لا زمن للشعر إلا أن يكون لكل الزمن.. ولا حصر للقصيدة إلا أن تكون شائعة كالعطر ورائجة كالنميمة وخالدة كالمحال.. هي نافذة الغد وشمس الأمس وضمير الحاضر.. تتقلب الأيام والأحداث على يديها وتبقى على مرمى حنين واستجابة نداء. عنا نحن العرب ..لا أعرف كيف (...)
لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن نغفل دور الترجمة في مد جسور التواصل المعرفي والحضاري بين الشعوب، فاللغة وسيلة التواصل الأم بين الشعوب كافة فهي التي تحتمل وتتحمّل كل أشكال العلاقات فيما بين الناس.. وإذا كانت المملكة العربية السعودية تخطو خطوات رائدة (...)
القهوة لازمة اللحظة النخبوية.. وفاتحة اللغة المثقّفة.. في رغوتها تتكاثر الأطياف وفي بقاياها يقرأ المنجّمون الغيب، لكن ارتباطها الأزلي بالثقافة والمثقفين أخذ طقسًا دعائيا وهويّة لازمة.. كما يقول الصديق الكاتب خالد القعيب في مقالة له بعنوان «المثقف (...)
بين الشعر والسرد سيرة تكامل، مهما حاول الشعراء والساردون تغيير هذا المتلازمة التاريخية فاللغة واحدة والفوارق شكلية، ولا فضل لشاعرٍ على ساردٍ إلا بالنجوى، لكن هناك حقيقة تاريخية ضمنية تشير دائماً إلى أن العرب لم يكونوا يوماً قوم رواية، أو قصة، أو حتى (...)
بعيداً عن قفزات الذكاء الاصطناعي وقريبًا من استخدامنا التلقائي للكتابة في وسائل تواصلنا بعد أن صرنا نكتب أكثر مما نقول ونقرأ أكثر مما نسمع تبعاً لحياتنا الكتابية اليوم المتمثلة بالتطبيقات المتعددة في أجهزتنا الذكية.. أقول قريباً من هذه العملية (...)
بيني وبين البرد عهدُ احتياج.. لا تدُثرني فيه تلك الأحلام الساحلية القديمة، ولا يتركني أنثر السلام كما أشاء في الوجوه الصباحية العابسة، إنه (جلاّد الفقير) كما قال جدي، ومدينة الخوف كما يقول صمتي، وحقيقة الجوع كما تقول أحلامي المنهكة ... لا أعرف بصدق (...)
المقهى الثقافي.. أو ما يمكن أن نطلق عليه المقهى القديم.. الذي اعتاد التاريخ على أن يعكسه في مراياه زوايا تعجّ بالمثقفين يتبادلون الثقافة حياة، وفوضى المكان نظامًا إبداعيّا غاية في التأثير، اليوم يعود ذلك المقهى برؤى عصرية مدهشة عبر برنامج الشريك (...)
اعتدت دائماً على أن لا أقف في مساحةٍ لا يعشب فيها ظلّي، لهذا لم أرتدِ يومًا ثيابًا غير ثيابي، ولم أنفعل يومًا بغير القصيدة وتداعياتها وحالاتها وما تنتجه من تأملات في الحياة، وما تستعين به من خيالات تقارب الوجود وتتلمّس إدراكه بعيدًا عن سلطة (...)
مع خطوات الإنسان المعاصر اللاهثة وراء الغد وأفعال المستقبل يظل الشعر أحد أهم مكونات الجوهر الإنساني.. فهو كوّة من الأمس والغد.. الأحلام والذكرى.. الأثر والخلود، الحقيقة ورحلة البحث عنها، فالشعراء الذين يقومون برحلات متتابعة نحو الجوهر الإنساني ثم لا (...)
يلاحقني الأمس حتى كأني أراه
أمامي .. يشيطن يومي :
غدا سوف تصبح مثلي ..
فدع ما تقوم به في فراغ الزمان
وقم كي ندوّن أسماءنا للحنين
يقول له : تجاوزت أسماء يومي
شقيا سيمضي
سعيدا سأحياه لو بالتذكّر .. كل
الحياة سوار انتظارٍ
على معصم الوقت في (...)
تترقّب الساحة الفنية والثقافية بشغف كبير عرض مسلسل «غالية البقمية» الذي وعِدنا به في رمضان القادم، حيث يجيء هذا العمل كخطوة نوعية تجاه تاريخنا المغيب عنا نتيجة قصورنا عن استلهامه من جهة ونتيجة عوائق فكرية واجتماعية جعلتنا نزهد بالفن ونتغافل عن أثره (...)
أول الصمت.. آخر الكلام:
وبعدَ.. أن يبلغ الصمت منتهاه.. تأتي كتابته، إيماءة قديمةٌ لعمرٍ يتجدّد هكذا كنتُ وإياك دائمًا.. حمامة إغريقية لا تنقرض ولا يتساقط ريشها، لغة أخرى من الصمت والكلام معاً حيث يتزاوج الحنين والذكرى.. فلا ينجبان إلا شهقة للتاريخ (...)
