قالت تقارير حقوقية إن الجيش الإسرائيلي يقتل أطفالا فلسطينيين، دون أي سبيل للمساءلة، وكان العام الماضي أكثر الأعوام دموية للأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 15 عاما، وعام 2023 مستمر في الوتيرة نفسها أو أنه سيتجاوز أعداد 2022، إذ قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 34 طفلا فلسطينيا في الضفة الغربية حتى 22 أغسطس.ولفتت التقارير إلى أن قوات الاحتلال تقتل الأطفال الفلسطينيين، الذين يعيشون تحت الاحتلال بوتيرة متزايدة، ما لم يضغط حلفاء إسرائيل، لا سيما الولاياتالمتحدة، على إسرائيل لتغيير مسارها، فسيُقتل المزيد من الأطفال الفلسطينيين". وأشارت خلال توثيقها لبعض عمليات القتل، التي قام بها الجيش الإسرائيلي ضد الأطفال الفلسطينيين، إلى استخدام السلطات الإسرائيلية القوة المفرطة ضد الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، في ظروف لم يكن فيها استخدام القوة القاتلة مبررا بموجب المعايير الدولية. وتابعت: "قتلت قوات الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 614 فلسطينيا صنفتهم "الأممالمتحدة" كمدنيين في قطاع غزةوالضفة الغربية خلال هذه الفترة، لكن ثلاثة جنود فقط أدينوا بقتل فلسطينيين، بحسب منظمة "ييش دين" الإسرائيلية، وحُكم عليهم جميعا بأحكام قصيرة بالخدمة العسكرية المجتمعية. وتحدث عمليات القتل في سياق ترتكب فيه السلطات الإسرائيلية جرائم ضد الإنسانية، تتمثل في الفصل العنصري والاضطهاد ضد الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، حسبما وثقت منظمات حقوقية. وقد فتحت المدعية العامة ل"المحكمة الجنائية الدولية" آنذاك، فاطو بنسودا، تحقيقا رسميا في 2021 في جرائم خطيرة ارتُكبت في فلسطين. فوّض "مجلس الأمن" الأمين العام للأمم المتحدة بإعداد لوائح يُدرج فيها القوات العسكرية، والجماعات المسلحة المسؤولة عن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة سنويا. بين 2015 و2022، نسبت الأممالمتحدة وقوع أكثر من 8,700 ضحية من الأطفال إلى القوات الإسرائيلية، ومع ذلك لم تُدرَج إسرائيل على الإطلاق في القائمة. وأكدت، أن المعايير الدولية لحقوق الإنسان تحظر على مسؤولي إنفاذ القانون "استخدام الأسلحة النارية القاتلة عن قصد" إلا في الحالات التي "يتعذر فيها تماما تجنبها من أجل حماية الأرواح". وقالت: "يتمتع الفلسطينيون في الضفة الغربية بالحماية بموجب "اتفاقيات جنيف"، وبموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، على الحكومات أن "تكفل للأفراد سُبل انتصاف فعالة للمطالبة" بحقوقهم، بما في ذلك الحق في الحياة".ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يفتح تلقائيا تحقيقات جنائية، في الحالات التي يستخدم فيها الجنود القوة القاتلة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، حتى في حال تقديم شكوى. قتل وتشويه ودعت التقارير الجيش الإسرائيلي إلى إنهاء الاستخدام غير القانوني للقوة القاتلة ضد الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، والحكومة الإسرائيلية إلى إصدار توجيهات واضحة علنية وسرية لجميع القوات، تحظر الاستخدام المتعمد للقوة القاتلة. وقالت إن على الأمين العام للأمم المتحدة أن يدرج القوات المسلحة الإسرائيلية في تقريره السنوي، عن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة لعام 2023، على أنها مسؤولة عن قتل الأطفال الفلسطينيين وتشويههم، وعلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أن يسرع في تحقيقات مكتبه في فلسطين، بما في ذلك فيما يتعلق بالانتهاكات الجسيمة المرتكبة ضد الأطفال. وأكدت المنظمات أن على الحكومات الأجنبية، كالولاياتالمتحدة التي تعهدت بتقديم 3.8 مليار دولار كمساعدات عسكرية لإسرائيل في 2023، أن تربط المساعدات بقيام إسرائيل باتخاذ خطوات ملموسة ويمكن إثباتها من أجل إنهاء انتهاكاتها الجسيمة، بما في ذلك الجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في الفصل العنصري والاضطهاد والاستخدام المنتظم للقوة القاتلة ضد الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، بشكل ينتهك المعايير الدولية، وللتحقيق في الانتهاكات الماضية. عليها أن تعلق المساعدات طالما استمرت هذه الانتهاكات الجسيمة. وقالت إن على أعضاء مجلس النواب الأميركي دعم "قانون الدفاع عن حقوق الإنسان للأطفال والأسر الفلسطينية التي تعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي" (HR 2590)، الذي من شأنه أن يحظر الاستخدام غير القانوني للتمويل الأميركي لإسرائيل في الاعتقال العسكري والاعتداء على الأطفال الفلسطينيين، وتدمير الممتلكات الفلسطينية والاستيلاء على الأراضي من أجل المستوطنات. اعتقالات ومداهمات واسعة شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملة مداهمات وتفتيشات في الضفة الغربيةالمحتلة، تخللتها مواجهات وإصابات في بعض المناطق واعتقالات طالت عددا من الفلسطينيين.وأفادت المؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى أن قوات الاحتلال اعتقلت 32 فلسطينيا من الضفة، حيث جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال، وذلك بحجة المشاركة في أعمال مقاومة مسلحة. وتركزت الاقتحامات في محافظات، الخليل، ورام الله، وبيت لحم، ونابلس، وقلقيلية، وطولكرم، وجنين، خلالها تم اقتحام عشرات المنازل والعبث بمحتوياتها، وكذلك إخضاع قاطنيها لتحقيقات ميدانية بعد احتجازهم لساعات. وفي محافظة قلقيلية، أصيب جندي إسرائيلي بجراح خلال مواجهات عنيفة اندلعت فجر أمس، بعد اقتحام الاحتلال لبلدة عزون. وأكد شهود عيان، أن جنديا إسرائيليا أصيب بعد استهداف مجموعة جنود بقنبلة محلية الصنع خلال مواجهات عنيفة اندلعت في البلدة، استخدمت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية، فيما رد عليها الشبان ورشقوهم بالحجارة والزجاجات الفارغة والحارقة. وشنت قوات الاحتلال حملات دهم لمنازل الفلسطينيين، دون أن يبلغ عن أية اعتقالات، وما زالت عملية الاحتلال مستمرة. وكانت قوات الاحتلال أغلقت مداخل البلدة بالقواطع الحديدية طيلة يوم أمس، وأعاقت حركة الفلسطينيين بالذهاب والعودة إلى أعمالهم وجامعاتهم ومنازلهم. واستهدف فلسطينيون برجا عسكريا للاحتلال شمال مدينة الخليل. وأفادت مصادر محلية بإلقاء مقاومين قنابل يدوية الصنع "أكواع متفجرة"، نحو برج لجيش الاحتلال عند مدخل بيت أمر شمالي الخليل. كما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي بكثافة في منطقة صافا في البلدة.واندلعت منتصف الليلة الماضية، مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة العوجا، شمال مدينة أريحا. واقتحمت قوات الاحتلال بلدة العوجا، واندلعت مواجهات على إثرها بين الشبان وقوات الاحتلال التي أطلقت قنابل الغاز والصوت بشكل كثيف اتجاههم، قرب ملعب العوجا وسط البلدة، حيث بلغ عن إصابات جراء الاختناق بالغاز المدمع. ونفذ فلسطينيون 19 عملا مقاوما في الضفة الغربيةوالقدس، خلال ال 24 ساعة الأخيرة، أسفرت عن إصابة في صفوف الاحتلال. ووثق مركز المعلومات الفلسطيني "معطى" 3 عمليات إطلاق نار، وتفجير عبوة ناسفة، وتصدي لاعتداءين للمستوطنين، وتحطيم مركبتين لهم في القدس وقلقيلية. ولفت نادي الأسير، إلى أنّنا نشهد استمرار تصاعد في عمليات الاعتقال، لاسيما مع تصاعد المواجهة الراهنة مع الاحتلال، يرافقها عمليات تنكيل وتخريب ممنهجة بحق المعتقلين وعائلاتهم. وأشار، إلى أنّه ومنذ مطلع العام الجاري بلغت حالات الاعتقال أكثر من (5000) حالة. وأكّد نادي الأسير أنّ عمليات الاعتقال تُشكل أبرز السياسات الممنهجة التي تنفذها سلطات الاحتلال بشكل يومي، في محاولة منها لتقويض أي حالة مواجهة، ولا تستثني فيها أي من الفئات سواء شباب، أو أطفال، أو نساء، وكبار السّن، والمرضى. طفلة فلسطينية خلال تشييعها بعد أن طالها رصاص الاحتلال (رويترز)