يفتقر بعض المدافعين إلى القدرة على قيادة أنفسهم، رغم امتلاكهم روحًا قتالية وثباتًا ملحوظًا، مشكلتهم أنهم يحتاجون إلى مدافع قائد في الخط الخلفي يوجههم ويرفع مستواهم، في هذا المقال، سنستعرض أمثلة توضح هذه الفكرة. نتذكر المدافع الأهلاوي السابق وليد عبد ربه، الذي لعب لسنوات دون أن يكون لاعبًا بارزًا أو مؤثرًا، لكنه تألق بشكل لافت عندما لعب إلى جوار المدافع التونسي القائد خالد بدرة، فأصبح نجمًا ساطعًا في خط الدفاع، بل إنه اختير ضمن تشكيلة المنتخب السعودي في تلك الفترة. على المنوال نفسه، نجد المدافع الهلالي علي البليهي، مستواه مع أنديته السابقة، مثل النهضة والفتح، لم يكن مميزًا، لكنه أصبح لاعبًا مختلفًا عندما لعب بجانب المدافع الكوري جانغ هيون-سو، الذي يتمتع بالقيادة والهدوء وقراءة اللعب بدقة. جانغ كان يغطي أخطاء البليهي ويعزز ثباته، لكن مع رحيل جانغ عن الهلال، ظهرت ثغرات البليهي بوضوح، مما يبرز أثر القائد في استقراره. كذلك، نرى مثال المدافع عبدالإله العمري، المعار من النصر إلى الاتحاد في الموسم الماضي. لقد قدم موسمًا استثنائيًا وساهم بفعالية في تحقيق الاتحاد لبطولتي الدوري وكأس الملك، بفضل منظومة الفريق المتكاملة ووجود قائد دفاعي مميز إلى جانبه، هذا التألق أثار استغراب جماهير النصر، التي كانت تعاني من أدائه المتذبذب مع فريقها. في رأيي، هناك العديد من المدافعين المميزين في كرتنا، يلعبون بروح عالية ويبذلون قصارى جهدهم، لكنهم يحتاجون إلى قائد يمنحهم الثقة ويوجههم داخل الملعب. في الختام، القائد الملهم هو من يستطيع إخراج أفضل ما لديك، ويحول إمكانياتك المحدودة إلى أداء استثنائي.