على الرغم من عقبات كوفيد -19 العالمية وشدة الجائحة وتدميرها لاقتصادات العالم، إلا أن أداء سنغافورة البحري لعام 2020 امتاز بالمرونة، وكان أداء ميناء سنغافورة جيدًا على الرغم من التحديات التي تمثلها جائحة الفيروس التاجي العالمي، وهو في طريقه لتحقيق أهدافه المتعلقة بإزالة الكربون البحري مع تعزيز الرقمنة وتعزيز الاتصال متعدد الوسائط، وفقًا لما قاله تشي هونغ تات، وزير الدولة الأقدم، وزارة النقل ووزارة الخارجية يوم 13 يناير. احتفظت سنغافورة بمكانتها كأكبر ميناء للتزويد بالوقود في العالم في عام 2020، حيث سجلت مبيعات الوقود البحري 49.8 مليون طن متري، بزيادة قدرها 5 ٪ على أساس سنوي، حسبما ذكرت هيئة الملاحة البحرية والموانئ في سنغافورة في 13 يناير. يأتي الأداء القوي للميناء مع تعامل سوق الشحن الدولي مع العديد من التحديات بسبب الوباء، مع تباطؤ الطلب على الوقود في جميع أنحاء العالم وإعاقة التجارة مع استمرار القيود على التحركات وضعف الاقتصاد الكلي والتوترات التجارية. وقال تشي في كلمته الافتتاحية في محادثات العام الجديد 2021 لمؤسسة سنغافورة البحرية في يناير: «بعد الانخفاض الحاد في أوائل عام 2020 عندما ضرب كوفيد 19 لأول مرة، أظهرت أحجام التجارة البحرية الدولية علامات على الانتعاش من النصف الثاني من العام الماضي». وأضاف: «لقد ساعد ذلك شركة سنغافورة البحرية على الحفاظ على مرونتها في عام 2020، على الرغم من انكماش اقتصادنا بنسبة 5.8 ٪». وقال تشي: إن سنغافورة شهدت أيضًا قيام العديد من الشركات البحرية بتوسيع وجودها في الدولة المدينة حيث ظلت مركزًا موثوقًا به خلال الأوقات الصعبة. واختارت يانغ مينج سنغافورة كقاعدة إقليمية لأعمالها في مجال شحن الحاويات لتقديم خدمات الخطوط الملاحية المنتظمة عبر آسيا والشرق الأوسط وشمال أوروبا والبحر الأبيض المتوسط. وأنشأت سواير بلك، التي كانت سابقًا قسم الشحن بالجملة الجاف في الملاحة الصينية، ومقرها الجديد في سنغافورة، بينما شرعت وايل ميلسون لخدمات السفن في مشروع مشترك مع التكتل الهندسي الألماني لتصنيع قطع غيار بحرية مطبوعة ثلاثية الأبعاد في سنغافورة. وبشأن المستقبل البحري الأخضر، كانت سنغافورة أيضًا في طليعة الترويج لاستخدام الوقود البحري الأنظف، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال. وتعمل الدولة المدينة على تطوير قدرات التزويد بالوقود للغاز الطبيعي المسال في إطار البرنامج التجريبي لتزويد الغاز الطبيعي المسال. كما دخلت في شراكة مع إدارات الموانئ لإنشاء شبكة عالمية من الموانئ الجاهزة للغاز الطبيعي المسال، وشاركت في تمويل السفن التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال، وتواصل الترويج للغاز الطبيعي المسال كوقود مؤقت أنظف. وسلمت كيبيل للبحرية أول سفينة وقود غاز طبيعي مسال في سنغافورة، في 4 يناير. وبهذا، أصبح ميناء سنغافورة جاهزًا الآن لدعم تزويد السفن بالغاز الطبيعي المسال بالوقود في مياهها. وقال تشي إن «ام بي ايه» تقوم أيضًا بتقييم مقترحات لمنح ما يصل إلى ترخيصين إضافيين لموردي وقود الغاز الطبيعي المسال. وذكر تشي «لكن هناك مجالاً لعمل المزيد خارج الغاز الطبيعي المسال، كما هي الحال في مجالات وضع معايير جديدة وتطوير حلول صديقة للبيئة مرتبطة بوقود منخفض الكربون أو منخفض الكربون». في هذا الصدد يتصدر مشروع مجمع الملك سلمان للصناعات البحرية قائمة المشاريع البحرية العملاقة في العالم على البحر واليابسة حيث بدأت المملكة تعلن منافستها في الصناعات البحرية على المستوى العالمي بالصناعات البحرية ذات الصلة بأعمال استكشاف ونقل ومعالجة وتسويق النفط الخام والغاز الطبيعي من الحقول البحرية، حيث تستدرك المملكة حجم الإنفاق الكبير في مشاريع الخدمات البحرية وتوريدها مما دفعها لإنشاء مشروع مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية كأحد أهم الاستثمارات السعودية لتوطين الصناعة والتقنية والذي سيساهم في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 63,7 مليار ريال (17 مليار دولار) سنوياً، وهو أحد أهم الممكنات لرؤية المملكة 2030، وضمن أبرز المشاريع الاستراتيجية لمنظومة الطاقة بالمملكة. ويشير الجدول الزمني لمشروع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية، قبل أزمة كورونا، إلى أن البنية التحتية سيتم إنجازها جزئيًا في ديسمبر 2020، والإنجاز النهائي للمشروع في أكتوبر 2022. فيما ستبدأ الشركة العالمية للصناعات البحرية أعمالها في ديسمبر 2020، إضافة إلى بدء الأعمال لمشروع المحركات البحرية في يونيو 2021، بينما سيتم تشغيل مرافق مشروع المنصات البحرية في أغسطس 2022، وبدء أعمال مصنع صب وتشكيل المعادن في سبتمبر 2021.