"سيكولوجيات التسويق".. أسلوب عاطفي لجذب الجمهور

هناك العديد من الكتب التي يحاول المؤلف من خلالها أن ينير درباً معتماً، وأن يميط اللثام عن السر الجوهري الذي يقف خلف نجاح الممارسات.. ومنها الممارسة التسويقية، تلك العلاقة مع العميل التي لم تأخذ حقها من الاهتمام بالدراسة والنظر والتأمل، إنه ذاك الجزء المتعلق بالحُبّ بل والغرام ببعض المنتجات.. فقد صدر حديثاً كتاب بعنوان: "سيكولوجيات التسويق الفوز بقلب العميل" لباحث الدكتوارة عصام الدميني الذي قدم الكثير من التجارب الحياتية في سطور هذا الكتاب، كما تنوعت المواضيع بأسلوب فريد، وعاطفي لجذب الجمهور، ومنها تعريف الحُبّ، وما هو الحُبّ؟ أو كأداة عاطفية: "الحُبّ ليس سهلاً أن نقدم تعريفات واضحة لمفهوم الحُبّ على وجه التحديد، فتلك عاطفة بشرية زئبقية شديد التقلب، ولهذا سنسلك الجادة المطروقة، وننظر إلى الحُبّ من خلال آثاره فربما يكون الحُبّ أقوى عاطفة بشرية، فليس من المستغرب أن تتبناه الشركات الأميركية كثيراً كاستراتيجية تسويق لذا لجأ المسوقون إلى استخدام القصة كأسلوب عاطفي لاستمالة جمهورهم وجني الكثير من الأموال. وفقاً ل(الورنس صموئيل)، الكاتب والمؤلف في مقاله المنشور في (علم النفس اليوم) فإن: الحُبّ يظل استراتيجية تسويقية فعالة. إدراكاً للقوة السيميائية للحُبّ، استخدم عدد غير قليل من المسوقين المعاصرين في الواقع العاطفة في بيعهم للمنتجات والخدمات للمستهلكين. (الحُبّ قوة) كما تقول (لورا كيبنيس) في كتابها (ضد الحُبّ): والحُبّ كما يعلم الجميع، هو قوة غامضة ومسيطر عليها، وله قوة هائلة على أفكارنا وقراراتنا الحياتية، إنه يتطلب ولاءنا، ونحن بدورنا نمتثل له بحرية. إن قول لا للحُبّ ليس بتلك السهولة؛ إنها مأساة يشعر بها العميل لكبح جماح رغباته سواء المسموحة أو المرغوبة للنفس البشرية كحُبّ التفرد والتميز والفخامة. إن طاعتنا لهذا المستبد الأكثر نزوة متأصلة للغاية في النفس لدرجة أن الفنانين يبدعون في وصف قسوته بقصائد عاطفية".
وعن هذا الإصدار يقول الدميني: "حاولت كي أكون وفياً لخطتي المنهجية التي وضعتها لنفسي في هذا الكتاب أن أجمع أشتات دراستي من تخصصات جمّة؛ فاستعنت في فاتحة الأمر بعلم الاجتماع ونظرياته الكلاسيكي منها والحديث على حد سواء، ثم عرجت على علم الاقتصاد، إلى أن استقرت رحالي أخيراً في علم النفس، ودراساته المختلفة المتنوعة، ناهيك عن الدراسات الجمة في الدعاية ونظريات التسويق. ولا أزعم أنني بلغت بكتابي غاية الكمال، وإنما ألقيت بحجر في بحيرة ماء راكدة حتى برز هذا الإنتاج المعرفي الذي تمسكه بين يديك".