أعلنت عملاقة الطاقة والكيميائيات في العالم، شركة أرامكو السعودية أنها اتخذت إجراءات لإدراج الاستدامة العملية والمسؤولة ضمن إستراتيجيتها وأعمالها، وتصدت لتحديات الاستدامة التي تؤثر على أعمال الشركة والأطراف ذات العلاقة، ويمثل جوهر الاستدامة بالنسبة للشركة، الاعتناء بالجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وتعمل في هذا الصدد على أربعة محاور تشمل (اهتمام تغير المناخ والتحول في مجال الطاقة، وسلامة الأعمال وتطوير الأفراد، والحد من الآثار البيئية، وتعظيم القيمة المجتمعية). وتواصل أرامكو السعودية بحسب تقرير الاستدامة 2024 الصادر مؤخراً، مسيرتها لتصبح رائدة شركات الطاقة والكيميائيات المتكاملة على مستوى العالم، وأن تمارس أعمالها بأمان واستدامة وموثوقية. وتسعى الشركة جاهدًة لتوفير طاقة موثوقة وأكثر استدامة بأسعار معقولة للمجتمعات في جميع أنحاء العالم، وتحقيق القيمة لمساهميها في مختلف دورات الاقتصاد من خلال محافظتها على ريادتها في إنتاج النفط والغاز ومكانتها الرائدة في مجال الكيميائيات وحرصها على تحقيق القيمة في جميع مراحل سلسلة القيمة للطاقة وتنمية محفظة أعمالها بشكل مربح. ونوه ياسر بن عثمان الرميان رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية، بنجاح الشركة في إنجاز أهدافها قصيرة الأجل، وتواصل تنفيذ استثماراتها لتحقيق الأهداف على المدى البعيد. ومع استمرار الزيادة في الطلب العالمي على الطاقة، واصلت الشركة ثباتها بخدمة عملائها بشكل موثوق، كعادتها على مدى أكثر من 90 عاما، وضمن ما حققته في هذا الصدد، تطبيق حلول الطاقة ذات انبعاثات كربونية أقل، ذلك التحدي الذي يتطلب الاستعانة بأحدث التقنيات، وتحفيز الإبداع على مستوى الشركة، وضخ استثمارات كبيرة. ومن الواضح أن التحول في مجال الطاقة لن يحدث بين عشية وضحاها، وإنما هو عملية متعددة المراحل. وتفخر الشركة بأنها تسلك الطريق الصعب وتحقق أهدافها، رغم ما يواجهها من تحديات. ويمثل التغير المناخي أكبر التحديات الراهنة. لهذا تواصل أرامكو السعودية القيام بدورها في تغيير العالم إلى الأفضل، كما فعلت من قبل. وفي إطار مساندة جهود المملكة الرامية إلى التوجه إلى الحلول ذات انبعاثات كربونية أقل والتقليل من الانبعاثات، ذهبت أرامكو السعودية إلى الاستعاضة عن النفط بالغاز بصورة متزايدة في توليد الطاقة. وتهدف الشركة إلى زيادة طاقة إنتاج غاز البيع بأكثر من 60 % بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات الإنتاج في عام، 2021 ويخضع ذلك لمستوى الطلب المحلي ويشمل مشاريع ما قبل اتخاذ قرار الاستثمار النهائي التي لم يعلن عنها بعد. يتمثل جزاً كبيراً في التحول في مجال الطاقة، في التقليل من الانبعاثات الناتجة من مصادر الطاقة الحالية، التي تتسم بأهمية بالغة لموثوقيتها وتكلفتها المعقولة. وتواصل الشركة جهودها لإيجاد طرق جديدة لتقليل حرق الغاز في الشعلات وانبعاثات الميثان، وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة في جميع أعمالها. وانطلاقاً من دورها كعضو مؤسس في مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ، فقد تجاوزت إنجازات أرامكو السعودية جميع الأهداف المحددة، وتواصل الشركة سعيها الحثيث إلى تحقيق خفض إضافي في كثافة