تمت إقالة خورخي جيسوس من تدريب الهلال بعد أن تأكد بنفسه من إخراج الهلال من كل بطولات الموسم ما عدا بطولة السوبر التي ظلَّ يتغنى بها بدون أن يخبره أحد من المحيطين به أنها بطولة لا تسمن الهلاليين ولا تغنيهم من جوع!. إدارة الهلال أقالت جيسوس بعد خراب مالطا، وبعد أن أخرج الفريق من كأس الملك والنخبة الآسيوية، وأضعف حظوظه كثيرًا بلقب الدوري، وجعل الحصول على مقعد للنخبة الآسيوية المقبلة غاية ما يتمناه الهلاليون الذين كانوا يحلمون بموسم مختلف يكون ختامه مسكًا بالمشاركة في مونديال الأندية الموسع والأول من نوعه، والذي ستستضيفه الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد شهر ونصف!. الهلاليون الذين كانوا يطمحون بالمحافظة على لقب الدوري السعودي، وتحقيق بطولة النخبة الآسيوية، ومشاركة مشرفة في مونديال الأندية؛ أصبح طموحهم اليوم المحافظة على المركز الثاني في الدوري السعودي لضمان المشاركة في النخبة الآسيوية الموسم المقبل، والستر من رب العالمين في المشاركة العالمية!. كل هذا حدث بسبب تعنت صانع القرار في الهلال، واعتقاده أنَّه كان يرى في استمرار المفلس جيسوس ما لم يكن يراه الجميع؛ مهدرًا أكثر من فرصة لإقالة العجوز البرتغالي، ومهدرًا الكثير من الوقت، معرضًا الهلال اليوم لأزمة حقيقية تتمثل في احتمالية غيابه عن البطولة الآسيوية لأول مرة منذ سنواتٍ طويلة، ومهددًا مشاركة الفريق العالمية بالفشل الذريع!. المشكلة في فريق كرة القدم في الهلال لم تكن في جيسوس لوحده، والحل لن يكون في رحيله؛ بل يجب على إدارة الهلال الربحية بقيادة الأستاذ فهد بن نافل ومعه الأعضاء المنتدبين من الصندوق بقيادة الأستاذ عبدالمجيد الحقباني أن يتفرغوا لإدارة النادي وموارده ومشاريعه المتعلقة بالحوكمة والربحية والاستثمار، وأن يسندوا الأمور الفنية المتعلقة بفريق كرة القدم وحاضره ومستقبله لمدير رياضي متمرس يستطيع أن ينقذ حاضره ويبني مستقبله، بعد أن تكفل ببناء ماضيه عشرات الرجال الذين عملوا في النادي وبذلوا وخططوا وقدموا؛ قبل أن يصبح اليوم مهددًا بخسارة كل هذا الإرث وكل هذا الحضور بسبب غياب التخطيط للمستقبل، ما جعل حالة الهلال ودكة احتياطه وفئاته السنية مصدر قلق للملايين من عشاقه!. لا يجب على الهلاليين أن يفكروا في إحضار بديل جيسوس قبل أن يفكروا في إحضار المدير الرياضي القادر على صناعة القرار الفني وفق دراية وخبرة تنتشل الهلال من حالة التوهان المتكرر الناتج عن عشوائية القرار ومجهولية صنَّاعه وعجزهم عن تلمس احتياجات الهلال الحالية والمستقبلية، ولا بأس أن يتأخر اختيار بديل جيسوس إذا كان من سيتولى اختيار بديله الآن هم نفس الأشخاص الذين أوصلوا الفريق إلى هذه الحال الكسيفة التي ظهر عليها هذا الموسم، وهم نفس الأشخاص الذين خسفوا بسقف طموحات الهلاليين بسبب ضعف قدرتهم على تقييم الأمور فنيًا، وعجزهم عن تلمس احتياجات الهلال الفنية، وسوء اختياراتهم، وعشوائية قراراتهم، وتواضع قدراتهم!. وإذا ما أراد أعضاء مجلس إدارة شركة الهلال اختصار الكثير من الوقت، وتدارك الكثير مما فات؛ فعليهم أن يسارعوا للاستعانة بابن النادي وأسطورته سامي الجابر كرئيس تنفيذي للنادي، مع إعطائه حرية اختيار المدير الرياضي الجديد؛ ليعملا سوية على إعادة هيبة الهلال وبناء مستقبله الذي قادته سنوات العمل العشوائي للمجهول، فالوقت يمضي، والآخرون يبنون ويعملون، وماعاد يمكن للهلال أن (يتفرج) أكثر!.