تصدت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي لسبعة صواريخ باليستية مساء يوم الأحد 25 مارس، أُطلقت من الأراضي اليمنية باتجاه عدد من المدن السعودية (الرياض ونجران وخميس مشيط وجازان) من قبل ميليشيا الحوثيين، وداعمهم الرئيس النظام الإيراني، في انتهاك واضح وصريح للقرارين الأمميين (2216)، (2231). وكان ذلك في ظل حالة التقاعس الدولي بعدم ردع النظام الإيراني، ومراقبة تصرفاته ومحاسبته، بعدما اخترقت القرارات الأممية والدولية، فالنظام الإيراني ينتهج سياسات عدائية، وسباقاً للتسلح، ودول المنطقة على رأسهم المملكة العربية السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه استمرار التسلح الإيراني، حينما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رداً على سؤال خلال مقابلة تلفزيونية مع برنامج «60 دقيقة» على شبكة «سي بي إس»، عما إذا كانت المملكة العربية السعودية تحتاج إلى أسلحة نووية لمواجهة إيران، قال «المملكة لا تريد الحصول على أي قنبلة نووية، ولكن من دون شك، إذا طورت إيران قنبلة نووية، فسوف نتبعها في أقرب وقت ممكن». فتصرفات النظام الإيراني تدفع المنطقة إلى سباق التسلح، ودعم الميليشيات المختلفة وعلى رأسهم جماعة الحوثيين، ولقد عانى اليمن من تدخلات إيران ودعمها لميليشيات الحوثي الانقلابية، وإن امتلاك ميليشيات الحوثي لصواريخ باليستية يعتبر تطوراً خطيراً، خصوصًا بعدما ذكر المتحدث باسم التحالف العقيد ركن تركي المالكي أدلة وبراهين على أنها إيرانية الصنع، ومكتوبة باللغة الفارسية، وصرح المتحدث باسم التحالف أن الصواريخ من نوع (قيام)، كما أن «صمامات» هي إحدى ميزات الصواريخ الإيرانية، مشيراً إلى أن الحوثيين لا يمتلكون هذه القدرات الصاروخية، وموضحاً أن المحرك في الصاروخ كان مصمماً ليصل الرياض، فالنظام الإيراني وعملاؤه من الميليشيات الانقلابية يستهدفون المناطق المأهولة بالسكان، فهذا هو منطق الإرهاب. وقد استهدفت الميليشيات الحوثية أطهر بقعة في الأرض مكةالمكرمة، والصواريخ تأتي من صعدة ومن شمال عمران، وهي معقل ميليشيات الحوثي، فقد أتى توقيت الصواريخ تزامنًا مع زيارة سمو ولي العهد إلى الولاياتالمتحدة الأميركية، فقد تباحث سمو ولي العهد مع الرئيس الأميركي ترمب ملفات المنطقة، سيما أن المملكة يجمعها مع الولاياتالمتحدة علاقات استراتيجية ومتينة، فقد اتفق الجانبان على إيقاف التصعيد الإيراني المستمر من خلال سياساته العدائية اتجاه دول الجوار، وضرورة ردعه في أقرب وقت ممكن، فالمملكة العربية السعودية دولة محورية ودولة كبرى في المنطقة، تسعى إلى استقرار الشرق الأوسط من محاولة الهيمنة الإيرانية، وتخليص الدول العربية من النفوذ الإيراني. فالدول الإقليمية والدولية بدأت تقتنع بخطورة المشروع الإيراني، وتوسعاته، ودعمه للميليشيات والإرهاب. فقد تذكرت حديث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - حينما خاطب العالم وقال: «لا يخفى عليكم ما عملوه وسيعملونه، وإذا أهمِلوا أنا متأكد بعد شهر سيصلون إلى أوروبا وبعد شهر ثانٍ إلى أميركا»، داعياً وموصياً زعماء العالم دعم المركز الدولي لمكافحة الإرهاب للأمم المتحدة، الذي دعمته المملكة أخيراً بمئة مليون دولار. وهذه الدول نفسها شعرت بتمدد الإرهاب، واتفقوا على تجفيف منابعه الذي يعتبر النظام الإيراني المصدر والممول الرئيس له؛ لأنه ببساطة لا يستطيع الإيرانيون الوصول لمشروعهم من دون خلخلة الأمن وزعزعته. وبعيداً عن كل هذا، كان موقف الشعب السعودي المتماسك والمترابط من الأشياء الجميلة التي أسعدتني، رأيتُ الكِبار والصِغار والرجال والنساء الكل متفاعلاً، وهو ليس بغريب على الشعب الوفي، حينما يقفون وقفة صادقة مع دولتهم في المحن، من خلال مشاركتهم في جميع برامج التواصل الاجتماعي، بتناقل الأغاني الوطنية، والتصاميم لأحاديث الرموز السعودية التي خدمت هذا البلد، ليُعبروا عن تضامنهم الكامل، ويوصلوا رسالة للعدو مفادها؛ أن الشعب السُعودي يدٌ واحدة ضد من تسول له نفسه العبث بأمن هذا الوطن. ختامًا، الله لا يغير علينا ويحفظ أمننا وأماننا. Your browser does not support the video tag.