بين قناة وأخرى وصحيفة ووكالة ورأي خبير ومن هو ضليع في السياسة والمال، طفقت أبحث عن أسباب الاهتمام العالمي في جعل الرئيس الأميركي دونالد ترمب المملكة المحطه الافتتاحية الأولى له كرئيس أميركي؟ بدا لي أن الإجماع قائم أن ليس هناك من تعبير أوضح وأدق على أن اختيار الرئيس الأميركي ترمب للرياض في زيارته الرئاسية الأولى إلا اعترافا أميركيا صريحا بالدور القيادي الجديد للمملكة في المنطقة والعالم، إدراك مباشر أن السعودية لم تعد مجرد شريك إقليمي، بل باتت دولة ذات ثقل عالمي في ملفات كبرى تتراوح بين الطاقة والأمن، وحتى صناعة الحلول للأزمات الدولية الكبرى كما بين روسيا وأوكرانيا والهند وباكستان.. وما يحدث في الشرق الأوسط. الزيارة واختيار الرياض تؤكدان أن العالم مختلف عما كان عليه مطلع هذا القرن وما قبله، وترمب أدرك ذلك واختار التغيير في جينات التحالفات والعلاقات سياسيا واقتصاديا، ولأنه يدرك أهميتها في التغيير المقبل على العالم فقد جعلها أولا وفق واحد من أكبر الوفود الأميركية عبر التاريخ.. حضر إلى الرياض وهو يعلم أن السعودية لا تنقاد لأحد ولا تتنازل عن مبادئ ولا أدق من إعلانها موقفها في القضية الفلسطينية وضعت شروطها واضحة وختمتها أن لا تنازل عنها.. كما الملفات الأخرى في التوتر في الشرق الأوسط والعلاقات التجارية الدولية. هناك من يلفت إلى الأهمية الاستراتيجية للمملكة ومن نواحٍ كثيرة فغير أنها مركز العالم الإسلامي وقبلته والأكثر تأثيرا فيه وعليه، فهي من أكثر الدول جدية في محاربة الإرهاب والتطرف، أيضا إدراك الأميركيين والعالم أن الحل في الشرق الأوسط ومناطق النزاع يحتاج كثيرا إلى السعودية التي تجد احتراما كبيرا وتفهما لدورها الفاعل في إرساء السلام.. جانب آخر في الأهمية يذهب إلى المصلحة الاستراتيجية الكبرى المشتركة بين البلدين كقوتين اقتصاديتين مؤثرتين وما يتبع ذلك من مصالح حيوية اقتصاديا وسياسيا وفي الأخيرة لبث السلام والهدوء في العالم والشرق الأوسط بصفة خاصة. كثير من الإعلام الأميركي وحسب قراءته يرى أن في الزيارة أهمية كبرى لإصلاح العلاقة الاستثنائية بين الرياض وواشنطن، وشدد على هذا الجانب وقرأه ضمن أهم أسباب الزيارة.. والأهمية تأتي وحسب ذلك الإعلام أيضا من مركز السعودية عربيا وإسلاميا، وتأثيرها على الاقتصاد العالمي كأكبر مؤثر في إنتاج الطاقة والسلام في الشرق الأوسط. أهمية الزيارة لن تقتصر على البلدين بل إنها ستكون مرتكزا لحلول كثيرة تهم العالم، بحضور زعماء دول للمشاركة، وقادة أعمال وخبراء سياسة وبما يجعلها زيارة تاريخية كبرى كما أكد البيت الأبيض نفسه.. وهو ما يدفعنا إلى القول إن العمل السعودي الأميركي الكبير لإيجاد حلول كثيرة لمعظم الأزمات العالمية في شمال أوروبا وفي شبه القارة الهندية والشرق الأوسط هو تأكيد على أهمية الرياض وتأثيرها على الشأن العالمي اقتصاديا وسياسيا والاعتراف بأنه يتنامى يوما بعد آخر.