تظل الكرة السعودية مهما مرت به من ظروف وتغيرات رقمًا صعبًا على مستوى القارة الأكبر على مستوى العالم، فالمنتخبات السعودية وإن شهدت انخفاضًا في مستوياتها الفنية لفترة من الزمن لأسباب متعددة ومختلفة يعرف جلها الكثيرون، إلا أنها سرعان ما تعود قوية ومؤثرة ولها كلمة الفصل في البطولات الكبرى. الرياضة السعودية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص تشهد هذه الفترة تحولاً كبيرًا ومبهرًا على مستوى الأداء والنتائج وذلك بعد توفيق الله ثم اهتمام ورعاية ودعم سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عراب الرؤية وقائد التغييرات الجميلة في رياضتنا والتي شهدت الرياضة السعودية معه قفزات سريعة، والأيام المقبلة بإذن الله ستشهد الكثير من المنجزات في ظل هذا الاهتمام الكبير والاستقرار الذي تجده من قبل سموه، فمنتخبنا الأول عاد بعد غياب ليس بالقصير ليصل لنهائيات كأس العالم بروسيا 2018م رغم صعوبة المجموعة في تلك المرحلة، ونادي الهلال حقق رابع أندية العالم قبل أشهر قليلة بعد تحقيقه لكأس الأندية الآسيوية المحترفة 2019م، والمنتخب الشاب مرشح غدًا في تايلند وبقوة لتحقيق كأس آسيا بعد أن ضمن الوصول لأولمبياد طوكيو 2020 بعد غياب لأكثر من 24 عامًا، هذه العودة القوية للكرة السعودية هي دليل إثبات وبرهان على ما تمتلكه الرياضة السعودية من قدرات لا تقل عن غيرها في المنتخبات الأخرى العالمية متى ما وجدت الاهتمام والدعم والاستقرار كما وجدته حاليًا في هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده. شباب منتخبنا الشاب بقيادة مدربهم الحاذق الذكي سعد الشهري قدموا منذُ انطلاق البطولة صورة رائعة عن الكرة السعودية وعن التقدم الكبيرة الذي يعيشه الدوري بعد حالة التحديث والتطوير الذي عاشه خلال الموسمين الماضيين، فشاهد الجميع المنافسين قبل المحبين منتخبًا قويًا مترابطًا ومتماسكًا في كافة خطوطه يقدم أداء جذابًا ومبهرًا، يسجل في كل مباراة دون أن تهتز شباكه حتى هذه اللحظة. المبهر والملفت في إنجاز هذا المنتخب الشاب أنه أتى بسواعد شباب هذا الوطن بعد غياب طويل شهد محاولات لم يكتب لها التوفيق مع مدربين أجانب على مدى عقدين ماضيين، كما أنه برهن على أهمية الاستقرار الفني والإداري وقبل ذلك التخطيط السليم والتنفيذ الصحيح، فمبارك لنا هذا الإنجاز وهذا النجاح وهذه النجوم التي ستكون في الفترة القادمة رافد مهم لمنتخبنا الأول الذي تنتظره استحقاقات مهمة سيكون بإذن الله هو فارسها كما تعودنا منه. فاصلة يستحق الكابتن سعد الشهري وطاقمه الفني التقدير على جهوده التي قدمها مع منتخباتنا السنية والتي أثمرت عن نتائج مميزة، كما يستحق اتحاد كرة القدم بقيادة ياسر المسحل التقدير على إصراره وحرصه على استمرار مدرب طموح وقدير كسعد الشهري الذي برهن على القيمة الفنية والنظرة الثاقبة التي يمتلكها.