في خطوة تعدّ قفزة نوعية على المستوى المدني والحضاري وتنمية المجتمع، جاء قرار خصخصة الجامعات، عبر رؤية مستقبلية تعد بالكثير من المنجزات المتوقعة لكيان معرفي مستقل كالجامعة، ولأن الحديث في الجوانب المالية والإدارية والخطط والاستراتيجيات الناجمة عن هذه (...)
كرة القدم هذه اللعبة الساحرة التي باتت اليوم إحدى أهم أدوات القوة الناعمة وأكثر بطاقات التعريف شيوعاً لمجتمع ما أو حضارة ما، لا تزال تستعيد تاريخها المظلم بين موقف وآخر، فعلى الرغم من أن العالم اليوم لا ينشغل بكل مصارعه وأحداثه وتقلباته وانصراف (...)
في قبضة الوقت.. قالت القصيدة:
هل تغادر يومك؟ أم يغادرك؟..
لست أتساءل بقدر ما أبحث عني بين حطام بقاياك.. حيث تأخذك الساعة إلى مينائها البحر.. ويأخذك البحر موجة لا تبلغ شاطئه إلا لتنتحر على صخوره؟
كيف إذاً تتم المغادرة بينكما وسط هذه التعقيدات (...)
عبر القناة السعودية الأولى يقدم برنامج الشارع السعودي بفقراته المتنوعة والتقاطاته المدهشة ومزامنته الواعية للأحداث والمستجدات والتطورات المذهلة التي تشهدها بلادنا صورة نوعية تميزت دائماً بعمق الرؤيا وبساطة الرؤية معاً، مدركاً حقيقة هذا العصر الشعبوي (...)
لم يكن مساء الثلاثاء الماضي الثامن والعشرين من نوفمبر يوماً عادياً على السعوديين جميعاً حينما نالت المملكة وبجدارة حق استضافة المعرض العالمي إكسبو للعام 2030.. كنت مع أولادي متسمّراً أمام التلفزيون أتلقى النبأ بحلم الواثق، ووعد الواقع. نعم، حلمت (...)
تساءلت دائماً.. ماذا لو أتيح لنا أن نحيا أطفالاً طوال أعمارنا، كيف ستكون الحياة لنا على الرغم من استحالة الممكن في أن تكون الحياة بنا حينها.. لأن الأطفال بحاجة إلى آباء دائماً، والأجيال تتعاقب.. هذا على مستوى علم الاجتماع وسنن الحياة، لكنني رأيت (...)
لا زمن للشعر إلا أن يكون لكل الزمن.. ولا حصر للقصيدة إلا أن تكون شائعة كالعطر ورائجة كالنميمة وخالدة كالمحال.. هي نافذة الغد وشمس الأمس وضمير الحاضر.. تتقلب الأيام والأحداث على يديها وتبقى على مرمى حنين واستجابة نداء.
لا أعرف كيف يكون الشعر كل هذا (...)
حينما رحل الروائي الكولومبي الشهير ماركيز في عام 2014.. أعلن رئيس بلاده يومها الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، ليشكّل بهذا الموقف تحوّلاً كبيرًا في علاقة السياسة بالثقافة والإبداع، على مستوى التاريخ ولو عدنا بالتاريخ إلى سبعة عقود ماضية من الزمان (...)
تتعاقب الأيام.. وتتقلّب الأحداث ومازلنا نرى في الكتابة ما ليس ندركه بالاستمرار.. ولا نقضيه بالشغف.. صدقاً لا يمكن أن يمرّ أحدنا على مذكّرات شاعرٍ ما أو شهاداته في الوجود دون أن يقف من حالاته وتقلباته وتصاريف الأيام لا الكلمات فيه، فحالة القصيدة التي (...)
يقول جلال الدين الرومي.. على لسان الناي:
«إنني مذ قطعت من منبت الغاب لم ينطفئ بي هذا النواح؛ لذا ترى الناس رجالاً ونساءً يبكون لبكائي، فكل إنسان أقام بعيدًا عن أصله يظل يبحث عن زمان وصله..».
ثم يضيف: «إن صوت الناي نار لا هواء فلا كان من لم تضطرم في (...)
لن يفاجئني الأمر حينما تحتفل بعض المؤسسات الثقافية قريباً بقصيدة اصطناعية على غرار أمور كثيرة يقوم بها الذكاء الاصطناعي، حتى وهو لا يزال في خطواته الأولى.. ومردّ هذا البرود هو تعاملنا مع الشعر منذ البدء على أنه مادة مصنوعة يمكن توجيهها بعيدًا عن (...)
ندرك يقينًا أن المسرح هو أبو الفنون وأولها منذ أيام الإغريق والرومان؛ حيث القدرات الخالدة المتوارثة على الموالفة بين عناصر متعددة من أشكال الحضور؛ إذْ ظل المسرح باختلاف العصور الوسيلة المثلى دائما للتعبير الفني، وشكَّل في كل مراحله البيت الكبير (...)