وزير الدفاع يستعرض العلاقات الثنائية مع "كوليبالي"    550 نباتاً تخلق بيئة نموذجية ب"محمية الملك"    "المرويّة العربية".. مؤتمر يُعيد حضارة العرب للواجهة    80 شركة سعودية تستعرض منتجاتها في قطر    برعاية ولي العهد.. 600 خبير في ملتقى الرياض لمكافحة الفساد    مساعدات إيوائية لمتضرري سيول حضرموت    تفاصيل صادمة ل«طفل شبرا».. شُقَّ صدره وانتُزعت عيناه وقلبه لبيعها    «كلاسيكو» تأكيد الانتصار أم رد الاعتبار ؟    اللذيذ: سددنا ديون الأندية ودعمناها بالنجوم    برئاسة آل الشيخ.. إحالة تقارير ومقترحات ل«الشورى»    السعودية.. الجُرأة السياسية    5 مشروبات تكبح الرغبة في تناول السكَّر    محافظ الطائف يناقش إطلاق الملتقى العالمي الاول للورد والنباتات العطرية    سمو ولي العهد يهنئ ملك مملكة هولندا بذكرى يوم التحرير في بلاده    انطلاق بطولة كأس النخبة لكرة الطائرة غدا    «عكاظ» ترصد.. 205 ملايين ريال أرباح البنوك يومياً في 2024    المجرشي يودع حياة العزوبية    القضية المركزية    القبض على مروج إمفيتامين مخدر    تدخل عاجل ينقذ حياة سيدة تعرضت لحادث مروري    وصول التوءم السيامي الفلبيني إلى الرياض    القادسية لحسم الصعود أمام أحد.. الجبلين يواجه العين    صندوق البيئة يطلق برنامج الحوافز والمنح    السعودية وأميركا.. صفحة علاقات مختلفة ولكنها جديدة    وزير الموارد البشرية يفتتح المؤتمر الدولي للسلامة والصحة المهنية    تقويم لائحة الوظائف والنظر في المسارات والفصول الثلاثة.. ماذا تم..؟    ثلاثة آلاف ساعة تطوعية بجمعية الصم بالشرقية    الذكاء الصناعي ركيزة في الرؤية    100 مليون ريال لمشروعات صيانة وتشغيل «1332» مسجداً وجامعاً    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على بدر بن عبدالمحسن    فيصل بن نواف: جهود الجهات الأمنيّة محل تقدير الجميع    هدف لميسي وثلاثية لسواريس مع ميامي    فيصل بن مشعل: يشيد بالمنجزات الطبية في القصيم    شاركني مشاكلك وسنبحث معاً عن الحلول    وزير الدفاع يستعرض العلاقات الثنائية مع "كوليبالي"    "سلمان للإغاثة" يُدشِّن البرنامج الطبي التطوعي لجراحة القلب المفتوح والقسطرة بالجمهورية اليمنية    أمراء ومسؤولون وقيادات عسكرية يعزون آل العنقاوي في الفريق طلال    فلكية جدة : شمس منتصف الليل ظاهرة طبيعية    باسم يحتفل بعقد قرانه    البحث عن حمار هارب يشغل مواقع التواصل    60 طالباً وطالبة يوثقون موسم «الجاكرندا» في «شارع الفن» بأبها    أبها تستضيف أول ملتقى تدريبي للطلاب المشاركين في برنامج الفورمولا 1 في المدارس    الدور الحضاري    رحيل «البدر» الفاجع.. «ما بقى لي قلب»    المعمر، وحمدان، وأبو السمح، والخياط !    ورحل البدر اللهم وسع مدخله وأكرم نزله    عزل المجلس المؤقت    تأملاّيه سياسية في الحالة العربية    يوفنتوس يتعادل مع روما في الدوري الإيطالي    "جاياردو" على رادار 3 أندية أوروبية    تقدير دعم المملكة ل "التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب"    مهرجان الحريد    إستشارية: الساعة البيولوجية تتعطَّل بعد الولادة    آل معمر يشكرون خادم الحرمين الشريفين وولي العهد    النملة والهدهد    لا توجد حسابات لأئمة الحرمين في مواقع التواصل... ولا صحة لما ينشر فيها    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    كيفية «حلب» الحبيب !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالرحمن بن سحمان.. شيخ القضاء
نشر في الرياض يوم 18 - 08 - 2017

ولد الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن محمد بن سحمان الفزعي الخثعمي، في بلدة العمار بالأفلاج في شهر جمادى الأولى سنة 1341ه، حيث علمه والده القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب قبل البلوغ، وتعلَّم مبادئ العلوم على يد والده وطلبة العلم في الأفلاج، وهو من أسرة علم ومعرفة، وهم من يعرفهم التاريخ، فجدّه انتقل إلى الرياض وعمل ملازماً ثم قاضياً بالمحكمة الكبرى، ثم انتقل إلى الأفلاج والدلم وعمل قاضياً بهما، ثم رقي إلى هيئة التمييز بالرياض، -محكمة التمييز-لاحقًا، ثم محكمة الاستئناف حالياً-، وعمل بها حتى تقاعد عام 1411ه.
