لا بد من الوعي والقناعة بأهمية الأشجار على الصحة وجودة الحياة أكد مهتمون بالبيئة والتشجير أن وجود انطباعات خاطئة لدى كثير من السكان تحرمهم من الاستفادة من التشجير أمام المنازل، منادين بأهمية التوعية بهذا الأمر، وإزالة اللبس الحاصل حياله. وقال فايز العامر - مهتم بالبيئة والشجر - أن غياب التشجير أمام المنازل يعود لعامل الخوف من مشكلات بعض الأشجار التي يمكن أن تصل وتمتد عروقها وتسمى (عروق ليفية) إلى خزان الماء. وقال العامر: هناك قاعدة في التشجير وهو أن عدم سقي الشجرة بالماء يجعلها تبحث عنه، وكثير من الناس يزرع أنسب الأشجار ولكنه أهمل سقيها مما جعلها تبحث عنه. تعزيز ثقافة الطلاب والطالبات بكيفية التعامل والعناية بالشجرة وبين العامر أن الشجرة إذا وجدت الاهتمام والمياه الكافية، فإنها لن تضطر إلى مد عروقها إلى أعماق الأرض. وشدد فايز العامر على أهمية اختيار مكان زراعة الشجرة بأن يكون بعيدا عن خزان المياه، وأيضا إبعادها عن سور المنزل بمسافة كافية (حسب عرض الرصيف). وتطرق إلى أمر آخر وهو تخوف البعض من ارتفاع تكلفة السقيا، وقال: يوجد أشجار تحتاج فقط للماء في الأشهر الاولى من الغرس ثم يتم تقليل السقي بعدها، مشيرا إلى غياب الوعي لدى البعض من محبي زراعة الأشجار مستشهدا بزراعة النخيل الواشنطونية والتي لا ثمر لها ولا ظل وكان الافضل اختيار الأشجار ذات الظل والثمر. بالنسبة للتشجير لدى بعض المشاريع الحكومية فقال: أرى هناك مشاريع يتم زراعتها خلال بداية المشروع ولكن بعد الانتهاء من البناء والتجهيز يتم نسيانها وهذا أمر محزن جدا، مستدركا وجود أجهزة حكومية وخاصة لديها نماذج رائعة في التشجير وعناية ومتابعة وهذا ما تحتاجه الشجرة، وهذا يعزز ويؤكد التوجه الذي تقوده المملكة نحو مبادرة السعودية الخضراء. وأشار العامر إلى أن الأشجار ليست فقط ظل وإنما الأشجار جمال وخضرة وثمر وزهر فلك أن تتخيل هذه الصفات في الشجرة وننحرم منها في شوارعنا وأمام منازلنا ومدارسنا ومساجدنا والمستشفيات ودوائرنا الحكومية والخاصة وفي طرقاتنا وأسواقنا وجميع الأماكن، مؤكدا أن الشجرة أحد ركائز أنسنة المدن وتعزيز الجانب النفسي لدى سكانها. وعن انعدام ثقافة العناية بالشجرة وردة الفعل لدى البعض في عدم زراعتها، شدد المهتم بالبيئة والشجرة العامر على أهمية زراعتها داخل المدارس وجوار أسوارها وتعزيز ثقافة الطلاب والطالبات بكيفية التعامل والتربية والعناية بالشجرة سواء بحصة العلوم أو ضمن الأنشطة اللاصفية وتعزيز وربط ثقافتنا العامة ومعرفتنا بالشجرة، ومتابعة سقيها وتقليمها ومشاهدة نموها، ولو نظرنا لأسبوع البيئة (الشجرة سابقا») لطالبنا أن تكون كل أيامنا يوم شجرة لما لها من أهمية كبيرة في حياتنا وأحياءنا وشوارع ومدننا. من جانبه قال الوليد الناجم الناشط والمهتم بالبيئة أن التصحر داخل المدن هي ماتعاني منه كثير من الأحياء السكنية، وذلك خوف من زراعة الأشجار ذات نظام جذري ينمو أفقياً أو عمودياً الأمر الذي قد يؤثر على البنية التحتية لشبكة تصريف مياه الأمطار ونظام الصرف الصحي والأرصفة مثال على ذلك شجرة «الكينوكاربس» وقال الناجم: لذلك يجب علينا أن نساهم كأفراد قاطني الحي بزراعة الأشجار الملائمة حسب المنطقة والمكان ومساحه الحوض مع مراعاة بعدها عن سور المنزل، ويجب الأخذ بالاعتبار أن تكون الأشجار التي تزرع أمام المنزل من أشجار الظل ومنها (اللبخ، البونسيانا، لسان العصفور، النيم، وغيرها الكثير) فتلك الأشجار تتميز بأنها غير مثمرة فذلك يساعد على استدامة خضرتها وقلة تساقط أوراقها وتحمل الظروف المناخية ولا يوجد خوف من جذورها، وتلك الشجيرات يوجد منها المزهر ومنها مايعمل منه سياج مثل (تيكوما صفراء، الجهنمية، وايتكس، كف مريم). ونصح الناجم بزراعة الأشجار المثمرة داخل فناء المنزل للاستفادة من ثمارها والتأكد من كونها تتلقى العناية الكاملة ومنها (الليمون، التين، التوت، والسدر) حيث إن الشجرة المثمرة تلقى العناية من أهل المنزل، وتكون كأنها أحد أفراد العائلة. وشدد على أن للأشجار فوائد عديدة من أهمها أنها تساهم بتلطيف درجات ارتفاع الحرارة وتنقية الملوثات المحيطة في المنزل وتخفيض مستوى الضوضاء إذا كانت من الأسيجة الخضراء أو الأشجار ذات أوراق كبيرة مثل شجرة «الخبيز الساحلي» ولكن هناك بعض الأشجار التي لاتصلح زراعتها ومنها شجرة «البرسوبس» حيث إن زهورها تسبب حساسية وتهيج بالجيوب الأنفية. الوليد الناجم فايز العامر أشجار مثمرة تزين أسوار المنازل زراعة الأشجار الملائمة