودية أكبر انخفاض مطلق بقيمة 6.3 مليارات دولار أميركي في صافي الربح خلال هذا الربع، ليبلغ 33.04 مليار دولار أميركي مقابل 39.4 مليار دولار أميركي في الربع الثاني من العام 2024. وتبعتها الكويت بانخفاض تجاوز أكثر من الربع أو ما يعادل 0.6 مليار دولار أميركي لتصل أرباحها إلى 1.65 مليار دولار أميركي، مدفوعة بصفة رئيسية بتراجع أرباح شركة أجيليتي نتيجة لتكبد خسائر من العمليات الموقوفة. كما تراجع صافي ربح الشركات المدرجة في دبي بنسبة 5.7 في المئة على أساس سنوي أو ما يعادل 0.4 مليار دولار أميركي ليصل إلى 6.5 مليارات دولار أميركي في الربع الثاني من العام 2025. في المقابل، سجلت الشركات المدرجة في أبوظبي أكبر نمو في الأرباح بقيمة 1.6 مليار دولار أميركي لتبلغ 10.3 مليار دولار أميركي في الربع الثاني من العام 2025، تلتها عمانوقطر بنمو صافي الربح بمقدار 1.0 مليار دولار أميركي و3.6 مليار دولار أميركي، على التوالي. أما من حيث القطاعات، سجلت غالبية القطاعات أرباحاً أعلى على أساس سنوي في الربع الثاني من العام 2025. وشمل ذلك قطاعات ذات ثقل وزني كبير مثل الأغذية والمشروبات والعقارات والمرافق العامة والاتصالات، التي حققت نمواً قوياً ثنائي الرقم في أرباحها خلال هذا الربع. كما أظهر صافي الربح المسجل من البنوك المدرجة في المنطقة نمواً قوياً بمعدل ثنائي الرقم بنسبة 10.3 في المئة ليصل إلى 16.6 مليار دولار أميركي في الربع الثاني من العام 2025. وفي المقابل، قابل هذه المكاسب انخفاض ربح قطاعي الطاقة والمواد الأساسية، إلى جانب تراجع أرباح قطاعات النقل (أجيليتي) والسلع الرأسمالية والإعلام والترفيه. في النصف الأول من عام 2025، شهدت الأرباح الصافية الإجمالية للشركات المدرجة في بورصات دول مجلس التعاون الخليجي انخفاضًا طفيفًا على أساس سنوي بنسبة 3.4 %، أي ما يعادل 4 مليارات دولار أميركي، لتصل إلى 115.4 مليار دولار أميركي. ويعزى هذا الانخفاض إلى انخفاض الأرباح المعلنة من قبل الشركات السعودية والكويتية، بينما شهدت بقية دول المجلس نموًا في الأرباح. وارتفعت الأرباح الإجمالية لعُمان وأبوظبي بنسب ثنائية الرقم، بينما سجلت قطرودبي نموًا في الأرباح بنسبة 2.3 % و2.4 % على التوالي. أرباح البنوك المدرجة وبلغت أرباح البنوك المدرجة في البورصات الخليجية مستوى قياسي جديد في الربع الثاني من العام 2025 عند 16.6 مليار دولار أميركي، بدعم من نمو الأرباح على أساس سنوي في ستة من أصل سبعة أسواق بالمنطقة، وكانت دبي الاستثناء الوحيد، إذ تراجعت أرباح قطاع البنوك بنسبة 6.4 في المئة على أساس سنوي متأثرة بانخفاض أرباح بنك الإماراتدبي الوطني وبنك المشرق نتيجة ارتفاع النفقات غير المرتبطة بالفوائد وزيادة مخصصات انخفاض القيمة خلال هذا الربع، مقابل تحرير مخصصات في الربع الثاني من العام 2024. وفي المقابل، حققت معظم الأسواق الأخرى نمواً بمعدل ثنائي الرقم في أرباح قطاع البنوك خلال هذا الربع. وجاء هذا الأداء مدفوعاً بارتفاع صافي إيرادات الفائدة بنسبة 6.9 في المئة، إلى جانب قفزة تجاوزت أكثر من الربع في إيرادات غير الفوائد مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي. وساهمت