توجهت قبل أيام قليلة إلى منطقة عسير، عن طريق البر، سالكا طريق الرين، مروراً بالمدن، والقرى، حتى مدينة أبها البهية. وكانت الرحلة بعد صلاة الفجر مباشرة؛ وهو الوقت المناسب للسفر الطويل؛ حيث يقطع المسافر مسافة طويلة قبل اشتداد الحر، وبعد مسافة 300 كيلو متر تقريبا، مرّت بنا مركبة صغيرة بسرعة هائلة، قد تتجاوز سرعتها 180 كيلومتر في الساعة، حيث إني لم أميز نوعها، أو مواصفاتها. وقد وضع صاحب المركبة الشريط اللاصق على اللوحات الأمامية والخلفية، لإخفاء الرقم، وهذا يعني أن المركبة بدون هوية, وقمت في وقتها بالاتصال على الرقم الموحد 911، وتم إبلاغهم بذلك. وتوقعت أنه سيفلت منهم بسبب سرعته التي لا يمكن أن يتصورها أحد، ولكن ولله الحمد، وخلال 8 دقائق تم استيقافه، من قبل أمن الطرق، وقام أحد أفراد الفرقة بالاتصال بي، وسألني: هل تطلب من قائد المركبة شيء؟ فقلت: لا. وأحمد الله الذي أنقذه على يديكم من حادث مروّع أو مميت. هنا أود أن أشير، إلى أن رجال الأمن في جميع القطاعات الأمنية، يقومون بدورهم على أكمل وجه، رغم شدة حرارة الشمس، والأجواء الصحراوية؛ حيث شاهدت بعيني فرق أمن الطرق تنتشر على هذا الطريق وغيره من طرق مملكتنا الحبيبة، وهذا يرد كيد من ينقصون من حقوقهم أو جهودهم، وما شاهدته من مقرات ومراكز أمن الطرق التي بنيت على أحدث طراز على جنبات الطريق يمنة ويسرة لهو مدعاة للفخر والاعتزاز؛ فلا تجد صاحب مركبة متعطلة أو متوقفة لسبب ما إلا وقد باشر رجال أمن الطرق مهمتهم الإنسانية قبل أن تكون واجباً، فهنا أود أن أشيد بهذه الجهود التي تبعث الطمأنينة في قلوب المسافرين، ليلا أو نهاراً، سواء كان المسافر بمفرده، أو بعائلته، وكانت عودتنا إلى الرياض عن طريق وادي الدواسر والسليل، مروراً بمدن وقرى حوطة بني تميم. ومن ثم طريق الحائر، إلى العاصمة الرياض، وفي الطريق إلى الرياض هبت عواصف ترابية محملة بالأتربة والغبار؛ حتى إن الرؤية أصبحت متدنية جدا على معظم الطريق، فإذا بسيارات رجال المرور البواسل، قد سارعوا إلى إيقاف الشاحنات بطريقة سلسة، ومنظمة، للحفاظ على سلامة الجميع. وقد توقفت سيارات المرور على جوانب الطريق، في كل اتجاه لتنبيه قائدي المركبات بتقليل السرعة في مثل هذه الأجواء، مما يقلل من الحوادث المرورية أو منعها قبل حدوثها. فشكرا لجميع العاملين في قطاعات وزارة الداخلية بشكل عام، والمرور وأمن الطرق بشكل خاص. ونحمد الله -عز وجل- أن جعل الأمن هو الاهتمام الأول لحكومتنا الرشيدة، في بلد يعتبر قارة من القارات، وبشبكة طرق طويلة، وكبيرة، ومتنوعة التضاريس، ولكن هذا الاتساع وهذه الطرق لم تكن عائقا لتحقيق الأمن، والأمان، والطمأنينة للمسافرين. حفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين. سليمان بن عبدالعزيز السنيدي