تشهد الحرب الروسية - الأوكرانية تصعيدًا جديدًا في العمليات العسكرية، مع تقارير عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين في أوكرانيا جراء هجمات جوية روسية مكثفة خلال الساعات الأخيرة، بينما يواصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جولة دبلوماسية في أوروبا، تشمل المملكة المتحدة، في محاولة لحشد الدعم السياسي والعسكري قبيل قمة حلف شمال الأطلسي «ناتو» المرتقبة. دعم سياسي في خضم هذا التصعيد، بدأ الرئيس الأوكراني زيارة للمملكة المتحدة، التقى خلالها الملك تشارلز الثالث في جلسة مغلقة، حيث ناقشا الوضع الإنساني والتحديات العسكرية الراهنة. ومن المتوقع أن يلتقي زيلينسكي أيضًا رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، قبيل انعقاد قمة «ناتو» في لاهاي، حيث من المرجح أن يشكل ملف دعم أوكرانيا بندًا محوريًا في النقاشات. وزيلينسكي أكد أن زيارته تهدف إلى بحث سبل تطوير وسائل الدفاع، والضغط الدولي على موسكو، إلى جانب تعزيز منظومات الدعم المادي والعسكري لكييف. هجمات متبادلة قالت السلطات الأوكرانية إن طائرات مسيّرة وصواريخ روسية قتلت ما لا يقل عن 14 شخصًا وأصابت العشرات في هجمات طالت العاصمة كييف ومناطق عدة، أبرزها تشيرنيهيف وأوديسا. وأشارت إلى أن مبنى سكنيًا مكونًا من خمسة طوابق انهار جزئيًا نتيجة إحدى الضربات، بينما لحقت أضرار واسعة بمرافق مدنية أخرى، بينها مستشفى وبنية تحتية رياضية. من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها اعترضت أكثر من 20 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليل في مناطق مختلفة، مؤكدة أن قواتها الجوية تواصل استهداف مواقع ومنشآت عسكرية داخل أوكرانيا. ولم تعلق موسكو بشكل مباشر على الضربات التي استهدفت كييف، لكن الكرملين يعتبرها ردًا على محاولات أوكرانية لتوسيع نطاق الهجمات داخل الأراضي الروسية. تحالف القتلة قال زيلينسكي، في تصريح له عقب الهجمات، إن روسيا استخدمت، وفقًا لمعلومات أولية، صواريخ كورية شمالية في هجوم كييف، متهمًا موسكو بتشكيل ما وصفه ب«تحالف القتلة» مع كل من كوريا الشمالية وإيران. واعتبر أن الهجمات على المناطق المدنية دليل على «الإفلاس الأخلاقي والسياسي لروسيا». في المقابل، يواصل الجيش الروسي تنفيذ هجوم صيفي على طول الجبهات الشرقية والجنوبية، سعيًا لاختراق خطوط الدفاع الأوكرانية. وذكر معهد دراسة الحرب الأمريكي أن القوات الروسية تحرز تقدمًا محدودًا، معتمدة بشكل كبير على وحدات مشاة «ضعيفة التدريب»، في مواجهة دفاعات أوكرانية مدعومة بتقنيات الطائرات المسيّرة. تبادل الأسرى في جانب آخر من الحرب، أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية أنها تحتاج إلى أكثر من عام لتحديد هوية آلاف الجثث التي أُعيدت من الجانب الروسي ضمن عمليات تبادل أسرى ورفات. وذكر الوزير إيغور كليمنكو أن التحاليل الأولية أظهرت وجود جثث تعود لجنود روس بين الجثث المسلّمة، مرجحًا أن يكون ذلك نتيجة خلل في تنظيم موسكو تلك العمليات. وتم عرض بزات عسكرية وأغراض شخصية، بينها سجائر، قالت السلطات الأوكرانية إنها تعود لجنود روس قُتلوا خلال المعارك.