أخَذ الشيخ عبدالرحمن بن سحمان العلم عن عدد كثير من العلماء في المعهد العلمي وكلية الشريعة، وبدأ ابن سحمان العمل في السلك القضائي ملازماً قضائياً في المحكمة الكبرى بالرياض.
ملازمة محمد آل الشيخ
سافر الشيخ عبدالرحمن بن سحمان من الأفلاج إلى مدينة الرياض سنة 1355ه، لتلقِي العلم الشرعي عن أئمَّة الدعوة النجديَّة من ذريَّة شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب وغيرهم، ولازَم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ودرَس عليه جميع المتون، وحفظها عن ظهر قلب، في التوحيد، والنحو، وأصول الفقه، والحديث، كما قرَأ عليه في المطولات، وسمع في مجلسه الصحيحين، ومسند الإمام أحمد، والموطأ، وسنن أبي داود، وكثيراً من كتب شيخ الإسلام ابن تيميَّة وتلميذه ابن قيم الجوزيَّة، ومؤلفات أئمة الدعوة.
المعهد العلمي
وقرَأ الشيخ عبدالرحمن بن سحمان على الشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ، والشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، والشيخ عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ، والشيخ عبدالله بن محمد بن حميد، والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، وقاضي الرياض الشيخ سعود بن محمد بن رشود، والشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، والشيخ عبداللطيف بن إبراهيم آل الشيخ، وأخذ العلم عن هؤلاء العلماء الأجِلاء قبل افتتاح المعهد العلمي بالرياض.
وفي عام 1371ه فُتح المعهد العلمي بالرياض، وكان الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن سحمان من ضمن طلبة العلم المختارين للدراسة فيه في السنة الثالثة من المرحلة الثانوية، وحصل على الشهادة الثانوية عام 1372ه، ثم حصل على الشهادة العالية من كلية الشريعة عام 1376ه.
وأخَذ الشيخ عبدالرحمن بن سحمان العلم عن عدد كثير من العلماء في المعهد العلمي وكلية الشريعة، ومنهم الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، والشيخ عبدالعزيز بن رشيد، والشيخ محمد أمين الشنقيطي، والشيخ عبدالرزاق عفيفي، وكذلك الشيخ حمد الجاسر، والشيخ يوسف بن عبدالرحمن الضبع، والشيخ عبداللطيف السرحان، إضافةً إلى الشيخ محمد خليل الهراس، والشيخ يوسف عمر، والشيخ محمد عبدالرازق حمزة.
سلك قضائي
بدأ الشيخ عبدالرحمن بن سحمان العمل في السلك القضائي ملازماً قضائياً في المحكمة الكبرى بالرياض عام 1376ه، ثم عُيّن قاضياً بها في عام 1377ه، ومكث في نفس المحكمة قاضياً لمدة ثلاث سنوات تقريباً، ثم نقل رئيساً لمحكمة الأفلاج عام 1379ه، وقضى في الأفلاج ثلاثة عشر عاماً، ونقِل منها إلى رئاسة محكمة الدلم عام 1392ه، وقضى فيها سبع سنوات، ثم عُين قاضياً في هيئة التمييز بالرياض عام 1399ه، وأمضى بها اثنتي عشرة سنة، حيث أُحيل إلى التقاعُد عام 1411ه.
