يعد النادي الأهلي السعودي أحد أعرق الأندية في المملكة العربية السعودية، حيث يمتلك جماهيرية عريضة وعاطفة متقدة تجاهه، تتجاوز حدود التشجيع الرياضي المعتاد لتصل إلى ارتباط روحي وثيق، فالعلاقة بين جماهير الأهلي وناديهم علاقة استثنائية قلّ أن نجد لها مثيلاً في محيط الكرة السعودية والعربية، بل وحتى العالمية، حيث يمتزج فيها الحب بالولاء، والوفاء بالتاريخ، والأمل بالتحدي. ولكل هذه الحالة العاطفية الخاصة، كثر ارتباط الشعراء بهذا النادي وبات (الأهلي) قصيدة تتكرر مع كل إنجاز، أو حتى مع كل إخفاق وباستعراض لقائمة الشعراء الأهلاويين الكثر سيتكشّف لنا هذه العلاقة الخفية والظاهرة بين الشعر والأهلي، ولا أبالغ حينما أشير مثلاً إلى أن أبيات الأهلاوي الراحل مساعد الرشيدي تحوّلت إلى أيقونة في الإعلام الرياضي لا سيما بيته الشهير (لا فاز الأهلي تنام الأرض مبسوطة). والواقع أنه منذ تأسيس النادي في عام 1937، لم يكن الأهلي مجرد كيان رياضي يمارس كرة القدم فحسب، بل أصبح رمزاً للهوية والانتماء لعشاقه. جماهيره التي تلقّبه ب»الملكي» لم تكن يوماً مجرد حالة تشجيع، بل كانوا جنوداً أوفياء يدافعون عن كيانهم في كل الظروف، في السراء والضراء، في الانتصارات كما في الهزائم. ورغم مروره بمراحل صعبة وتراجع نتائجه في بعض الفترات، لم تتخلّ هذه الجماهير عن ناديها، بل زادها الألم تمسكاً، وكأن العلاقة تنمو مع كل جرح وتتجذر مع كل تحدٍ، وهي حالة عاطفية أقرب ما تكون للشعر منها للرياضة، ويتجلى هذا الارتباط الروحي في مظاهر عديدة، أبرزها الحضور الكثيف للجماهير في المدرجات، حتى في أصعب الظروف التي يمر بها النادي. كما يتجلى في الحملات الجماهيرية المستمرة على وسائل التواصل الاجتماعي التي لا تتوقف عن دعم النادي، والدعاء له، والدفاع عنه ضد كل ما قد يسيء إليه. الأهلي بالنسبة لجماهيره ليس مجرد نادٍ، بل هو بيت، وعائلة، وقطعة من القلب، في بعد عاطفي يتناثر شعرًا في أكثر حالاته حضورًا. وعلى مر السنوات، صنعت جماهير الأهلي ثقافة خاصة بها، امتدت لتصبح جزءاً من هوية النادي، من الأهازيج التي تهتز بها المدرجات، إلى الشعارات التي تُرفع في المدرجات، إلى الولاء اللامشروط الذي يُورث من جيل إلى جيل، فهناك من تعلم حب الأهلي من والده أو جده، وهناك من أدخل أبناءه إلى عالم الأهلي منذ نعومة أظفارهم، في صورة متكررة لحب متوارث. ولا يمكن إغفال دور هذه الجماهير في دعم الفريق معنوياً وحتى مادياً في بعض الأحيان، فقد كانت الجماهير تدعم مبادرات النادي، وتسهم في تمويل بعض مشاريعه، وتقف خلفه في المحافل الكبرى، وفي لحظات الانكسار، كانت هي من تعيد الروح للنادي من جديد، بثقتها، وإيمانها، وأغانيها التي تلهب الحماس. ربما لا يكون الأهلي دائماً في القمة من حيث البطولات، لكنّه دوماً في قلوب جماهيره في أعلى مكانة، قصيدة يتلونها على أرواحهم في كل الحالات شجنا، فرحاً وحزناً، انتصاراً أو انكساراً، وهذا ما يميّز العلاقة بين الأهلي وجماهيره، إذ لا تُقاس بالألقاب وحدها، بل بالعاطفة الصادقة، والانتماء العميق، والوفاء الذي لا يتبدل. في النهاية، يمكن القول إن جماهير الأهلي هي قلب النادي النابض، وروحه الحية، وسرّ بقائه رغم كل التحديات. تماماً كما يبدو الأهلي لنا دائماً -بقائمة الشعراء المنتمين إليه أو حتى بالعاطفة الشاعرة التي عليها جماهيره- هو قصيدة الكرة السعودية.