الهوى شرقاوي اتفاقي واللون الأبيض السائد في منزلي متفائل بوجود وعي جماهيري لإيقاف التعصب الرياضي نصيحتي للأجيال «صحتك رأس مالك».. حافظ عليها أصبحت الرياضة حاضراً صناعة، لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي، وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها ويتابعون تفاصيلها. تكشف البطولات الكبرى لكرة القدم عن التفاتة رجال السياسة والثقافة إلى ذلك المعشب الأخضر الجذاب، فيتحول رجال الصف الأول في البلدان مع المثقفين في لحظات إلى مشجعين من الدرجة الأولى في مدرجات الملاعب أو مهتمين خلف الشاشات الفضية. يحضر الكثير من الساسة والمثقفين إلى مدرجات الملاعب خلف منتخبات الوطن. «دنيا الرياضة» تكشف الوجه الكروي لغير الرياضيين، عبر زاوية «الخط الأبيض» التي تبحث عن رؤيتهم للرياضة، وتبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم، وضيفنا اليوم، هو الدكتور عاصم العبدالقادر استشاري طب الأسرة والطب الوقائي وكبار السن، البورد والزمالة الأمريكية ماجستير إدارة وسياسات صحية واستاذ مساعد بكلية الطب. * بدايةً هل تنادي بإقامة ندوات توعية صحية وأسرية في مقرات الأندية للجماهير بعد زوال جائحة كورونا كون الأندية يرتادها جماهير؟ * مجتمعنا يتميز بقوة التواصل الاجتماعي، سواء في العالم الواقعي أو الافتراضي. أعتقد أن بإمكان الأندية الرياضية والأدبية وغيرها أن تلعب دوراً كبيراً في إيصال رسالة الوعي بأساليب إبداعية ومتجددة. * ما مدى صحة أن اللاعبين بعد اعتزالهم أكثر عرضة للإصابة بالشيخوخة؟ * قد تنطبق هذه العبارة على اللاعب الممارس لرياضة عنيفة جسدياً أو فيها ضغط نفسي كبير، لأنها قد تسبب استهلاكاً وتلفاً متسارعاً في المفاصل والعضلات وأحياناً القدرات الذهنية. لكن مهم جداً أن نعلم أن الأشخاص الممارسين للرياضة بشكل منتظم يتمتعون بصحة أفضل، خصوصاً فيما يتعلق بصحة القلب والدماغ. حينما يبدأ الإنسان بممارسة الرياضة من سن مبكر، فإن احتمالية إصابته بالأمراض المزمنة والشيخوخة تكون أقل مقارنة بمن لا يمارس الرياضة. * هل هناك غياب للدور الفاعل بالتوعية الصحية والطب الوقائي عبر شاشات الملاعب؟ * سؤال مهم لفكرة جميلة؛ ممكن نعرف إجابته من رواد الملاعب. * وهل أنت مع فكرة وضع النشرات التوعوية بالصحة بمداخل مدرجات الملاعب؟ * وهل تعتقد بأن تطبيقات الجوال لو استخدمت بشكل أوسع في الملاعب الرياضية والأندية الرياضية سيكون لها دور مؤثر أكثر من النشرات الورقية وزيادة فعالية الطب الوقائي؟ استغلال الفرص لنشر الثقافة الصحية (الصحيحة) ضروري ومهم، خصوصاً في أماكن يرتادها الكثير من الناس لمشاهدة أو ممارسة الرياضة مثل الملاعب والأندية الرياضية. كلما كانت الوسيلة إبداعية ومواكبة للتطور الرقمي كلما كانت أكثر جاذبية وتأثير. * ما تقييمك لعيادات الأندية الصحية؟ * وهل هي تقوم بدورها المنوط بها، أم أن هناك أدواراً يجب أن تُفعل؟ * بكل أمانة لست مطّلعاً شخصياً على هذه العيادات، لكني متأكد أن وجودها مهم، والمأمول أن يكون لها تأثير كبير في الكشف المبكر عن أمراض القلب التي تسبب الوفاة المفاجئة (من خلال الكشف الصحي قبل ممارسة الرياضة)، الوقاية من الإصابات الرياضية، والعلاج الفوري في حال وجود إصابات ميدانية. * هل ممارسة الرياضة خصوصاً رياضة المشي مهمة لصحة كبار السن واللاعبين بعد الاعتزال؟ * كطبيب.. أعتبر ممارسة الرياضة (مثل المشي) جزء من الوصفة الطبية للوقاية من الأمراض المزمنة، تخفيف الوزن لمن يعاني من السمنة، إضافة إلى علاج كثير من الأمراض الشائعة (مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، خشونة المفاصل، القلق والاكتئاب، وغيرها). * أين الدكتور عاصم العبدالقادر عن الهم الرياضي؟ * مشّجع متعصب لممارسة الرياضة، ويحاول أن يجعلها جزءًا من الروتين اليومي. * هل ترى أن التعصب الرياضي وصل مداه وبات الحوار المتزن غائباً أم نعيش عكس ذلك حالياً؟ * ما زلت متفائلاً بوعي الجماهير، وحكمة القيادات. * في الرياضة يحصد الفائزون والمبدعون الكؤوس، فما الذي يقابل ذلك لدى المبدعين في المجالات الأخرى طبياً؟ * دعوة مريض، صادقة من القلب.. هي أكبر جائزة يحصدها الطبيب المخلص. * كيف صارت لغة المال والاحتراف طاغية على الإبداع والإخلاص عند اللاعبين السعوديين؟ * النفس بطبعها ميّالة (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)؛ ومقاومتها للإغراء المادي تتطلب الكثير من ضبط النفس والثبات على المبادئ. * كانت الرياضة للصحة والمتعة، والآن أصبحت للمال أكثر، ما الذي أفسد بياضها؟ * تأثير المال على حرفة الرياضة، وغيرها من أطياف الفنون، بدأ وما زال مستمراً منذ مئات السنين. حينما يطغى هذا التأثير على المتعة والمنافسة العادلة، تتجه الأنظار لصناع القرار وأصحاب التأثير لضبط الأمور وإعادتها لمسارها الصحيح. * اللاعبون طريق لتكريس السلوك الحضاري في حياة النشء، بماذا تناشدهم؟ * أتمنى أن يستشعر اللاعب هذه الحقيقة، وأن يكون مثالاً للقدوة التي يتمناها لولده أو ابنته. * بين مرتبات اللاعبين والأطباء من يغلب من؟ * أعتقد أن الكثير يتابع الأرقام الفلكية التي يتقاضاها بعض اللاعبين.. بروح رياضية في الحقيقة ليس من السهل أو الإنصاف المقارنة بهذا العموم، لكني أتمنى لكل محترف في مجاله ومخلص في عمله أن يتقاضى ما يستحق من مردود مادي ومعنوي. * في نظرك هل الرياضة تجمع أم تفرّق؟ ولماذا؟ * بلا شك، الرياضة تجمع الناس حول «قاسم مشترك»، تزداد روعة وجمالا بالروح الرياضية العالية. التعصب غير المنضبط يفقد الرياضة رونقها ومتعتها. * هل سبق أن أقدمت على عمل وكانت النتيجة «تسللاً» في لغة كرة القدم؟ * إذا كان تجاوز الصعوبات البيروقراطية لتقديم خدمة أفضل للمريض يعتبر «تسللاً».. فإجابتي نعم، وبكل فخر. * ما ناديك المفضل؟ * لا أعتبر نفسي متابعاً منتظماً للدوري، لكن الهوى شرقاوي.. الاتفاق. * «العقل السليم في الجسم السليم» عبارة نشأنا عليها على الرغم من خطئها؛ فكم من شخصية عبقرية لا تمتلك جسداً سليماً، باختصار نريد منك عبارة رياضية بديلة لجيل المستقبل؟ * العقل السليم يملي على صاحبه أن يهتم بجسمه ليبقى سليماً من خلال الغذاء الصحي والنشاط الحركي. * كما يقال «في الحركة بركة» بمعيار النسبة المئوية ما نصيب الرياضة من اهتماماتك؟ * أحاول أن أجعلها جزءًا من يومي 10-15 ٪. * أي الألوان تراه يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟ * الأبيض. * هل تزور الملاعب الرياضية؟ * ليست بالكثرة التي أتمناها. * أي الملاعب السعودية بنظرك أكثر جاذبية للحضور؟ * أتوقع.. ملعب الجوهرة. * البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ * الإفراط في الأكل والسمنة. * ولمن توجه البطاقة الصفراء؟ * الخمول وقلة الحركة. * ما نصيحتك للأجيال المقبلة؟ * صحتك رأس مالك، حافظ عليها واستثمر فيها من اليوم. استلام شهادة خبراء صحة المجتمع والطب الوقائي د. عاصم العبدالقادر استلام جائزة الطبيب القيادي بين الأطباء المقيمين بولاية أوهايو من الأكاديمية مع الأبناء لبنى، ديم، محمد، عبدالعزيز بجوار شلالات نياجرا