في تصعيد جديد يعكس خطورة الوضع الميداني والدبلوماسي في الحرب المستمرة منذ 2022، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولاياتالمتحدة والدول الغربية إلى تكثيف الضغوط على روسيا، بالتزامن مع تنفيذ موسكو هجوماً صاروخياً استهدف منشآت طاقة حيوية في منطقة أوديسا جنوب البلاد، وهو ما وصفه زيلينسكي ب"الضربة الخبيثة" التي تهدف إلى حرمان الأوكرانيين من التدفئة مع اقتراب الشتاء. وقال زيلينسكي، في رسالة عبر تطبيق "تيليغرام": إن الهجوم الروسي طال منشأة غاز إستراتيجية في قرية نوفوسيلسكي، قرب الحدود الرومانية، حيث يقع خط الربط "أورلوفكا" المتصل بأنابيب "ترانس بلقان"، مشيرًا إلى أن هذه المنشآت تُعد من الأعمدة الأساسية لإمدادات الغاز إلى بلاده. وأضاف أن الضربة تأتي ضمن"نهج ممنهج" يستهدف البنية التحتية الحيوية، في وقت تعاني فيه البلاد من نقص حاد في الطاقة بفعل الهجمات الروسية المتكررة. من جانبه، أكد حاكم منطقة أوديسا وقوع الهجوم، مشيرًا إلى أن فرق الطوارئ تعمل على احتواء تداعياته، وسط غياب معلومات رسمية حول حجم الضرر أو تأثيره على عمليات ضخ الغاز. وفيما أعلن ترامب عزمه فرض عقوبات على الدول التي تواصل استيراد النفط والغاز من روسيا، كشفت تقارير أميركية عن نية البيت الأبيض رفع الرسوم الجمركية على الهند بسبب استمرارها في التعاون التجاري مع موسكو، ضمن حملة لتضييق الخناق على الاقتصاد الروسي وتمويله للحرب. وعلى الجانب الروسي، أنهى الرئيس فلاديمير بوتين جلسة مفاوضات استمرت ثلاث ساعات مع المبعوث الأمريكي ويتكوف أمس في موسكو، وسط تكتم حول نتائجها المباشرة. ونقلت وكالة"بلومبيرغ" عن مصادر مطلعة أن الكرملين ناقش خلال اللقاء احتمالية تقديم تنازلات محدودة تشمل "هدنة جوية" مع أوكرانيا، كجزء من مقترحات أولية لوقف التصعيد العسكري، دون أن يشمل ذلك إنهاء الحرب بالكامل. التقرير أشار إلى أن موسكو، رغم تمسكها بأهدافها الاستراتيجية، بدأت تدرك أهمية تخفيف الضغط الدولي، لا سيما مع تلويح ترامب بإجراءات قد تؤثر على حلفاء روسيا الاقتصاديين. وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قد صرّح قبيل اللقاء بأن"تحسين العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة سيستغرق وقتاً طويلاً"، في إشارة إلى عمق الأزمة السياسية بين الطرفين.