انبعاثات غاز الميثان. وأبرز مثال على ذلك، استخدامها شبكة جديدة من الأقمار الصناعية لمراقبة الانبعاثات في مرافقها، وبما يسهم في تحقيق أهدافها، وتحديد المجالات التي تحتاج إلى مزيد من التحسين. وتسهم المبادرات المهمة ومنها مبادرة استخلاص الكربون وتخزينه، في بناء الاقتصاد الدائري للكربون، عبر تمكين برامج الشركة للهيدروجين الأزرق، إضافة لما تقوم به هذه المبادرات في تقليل الانبعاثات الناتجة عن أعمال الشركة. وفي عام، 2024 حققت الشركة تقدما في مفاوضاتها حول اتفاقيات الشراء في الأسواق الرئيسة مثل شرق آسيا وأوروبا، في إطار خططها بعيدة المدى لإنتاج أنواع الوقود البديل. ولمصادر الطاقة الجديدة والمتجددة نصيبها أيضا في رحلة التحول، وبفضل جغرافية ومناخ المملكة، فإنه بالإمكان توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المملكة. وتسهم استثمارات أرامكو السعودية هذا الصدد في تحقيق طموحاتها البيئية، إضافة إلى تعزيز إيجاد قيمة بعيدة المدى للشركة في ظل التحولات التي يشهدها قطاع الطاقة. ولتحقيق هذه الغاية، فقد وقعت أرامكو السعودية مؤخراً اتفاقيات مع شركائها لإنشاء ثلاثة مشاريع جديدة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، والتي من المأمول أن تعود بالنفع على شبكة الكهرباء الوطنية. وسيكون للشركات الناشئة دورها المهم أيضا في تشكيل هذا المشهد، إلى جانب الشركات العالمية، حيث تدرك أرامكو القيمة التي يمكن للشركات الناشئة أن تضيفها للقطاع، وقد صنفت شركة أرامكو فينتشرز ضمن أفضل الشركات المستثمرة في الأنشطة المناخية، وثاني أفضل شركة مستثمرة على مستوى العالم في قائمة ال"50 للمناخ". ويتسع مفهوم الاستدامة ليشمل التحلي بمبادئ المواطنة الصالحة، والتركيز على سلامة الموظفين وتطورهم على المدى البعيد، وإضافة القيمة إلى المجتمع على نطاق أوسع. وتفخر أرامكو بما حققته من تقدم في هذه المجالات، وبخاصة جهودها المبذولة في مجال التوطين. فمن خلال برنامج اكتفاء، بلغت نسبة الإنفاق المحلي في سلسلة التوريد لدى الشركة 67.0 %، بعد أن كانت 35.0 % قبل نحو عقد من الزمان. وتدرك أرامكو السعودية أن للذكاء الاصطناعي دوره المهم في قطاع الطاقة، وتحديدا في مجال الاستدامة. ولهذا تحرص الشركة على دمج تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الجديدة في أعمالها، بهدف زيادة الاستفادة من الكم الهائل من البيانات التي تمتلكها، وتحسين الكفاءة في أعمالها وخفض الانبعاثات بشكل أكبر. من جهته، قال م. أمين بن حسن الناصر الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة أرامكو السعودية، تتمثل رؤية أرامكو السعودية في أن تصبح رائدة شركات الطاقة والكيميائيات المتكاملة على مستوى العالم، وأن تواصل ممارسة أعمالها بأمان واستدامة وموثوقية. وظلت أهدافنا التشغيلية ثابتة دون تغيير لتحقيق هذه الرؤية. غير أننا ندرك حجم التحديات التي تواجه قطاع الطاقة، في عالم تتعدد فيه الأقطاب، ويشهد زخماً في واقع التحول العالمي في مجال الطاقة. ولفت إلى أن الموارد البشرية في أرامكو السعودية تمثل أغلى أصولنا، وتظل سلامتهم على رأس أولوياتنا. ورغم ذلك؛ فقد شعرنا ببالغ الأسى والحزن في عام 2024 لوفاة ثمانية أشخاص (ستة مقاولين وموظفين اثنين) إثر تعرضهم