أوضح مجمع إرادة والصحة النفسية بالرياض عضو تجمع الرياض الصحي الثالث أن التوتر أو القلق هو جزء طبيعي من الحياة، ويمثل استجابة الجسم الطبيعية للضغوط والتحديات اليومية، مبينًا أنه يمكن أن يكون مفيدًا في بعض الحالات، حيث يساعد على التركيز والانجاز واتخاذ القرارات بسرعة، إلا أنه قد يصبح ضارًا إذا استمر لفترات طويلة وأثّر سلباً على حياة الشخص دون إدارة صحيحة. وذكر استشاري الطب النفسي والمساعد للخدمات الطبية بالمجمع الدكتور عبد الإله بن خضر العصيمي أن ردود فعل الجسم أثناء التوتر والقلق ناتجة عما يسمى "الجهاز العصبي الذاتي السمبثاوي"، وهرمونات التوتر في الجسم والتي بدورها تقوم بتنظيم وظائف الأعضاء والغدد في الجسم بصورة ذاتية وتتأثر بالضغوط الخارجية والبيئية وما تتلقاه الحواس غالباً. وبين أن هذا الاضطراب يظهر في عدة صور، أشهرها وأكثرها شيوعاً الخوف المفرط من أشياء (لا تشكِّل خطرًا حقيقيًا أو يكون هذا الخطر ضئيلًا)، كبعض الحشرات، والدماء، والإبر، والرعد، والقطط، وركوب الطائرة، والمرتفعات، والأماكن الضيقة، والمصاعد وغيرها، ويطلق عليه الرهاب المحدَّد، ويمكن أن يحدث على شكل نوبات هلع متكررة، وتصل ذروة النوبة غالباً خلال عشر دقائق، وغالباً ما ترافقها أعراضًا جسدية، ويشعر المصاب بها بالتوتر والقلق الشديد من حدوث نوبة أخرى قادمة، وقد يتوتر أيضاً متوقعًا إصابته بمرض خطير أو مميت أو فقدان السيطرة، كما أنه قد يكون على شكل خوف من الإحراج أو الانتقاص أثناء التفاعل الاجتماعي وخصوصاً في بعض المواقف (مثل التحدث أمام الجمهور) وقد يصاحبه انسحاب من تلك المواقف أو ظهور أعراض جسدية محددة مثل رعشة الأطراف، التعرق، الخفقان، وصعوبة في الكلام، ويطلق عليه (القلق الاجتماعي)، إضافة إلى أنه قد ينتج عن كثرة تناول الكافيين، واضطراب النوم، أو بعد تناول أدوية معينة، ونادراً بسبب مرض عضوي، أو بعد تناول مواد منشطة. ونوه بأن هذا الاضطراب قد يحدث لدى الأطفال بعد عمر السنتين فيما يسمى اضطراب (قلق الانفصال عن الوالدين) ويتضمن الخوف المفرط من الانفصال عن الوالدين أو الأشخاص المقربين، مبينًا أن التوتر والقلق قد يكون عاماً وبشكل يومي تقريباً، حيث يعاني المصاب به من تفكيرٍ وهمّ مفرط في الأحداث اليومية، والخوف من حدوث أسوء الاحتمالات، ويكون مصحوبًا بالتململ والإحساس بالتعب وضعف التركيز وسرعة الغضب، ويترافق معه بعض الأعراض الجسدية واضطراب النوم. وأشار المساعد للخدمات الطبية بمجمع إرادة بالرياض إلى أن هناك اضطرابات توتر وقلق أخرى، منها، رهاب الساح أو (رهاب الخلاء) ويأتي على شكل خوف من التواجد في مكان ما أو الخروج عندما يكون الهروب صعبًا أو محرِجًا، أو عندما تكون المساعدة غير متوفرة، وغالباً يتم تجنُّب هذه (الأماكن أو الأوضاع) من الشخص، ومنها ما هو مصاحب لاضطرابات الصدمة (مثل التعرض للقتل أو الكوارث الطبيعية أو الحوادث الخطيرة أو غيرها)، وقد تشمل الأعراض أيضا اليقظة المفرطة، وظهور ذكريات مرتبطة بالصدمة بشكل مفاجئ، والسلوكيات التجنبية، والأرق والأحلام السيئة المرتبطة بالصدمة، وأعراض الاكتئاب وغيرها. وزاد، أن من ضمن العوامل للإصابة بالتوتر أو القلق، ضغوط الحياة وتغيراتها التي قد ينتج عنها رد فعل مفرط غير متكيف يصاحبه أعراض القلق (العلاقة مع الآخرين، العمل، الدراسة، الأمور المالية، الزواج، الطلاق ونحوها)، كما تساهم أنماط التفكير السلبية والشخصية وتأثير البيئة المحيطة والتاريخ العائلي كعوامل أخرى تحفز التوتر والقلق. وعن مضاعفاته، أوضح أن القلق كاضطراب مستمر قد يعيق حياة الشخص مهنياً وأكاديمياً واجتماعياً، وقد يصاحبه أعراض عضوية مزعجة كارتفاع في ضغط الدم والسكر وأعراض الجهاز الهضمي والأعراض العصبية والشد في الجسم وضعف المناعة والعجز الجنسي. وعن مواجهة التوتر أو القلق فبين أن ذلك يكون بتخفيف تناول الكافيين أو ما يمكن أن يزيد من التوتر، وتعديل النظام الغذائي إلى صحي، وتنظيم النوم، ووضع جدول من النشاطات والهوايات الممتعة، وتنظيم الوقت والاولويات، وأخذ قسطٍ من الراحة وممارسة التأمل وطرق الاسترخاء كالتنفس العميق وغيره. وذكر الدكتور عبد الإله العصيمي أن العلاج بالأدوية النفسية والجلسات النفسية لدى المختصين في الطب النفسي وعلم النفس الاكلينيكي والمتابعة في الخطة العلاجية المقررة تساعد في علاج أغلب اضطرابات التوتر والسيطرة عليها بشكل فعال. د. عبد الإله العصيمي