إصدارات ومؤلفات
وقدم الشيخ عبدالرحمن بن سحمان فوائد جليلة، ونصائح دينية، جمعت في مجلدات كبيرة، أولها جمع رسائل "هداية الطريق من رسائل آل عتيق"، حيث قدم لهذه الرسائل وتَرجَم لمؤلفيها، العالمين الجليلين الشيخ حمد بن علي بن عتيق جده لأمه، وابنه الشيخ سعد، وقد اشتَملت على رسائل وقصائد للشيخين المذكورين، وطبعت في مطابع الرياض عام1374ه.
إكمال نظم
وأخرج الشيخ عبدالرحمن بن سحمان "تذكرة النفس والإخوان بما ينبغي التنبه له في كل زمان"، وطبِعت بمصر عام 1389ه، وبالرياض عام 1409ه، و"المعارف السنية من كتب شمس الدين بن قيم الجوزية"، وطبعت عام 1404ه، وأكمل نظم الشيخ سعد بن حمد بن عتيق لزاد المستقنع المُسمى "نيل المراد بنظم متن الزاد"، وبلَغ عدد ما نظَمه من هذا الكتاب (2670) بيتاً، و"تحفة المقتصدين من مدارج السالكين"، وطبِع عام 1407ه، و"سبيل النجاة في باب الأسماء والصفات" وطبع عام 1407ه، وكذلك "المحفوظات السامية من الكافية الشافية"، وطبع عام 1407ه، و"تنقيح بداية
الهداية وتذييلها"، و"تحفة الجليس من كل قول نفيس"، إضافةً إلى "هدية الأحباب من الثمر المستطاب"، و"تذكرة الأحياء من صحيح الإحياء"، إلى جانب ديوان شعر.
شعره في الرثاء
ويُعد الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن سحمان من الشعراء، حيث قال الشعر في مناسبات عديدة، خاصةً أكثر منها عامة، ومنها ديوانه الذي كانت أكثر قصائده في مناسبات خاصة، وكانت أول قصيدة قالها، في رثاء مفتي المملكة ورئيس القضاة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وعدد أبياتها ثمانية عشر بيتاً، وقال فيها:
لأَبْنَاءِ شَيْخِي وَالْمُلُوكِ جَمِيعِهِمْ
وَأَعْلاَمِ نَجْدٍ مِنْ شُيُوخٍ أَفَاضِلِ
بَعَثْتُ نِظَامِي وَالتَّعَازِي بِعَبْرَة
تُفِيضُ دُمُوعَ الْعَيْنِ سَحًّا كَوَابِلِ
لِفَقْدِ إِمَامٍ حَازَ فِي الْعِلْمِ رُتْبَة
يُقَصرُ عَنْهَا كُلُّ حَافٍ وَنَاعِلِ
بِهَذَا الزَّمَانِ المُسْتَطِيرِ ظَلاَمُه
لِقِلَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي كُل سَاحِلِ
وَأَعْنِي بِهِ شَيْخَ الْمَشَايِخِ كُلِهِمْ
رَئِيسَ الْقُضَاةِ وَالْفَتَاوَى لِسَائِلِ
مُحَمَّدًا الْمَشْهُورَ إِبْنًا لِعَالِمٍ
مُسَمًّى بِإِبْرَاهِيمَ بِالْعِلْمِ عَامِلِ
إِمَامٌ حَوَى عِلْمًا وَبَثَّ عُلُومَه
لِطُلاَّبِ عِلْمٍ فِي الضُّحَى وَالأَصَائِلِ
فَلِلَّهِ كَمْ مِنْ مُسْتَفِيدٍ أَفَادَه
عُلُومًا جَلِيلاَتٍ وَأَبْهَى مَسَائِلِ
وَللهِ كَمْ مِنْ عَبْرَةٍ إِثْرَ عَبْرَة