لحوادث أثناء عملهم للشركة. وقد أجرت الشركة تحقيقات مكثفة في هذه الحوادث المأساوية، وطبقت الدروس المستفادة منها لتلافي تكرار أي حوادث مماثلة. ومن منطلق رفضها التام لوقوع أي خسائر في الأرواح، تسعى الشركة باستمرار لترسيخ ثقافة التميز في مجال السلامة لديها. وأشار إلى تقرير الاستدامة الرابع الذي تعده أرامكو السعودية، منذ إعلان الشركة عن طموحها للوصول إلى صافي انبعاثات صفري من الغازات المسببة للاحتباس الحراري للنطاقين (1 و2) على مستوى جميع الموجودات التي تملكها وتديرها بالكامل بحلول عام 2050. واستكمالا لهذا الطموح، وضعت الشركة هدًفا مرحلًياً جديداً لعام 2030 للتقليل من كثافة الانبعاثات الكربونية لأعمال التنقيب والإنتاج بها. وفي عام 2024، حققت الشركة مزيدا من التقدم في عدد من المجالات، منها توقيع اتفاقية مساهمين لتطوير مركز لاستخلاص الكربون وتخزينه في مدينة الجبيل. وعند اكتماله، يتوقع أن يكون هذا المركز من أكبر المشاريع في العالم في هذا المجال. ويعتبر الهيدروجين مجالا آخر من المجالات التي نرى فيها فرص نمو محتملة، وهذا ما حدا بالشركة إلى الاستحواذ على حصة ملكية بنسبة 50 % في شركة مختصة بأعمال الهيدروجين الأزرق. وضمن جهودها للإسهام بدور إيجابي في التحول العالمي في مجال الطاقة، وقعت الشركة أيضا اتفاقية مبدئية غير ملزمة مع شركة معادن لإقامة مشروع مشترك للتنقيب عن المعادن والتعدين في المملكة العربية السعودية. ويمكن لهذا المشروع المشترك الاستفادة من حجم البيانات الهائل الذي تمتلكه أرامكو السعودية في مجال علوم الأرض ومعرفتها الواسعة بالطبقات الجوفية، مع احتمالية بدء إنتاج الليثيوم بحلول عام 2027. وتمثل التقنية عنصراً بالغ الأهمية في أرامكو السعودية، ضمن مساعيها لتطوير حلول جديدة تساهم في استدامة أعمالها في قطاعّي التنقيب والإنتاج والتكرير والكيميائيات والتسويق. وفي عام 2024 توسعت الشركة في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في عدد من مجالات أعمالها، وتستعين حالًياً بالتحليلات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لمراقبة وتقليص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. إضافة إلى ذلك، تخضع معظم المعدات الأساس في الشركة الآن لمراقبة الذكاء الاصطناعي، حيث تساعد الخوارزميات التنبؤية على تحسين موثوقية المرافق وزيادة الكفاءة. بالتطلع إلى المستقبل، نؤمن بأن التحول العالمي في مجال الطاقة يكمن في اتباع نهج متعدد المصادر والسرعات والأبعاد، يراعي الأولويات الفعلية لأمن واستدامة الطاقة، وبتكلفة معقولة في كل دولة على حدة. وفي هذا السياق، تثق أرامكو في قدرتها على المواكبة والازدهار في عالم يزداد وعياً بضرورة التقليل من الانبعاثات الكربونية. وترتكز ثقة الشركة إلى المزايا التنافسية التي تتمتع بها أرامكو السعودية، بما في ذلك نطاق أعمالها الفريد، وانخفاض تكاليف الإنتاج، وكونها من بين المنتجين العالميين الأقل من حيث كثافة الانبعاثات الكربونية في قطاع التنقيب والإنتاج، إضافة إلى أفضل ميزة لدى الشركة والتي تتمثل في ثروتها البشرية، موظفي الشركة وموظفاتها، الذين يواصلون التزامهم بتوفير الطاقة الموثوقة التي يحتاجها الوطن والعالم، اليوم وفي المستقبل. ياسر الرميان أمين الناصر