بساطة العيد

كل عام وأنتم بخير، وكل عام وقادتنا ووطننا وأمننا وأحبتنا بخير؛ ما أجمل العيد! والأجمل أن تكون البساطة هي عنوانه، تعلمنا الأعياد أن الحب مهارة عليا وقيمة إنسانية عظيمة لا يستطيعها كل قلب ولا يعقلها كل فرد. ولو أردنا وضع ميزتين للمحبة الإنسانية البسيطة ستكون في أمرين: التسامح والتخلي. فالتسامح مع طول العشرة والأيام ليس بالأمر اليسير وليس الجميع قادر على السماح بل البعض قد يستمر في محبة الآخرين لكن تحجبه روحه عنهم، بسبب عجز القلب عن السماح، أما التخلي فهو أن تمنح القرار للأشخاص باتخاذ القرار المناسب لهم، وأيضًا مغادرة الأماكن التي لا تتسع لرأسك وتضيق بها أنفاسك.
لو رأيت الجميع يحملون أجهزتهم لالتقاط الصور؛ كن أنت المختلف الذي يلتقطها في عقله وقلبه، ولو بالغ الجميع في مظهرهم اجعل بساطتك البصمة الخاصة بك. ولا تبخل على نفسك بتهنئة الجميع دون استثناء ولا تكترث لمن يفرطون في البروتوكولات والتوصيات في كل عيد؛ وكأننا في اختبار نفسي وثقافي. نعم، كن بسيطاً دون تردد.
والذي نفسُه بغيرِ جمالٍ.. لا يرى في الوجودِ شيئًا جميل؛ إن الأعياد فرصة حقيقية ليس لإظهار الجمال الخارجي والمادي ولكن بالتمظهر المعنوي والحسي العميق. والحقيقة أن تكون إنساناً حقيقياً في أوساط مزيفة ليس بالأمر السهل، بكل حال استمتع وكن أفضل نسخة من نفسك في كل عيد، فالغايات عظمى والحياة تستحق أن تمنحها فرصة.