يقولون «كما تَدِينُ تُدان» أي: كما تَفعل سوف يُفعل بك، وكما تعمل سوف تُجازى، وهذا ما يحصل بالضبط لدولة إيران الإرهابية المارقة التي وضعت لها وكلاء في منطقة الشرق الأوسط لتصدير الثورة ولزعزعة أمن الشعوب العربية وزرع الفتن في العراق وسورية ولبنان واليمن وغيرها من الدول العربية، ولكن يبدو أن السحر انقلب على الساحر، وأصبحت تُحاكم أذرع إيران من شعوب تلك الدول بتلك التظاهرات التي اندلعت في لبنانوالعراق بل تمت محاكمة إيران نفسها في عقر دارها، واندلعت التظاهرات في كل مدنها، وبدأ قمعها من قبل الحكومة الإيرانية والتعتيم الإعلامي على ما يجري هناك من قتل للمتظاهرين، ومن ثم إعلان ذلك في وسائل الإعلام الإيرانية لتخويف الشعب، وتتخذ العصا والجزرة في سياستها مع شعبها، لوحت بالعصا وقمعت التظاهرات، ثم أصدرت الحكومة الإيرانية قراراً بمساعدات مباشرة طبقت على الفور، واستهدفت 70 في المئة من السكان! أرادت الحكومة دعم الركائز الأساسية للنظام (الفقراء)، نجح أسلوب العصا والجزرة هذه المرة فهل يستمر هذا النهج؟ الشعوب أصبحت الآن أكثر إدراكاً، ولن يتحمل الشعب الإيراني هذا التجويع والغلاء في الغذاء والدواء ورفع أسعار الوقود. نعود للعراق وما يحدث فيه الآن من اضطرابات بسبب سياسات إيران، الشعب العراقي أصبح مدركاً لما يحدث، موجة احتجاجات عنيفة واسعة النطاق، تغذيها قضايا الخبز والغضب من الفساد الحكومي.. قد نفد صبر العراقيين من سياسات حكوماته السابقة واللاحقة بعد الغزو الأميركي، قد طفح الكيل لما تقوم به أنظمة الحكم من توزيع الوظائف العليا على أساس الانتماء الطائفي، تدخل النظام الإيراني، ومارس نفوذاً على السياسة العراقية، وأسس وجوداً عسكرياً وصاروخياً، وأنشأ مجموعات «الحشد الشعبي»، التي يقدر عدد أعضائها بالآلاف، وأصبحت قواتها موازية للقوات المسلحة في الدولة، تأخذ رواتبها وتُمنح الرتب العسكرية من الدولة العراقية، ولكنها كيان مستقل ورغم أنها تحت قيادات عراقية الاسم، فإن لإيران التأثير الأكبر على هذه القوات، فأصبحت دولة داخل الدولة. أما لبنان فإن الشعب يريد إنهاء نظام المحاصصة على أسس دينية، وكما في العراق لن تستفيد إيران من أي إصلاح شامل في لبنان؛ لأنه يؤذي أهم وكلائها وأذرعها «حزب الله» الذي يتمتع بتاريخ طويل كوحدة شبه عسكرية وحزب سياسي في لبنان. إيران أصبحت على صفيح ساخن.. ضغوط داخلية.. انفجار الشعب الإيراني المهضوم حقه بسبب غلاء الغذاء والدواء ورفع أسعار الوقود ومحاكمة من شعوب المنطقة لوكلائها لدى تلك الشعوب ومعاقبتها عالمياً بفرض عقوبات عليها وعقوبات أميركية ضد إيران اقتصادية وتجارية وعلمية وعسكرية، إيران سوف تنهار مع استمرار العقوبات ومعاقبة الشعوب لأذرعها، وسوف تتخلص شعوب المنطقة من تجلياتها قريباً.