عام مضى على إعلان المملكة تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد- 19، والذي كان في مثل هذا اليوم الثاني من شهر مارس من العام الماضي 2020م، لتبدأ بعدها رحلة شاقة في مواجهة الفيروس الغامض الذي لم يترك شبراً على سطح الكرة الأرضية إلا ووصل إليه. حيث كانت الجائحة تنتشر بوتيرة متسارعة كالنار في الهشيم، لتقف أمامها معظم الأنظمة الصحية في دول العالم المتقدمة عاجزة عن المواجهة، ولتعلن الكثير من بلدان العالم حالة الطوارئ القصوى لمواجهة أخطر فيروس تشهده البشرية منذ آلاف السنين، وليشهد العالم مأساة غير مسبوقة قضت على أكثر من 2.5 مليون نسمة فيما تجاوز عدد الإصابات أكثر من 114 مليون إصابة. ولكون المملكة جزءاً مهماً من العالم تتواصل وتتفاعل وتتأثر مع كل ما يحدث فيه، فلم تكن بمنأى عما واجهته دول العالم لولا فضل الله سبحانه وتعالى ثم القرارات الحكيمة التي اتخذتها قيادة المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. المواجهة كانت مع عدو خفي يتسلل عبر الأفراد والجماعات، فكانت المواجهة تتطلب حنكة وحسن إدارة وشفافية والعمل بروح الفريق الواحد -مجتمع ومؤسسات- وهو ما جسدته خطط المواجهة التي تبنتها حكومة المملكة وترجمتها الكلمة الضافية التي وجهها الملك سلمان للشعب السعودي والتي قال فيها: "إننا نعيش مرحلة صعبة في تاريخ العالم، ولكننا ندرك تماماً أنها مرحلة ستمر وتمضي رغم قسوتها ومرارتها وصعوبتها، مؤمنين بقول الله تعالى: (فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا) وستتحول هذه الأزمة إلى تاريخ يثبت مواجهة الإنسان واحدة من الشدائد التي تمر بها البشرية. إن بلادكم المملكة العربية السعودية، مستمرة في اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذه الجائحة، والحد من آثارها، مستعينة بالله تعالى، ثم بما لديها من إمكانات، في طليعتها عزيمتكم القوية في مواجهة الشدائد بثبات المؤمنين العاملين بالأسباب". وكانت المملكة قد استفادت من تجربتها الناجحة في مكافحة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) في عام 2012م والأعوام التي تلتها، حيث ساهمت في رفع الجاهزية لمكافحة كورونا 19 بإنشاء وحدات عزل منفصلة في المستشفيات لأمراض الجهاز التنفسي مزودة بأنظمة تهوية متخصصة لحماية الأطباء من العدوى، وأنشأت قبلها مراكز للكشف ثابتة.