تصدى مركز الحرب الفكرية التابع لوزارة الدفاع بالمملكة لمغالطات وفساد تأويل الفكر المتطرف الذي يُمثل مرتكز منهجه الضال، وقد أوضح المركز أوجه بطلانها، معتمداً أسلوب الوقاية التحصينية، إضافة إلى أسلوب المعالجة حيث تعمَّق المركز في دراسة تفاصيل الأيديولوجية المتطرفة. وبين كيف أن التطرف يخلط بين (فقه المسائل الفردية) و(فقه المسائل العمومية التي تتطلب النظر في المآلات الشرعية)، على حين جرى التفريق بينهما في قواعد الفقه الإسلامي، ونتج عن الخلط بينهما أخطاء جسيمة في فهم الشريعة قادت لمجازفات فادحة، فضلاً عن إساءتها لسمعة الإسلام. كما أن التطرف يخلط بين (رابطة الدين الخاصة بين أتباع كل دين)، وبين (رابطة القيم الإنسانية المشتركة والسمو الإنساني في الإسلام) حيث يقول تعالى: (وَقولوا للنَّاسِ حُسنًا)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس)، ويقول عليه الصلاة والسلام:(في كلِّ كبد رطبةٍ أجرٌ). كما أن التطرف يخلط بين الاحتياط الشرعي (المحمود) والتشدّد (المذموم)، وبين قناعاته العُرفيةِ والحقيقةِ الشرعية، وبين الاجتهادات العلمية والثوابت الدينية، ويزدادُ الأمرُ سوءاً لدى التطرف متى أحاط نفسَه بسياج العصمة، زاعماً دوماً أنه الحقُ المُطلَق وغيره الضلال المُطلَق. وبين المركز أن «فقه المآلات» من أهم ركائز التأسيس العلمي في تكوين: «شخصية الاعتدال» (الديني والفكري)، ويُقصد به النظر فيما يترتب على الاجتهاد الفقهي من آثار، بحيث يتجاوز به العالِمُ الإطارَ المحدود والضيق إلى سَعَةِ الشريعة وشمول نظرها.