هذه المكاسب في الحد من الزيادة الهائلة التي شهدتها مخصصات انخفاض القيمة بنسبة 41.6 في المئة لتصل إلى 2.7 مليار دولار أميركي خلال الربع الثاني من العام 2025. وتعرض قطاع الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي لضغوط واضحة خلال الربع الثاني من العام 2025، إذ سجلت 16 من أصل 30 شركة مدرجة تراجعاً في أرباحها على أساس سنوي. وانخفضت أرباح القطاع ككل بنسبة 18.0 في المئة لتبلغ 25.5 مليار دولار أميركي مقابل 31.2 مليار دولار أميركي في الفترة المماثلة من العام 2024. وانعكس هذا التراجع أيضاً في انخفاض متوسط سعر مزيج خام برنت بنسبة 19.6 في المئة ليصل إلى 68.1 دولاراً أميركي للبرميل، متأثراً بإعلانات الأوبك المتعلقة بزيادة حصص الإنتاج إلى جانب المحادثات بين الولاياتالمتحدة وروسيا وإيران بشأن العقوبات. ويعزى الجزء الأكبر من هذا الانخفاض إلى تراجع أرباح أرامكو السعودية بنسبة 19.4 في المئة، كما زاد من حدة الضغوط تراجع أرباح شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) بنحو الثلث تقريباً نتيجة ارتفاع الايرادات التمريرية لأعمال النقل والتوزيع. أما بالنسبة لأرامكو، فيعزى تراجع أرباحها إلى انخفاض أسعار النفط الخام والمنتجات المكررة والكيماوية. الشركات السعودية وشهد صافي ربح الشركات المدرجة في السعودية تراجعاً ملحوظاً بنسبة 16.1 في المئة على أساس سنوي ليبلغ 33.0 مليار دولار أميركي في الربع الثاني من العام 2025، مقابل 39.4 مليار دولار أميركي في الربع الثاني من العام 2024. وعلى الرغم من تسجيل القطاعات الرئيسة في السوق، بما في ذلك البنوك والعقارات والاتصالات، نمواً قوياً في الأرباح المسجلة خلال هذا الربع، إلا أن التراجع الحاد الذي سجلته أرباح قطاعات الطاقة والمواد الأساسية والنقل حد من زخم هذا النمو. وعلى صعيد الأداء نصف السنوي، انخفض صافي الربح بنسبة 8.6 في المئة ليصل إلى 69.3 مليار دولار أميركي في النصف الأول من العام 2025، مقابل 75.8 مليار دولار أميركي في النصف الأول من العام 2024. وسجل قطاع الطاقة أعلى معدل تراجع، إذ انخفض صافي أرباحه إلى 48.2 مليار دولار أميركي مقابل 55.7 مليار دولار أميركي في النصف الأول من العام 2024، بتراجع سنوي قدره 7.5 مليارات دولار أميركي أو ما يعادل نسبة 13.5 في المئة. وجاء قطاع المواد الأساسية في المرتبة الثانية، إذ انكمش صافي ربحه بشكل حاد ليبلغ 0.5 مليون دولار أميركي خلال النصف الأول من العام 2025 مقارنة بأرباح قدرها 2.2 مليار دولار أميركي في النصف الأول من العام 2024، بانخفاض بلغت نسبته 77.6 في المئة. كما سجلت قطاعات النقل والتأمين والاستثمار والتمويل تراجع أرباحها المسجلة عن هذه الفترة. وفي المقابل، عوض الأداء القوي لقطاعات البنوك والعقارات والاتصالات جانباً من هذا التراجع، بعدما حققت نمواً قوياً في الربحية خلال النصف الأول من العام 2025، الأمر الذي ساهم جزئياً في الحد من الانخفاض الكلي في الأرباح المجمعة للسوق. وتفوق أداء قطاع البنوك على باقي القطاعات كأكبر مساهم في صافي الأرباح خلال هذه الفترة، إذ سجل صافي ربح