كشف مصدر وزاري عن أن مفاوضات الدولة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي ليست سهلة ولا يتوقع أن تستمر وقتاً طويلاً. وقال المصدر لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية في عددها الصادر أمس السبت: "بالتأكيد أنّ الدولة اللبنانية مستعجلة، الآن بدأنا التفاوض، ولا نتوقع أن تستمر المفاوضات وقتاً طويلاً". بدوره قال خبير بشؤون المؤسسات المالية الدولية للصحيفة: "من الخطأ الحديث عن فترات محددة زمنية للتفاوض، فقد يأخذ فترة قصيرة جداً، وقد يأخذ فترات طويلة جرّاء بعض التفصيل". وأضاف: "مفاوضات من هذا النوع تستغرق بين ثلاثة أشهر إلى ستة، إذا كانت سريعة وميسّرة قد تستغرق ثلاثة أشهر، وإن كانت تسير بوتيرة عادية قد تستغرق ستة أشهر". وتابع :"أمّا إذا برزت في الطريق عراقيل ومطبّات غير متوقعة، فقد تطول حتى تسعة أشهر، وفي حالتنا في لبنان، كلما استطاعت الدولة اللبنانية أن تلبّي متطلبات الصندوق وأن تقوم بالإصلاحات وتقدّم للعالم صورة عنها بأنها جدية ومُقبلة على الإنجاز والإصلاح، فإنها بذلك تتمكّن من الوصول إلى نتائج سريعة، وكلما تأخّرت في الإنجاز والإصلاح، فإنّ مسؤولية التأخير تقع عليها". وكان الرئيس اللبناني ميشال عون أكد في أوائل هذا الشهر أن "خطة التعافي المالي التي وضعتها الحكومة، هي خطة إنقاذيّة واكبها طلب المؤازرة من صندوق النقد الدولي، وهو الممرّ الإلزامي للتعافي إن أحسنّا التفاوض والتزمنا جميعنا بالمسار الإصلاحي الذي ينشده شعبنا أوّلاً بأوّل من دون أيّ إملاء أو وصاية أو ولاية". وبدأت الحكومة اللبنانية التفاوض مع صندوق النقد الدولي حول ما يمكن للصندوق أن يقدّمه إلى لبنان من قروض ومساعدات مالية يستخدمها في معالجة العجز في الموازنة وفي ميزان المدفوعات وغيرهما من المجالات الحيوية.