اعتذار الهلال من كأس السوبر السعودي 2025 لم يكن مجرد قرار إداري بل تساؤل مفتوح حول الضغط العالي في روزنامة الكرة السعودية وضرورة التوازن بين الالتزام الرياضي وصحة اللاعبين فالاعتذار يُعد خطوة جريئة من الهلال في ظل الضغوط المتزايدة على اللاعبين لكثرة المباريات والبطولات إضافة إلى أن القرار أخذ منحنى إعلاميا واسعا، فالكثيرون طالبوا بضرورة إصلاح شامل لجدولة الدوري السعودي للمحترفين وضرورة التنسيق مع رزنامة البطولات الخارجية والقارية. عدد من المحللين الفنيين يرى أن قرار الهلال بالانسحاب له أبعاد منطقية إذا ما نظرنا إلى الجدول الزمني فالهلال خاض 6 مباريات قوية في كأس العالم للأندية خلال أقل من 20 يومًا، كما أن العودة المتأخرة من الولاياتالمتحدة لم تمنح اللاعبين الحد الأدنى من الراحة البدنية أو الذهنية، ما يعني أن الدخول في بطولة جديدة دون إعادة تأهيل فني يشكل مخاطرة عالية، أيضاً الخوف من الإصابات وإرهاق الركائز الأساسية مثل سالم الدوسري ومالكوم وسافيش وميتروفيش، فالهلال فقد في الموسم الماضي عدة لاعبين بسبب الإصابات الناتجة عن تداخل الموسم الرياضي والبطولات المحلية والقارية خاصة أن الهلال أشار إلى أن هذا الضغط الاستثنائي أدى إلى عدم تكافؤ المنافسة، واضطر الفريق لتأجيل التحضيرات الصيفية استعداداً للموسم الجديد، مما أثّر سلبًا على جاهزية اللاعبين مقارنة بالأندية الأخرى. بعض النقاد الرياضيين السعوديين والخبراء الدوليين، اعتبروا أن الهلال اتخذ القرار الصعب لكنه الصحيح فالإدارة فضلت مصلحة الفريق على حساب المجاملة الرسمية، وهذا يُحسب لها، لا عليها وكان يمكن من الاتحاد السعودي أن يجد حلاً تنظيمياً من خلال مراعاة جدول الأندية المشاركة آسيويًا وعالميًا عند تحديد موعد السوبر أو تعديل جدول السوبر بعد نهاية كأس العالم للأندية، أو حتى نقل البطولة إلى توقيت لاحق لأن الغرامة المالية وقرار الحرمان من النسخة المقبلة قد يُصعّب العلاقة بين الهلال والاتحاد السعودي. في الواقع إذا أخذنا القرار من حيث المبدأ فهو منطقي أيّا كان حيثياته، فالفريق خرج من موسم طويل واللاعبون لم يحصلوا على الإجازة النظامية الكافية وسلامة اللاعبين وجاهزيتهم مهمة لمنافسات الدوري وإذا أخذنا القرار من جانب تنظيمي فالتوقيت كان متأخراً جداً خاصة أن البطولة أعلنت رسمياً والجمهور الدولي يترقب الهلال كممثل بطل والاعتذار المفاجئ يسيء لصورة النادي ويفتح بابا للجدل بين الجماهير حول المعايير والعدالة بين الأندية. وبغض النظر حول الجدل الواسع في السابق ومستقبلاً، يبقى سؤال: هل يكون هذا الاعتذار محفزًا لتغيير شامل في جدولة البطولات للسنوات القادمة ومراعاة مشاركة الأندية في البطولات الخارجية والقارية أو يبقى اتحاد القدم كما عودنا دائماً، ودمتم سالمين.