قدره 6.1 مليار دولار أميركي في الربع الثاني من العام 2025 مقابل 5.2 مليارات دولار أميركي في الربع الثاني من العام 2024، بزيادة قدرها 17.8 في المئة. وأعلنت جميع البنوك المدرجة عن تحقيق مكاسب في صافي الربح خلال الربع الثاني من العام 2025. وأعلن مصرف الراجحي عن ارتفاع أرباحه لتصل إلى 1.6 مليار دولار أميركي مقابل 1.3 مليار دولار أميركي في العام السابق، بدعم رئيسي من ارتفاع صافي إيرادات التمويل ودخل الاستثمار بنسبة 24.7 في المئة على أساس سنوي. كما ارتفعت أرباح البنك الأهلي السعودي بنسبة 17.4 في المئة لتصل إلى 1.6 مليار دولار أميركي مقابل 1.4 مليار دولار أميركي في الربع الثاني من العام 2024، بدعم رئيسي من نمو دخل الرسوم الذي صعد بنسبة 20.6 في المئة. وسجل البنك السعودي الفرنسي زيادة بنسبة 24.3 في المئة في صافي الربح ليبلغ 374.1 مليون دولار أميركي مقابل 300.9 مليون دولار أميركي في الربع الثاني من العام 2024، نتيجة ارتفاع إجمالي إيرادات العمولات الخاصة بنسبة 3.7 في المئة ونمو إجمالي الإيرادات التشغيلية بنسبة 14.3 في المئة. وفي السياق ذاته، حقق بنك الرياض ارتفاعاً بنسبة 11.1 في المئة في أرباحه لتصل إلى 692.3 مليون دولار أميركي مقابل 623.0 مليون دولار أميركي في الربع الثاني من العام 2024. ونما صافي ربح قطاع الاتصالات بنسبة 17.5 في المئة على أساس سنوي ليصل إلى 1.3 مليار دولار أميركي في الربع الثاني من العام 2025 مقابل 1.1 مليار دولار أميركي في الربع الثاني من العام 2024. وارتفعت أرباح شركة الاتصالات السعودية بنسبة 15.8 في المئة على أساس سنوي لتبلغ 1.0 مليار دولار أميركي مقابل 880.6 مليون دولار أميركي في الربع الثاني من العام 2024، بدعم من نمو الإيرادات وانخفاض النفقات التشغيلية، فيما أعلنت الشركة عن توزيع أرباح نقدية بما يعادل 0.55 ريال سعودي للسهم الواحد عن فترة الربع الثاني من العام 2025. كما سجلت موبايلي صافي ربح قدره 221.3 مليون دولار أميركي في الربع الثاني من العام 2025 مقابل 176.2 مليون دولار أميركي في الربع الثاني من العام 2024. ويعزى هذا النمو إلى ارتفاع تدفقات الإيرادات بنسبة 8.1 في المئة على أساس سنوي مدفوعاً بتوسع قاعدة المشتركين. وتراجع صافي ربح قطاع الطاقة بنسبة 19.9 في المئة على أساس سنوي ليبلغ 22.6 مليار دولار أميركي في الربع الثاني من العام 2025 مقابل 28.3 مليار دولار أميركي في الفترة المماثلة من العام 2024. وسجلت أرامكو السعودية انخفاضاً في ربحها بنسبة 19.3 في المئة خلال الربع الثاني من العام 2025 نتيجة لتراجع الإيرادات، وذلك بصفة رئيسية نتيجة لانخفاض أسعار بيع النفط الخام وضعف أسعار المنتجات المكررة والكيماوية، فيما جرى تعويض جزء من التراجع بزيادة حجم المبيعات من المنتجات المكررة والكيماوية. وفي المقابل، حققت الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري نمواً في صافي أرباحها بنسبة 21.0 في المئة لتصل إلى 26.6 مليون دولار أميركي مقابل 22.0 مليون دولار أميركي في الربع الثاني من العام 2024، نتيجة لارتفاع المبيعات بدعم من زيادة عدد محطات الخدمة وتحسن معدلات النقل.