تُعَبرُ عَنْ قَلْبٍ كَثِيرِ الْبَلابِلِ
لِفِقْدَانِ حَبْرٍ عَالِمٍ وَمُعَلمٍ
وَدَاعٍ لأَهْدَى مَنْهَجٍ لِلأَوَائِلِ
لَقَدْ عَمَّنَا حُزْنٌ عَظِيمٌ وَلَوْعَة
لِفَقْدِ إِمَامِ الْعِلْمِ بَدْرِ الْمَحَافِلِ
فَيَا شَيْخَنَا نِلْتَ الْمَزِيدَ وَرِفْعَة
لَدَى الله فِي أَعْلَى الْجِنَانِ الْكَوَامِلِ
وَيَا إِخْوَتَا صَبْرًا جَمِيلاً لِفَقْدِه
لِتَحْظَوْا بِأجَْرٍ مِنْ مُنِيلِ الْفَوَاضِلِ
فَفِي مَوْتِ خَيْرِ الرُّسْلِ أَعْنِي مُحَمَّدًا
عَزَاءٌ لَنَا فِي فَقْدِ جَم الْفَضَائِلِ
وَلَوْ كَانَ لِي فِي الشعْرِ بَاعٌ طَوِيلَة
لَحَبَّرْتُ تَأْبِينًا لِزَيْنِ الشَّمَائِلِ
يُعَبرُ عَمَّا فِي الضَّمِيرِ مِنَ الأَسَى
وأَحْزَانُ قَلْبٍ مِنْ فَقِيدِ الأَمَاثِلِ
وَأَخْتِمُ نَظْمِي بِالصَّلاَةِ عَلَى الَّذِي
أَتَانَا بِقُرْآنٍ عَظِيمِ الدَّلاَئِلِ
مُحَمَّدٍ الْهَادِي لِخَيْرِ شَرِيعَةٍ
وَآلٍ وَأَصْحَابٍ بِعَد الْهَوَاطِلِ
سمات النجاح
وتميز الشيخ عبدالرحمن بن سحمان بسمات هي من أسباب النجاح في العمل، منها العفة والزهد، ولم يعمل بالتجارة ولا بغيرها، واكتفى براتبه الشهري من عمله في القضاء، طوال خدمته منذ أن بدأ ملازماً قضائياً، حتى تقاعد وهو في هيئة التمييز، وكان دخله من أعماله الرسمية، وكان يرى أن المرتب هو معاش للإنفاق، وليس للادخار ولا لتنمية العقار، وإنما يصرفه الموظف على نفسه ومن يعول، كما عرف عنه الكرم في تعاملاته مع الناس.
قصيدته في التهنئة
ومن قصائده أيضاً القصيدة التي قالها يهنئ وزير العدل إبراهيم بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، بالمنصب، وذلك في 9 شوال 1395ه، وهي (15) بيتاً:
الْعَدْلُ أَشْرَفُ خَصْلَةً وَمَزِيَّة
يَسْمُو بِهَا الإِنْسَانُ كُلَّ أَوَانِ
وَمَقَامُ أَهْلِ الْعَدْلِ فِي يَوْمِ الْجَزَافِي
غِبْطَةٍ مِنْ رَحْمَةِ الرَّحْمَانِ
وَيُظِلُّهُمْ رَبُّ الْعِبَادِ بِظِلِهِ
نِعْمَ الْظلاَلُ لِصَاحِبِ الإِيمَانِ
يَا بْنَ الَّذِي هُوَ شَيْخُنَا وَإِمَامُنَا
فِي الْعِلْمِ وَالإِيقَانِ وَالْعِرْفَانِ
أَعْنِي بِهِ الشَّيْخَ الْكَبِيرَ مُحَمَّدًا
ابْنًا لإِبْرَاهِيمَ ذِي الإِتْقَانِ
فَمِنَ الْبِشَارَةِ بِالسُّرُورِ وَغِبْطَةٍ
تَرْشِيحُكُمْ بِمَرَاسِمِ السُّلْطَانِ
وَمِنَ الْمَزِيَّةِ أَنْ يَكُونَ مَلِيكُنَا
اخْتَارَكُمْ مِنْ سَائِرِ الإِنْسَانِ
وَمِنَ الْفَضِيلَةِ أَنْ تَكُونَ مُرَشَّحاً
لِوَزَارَةٍ لِلْعَدْلِ ذَاتِ مَكَانِ
قَدْ سَرَّنِي مِنْ مَلْكِنَا مَا اخْتَارَه
إِذْ كُنْتُمُ أَهْلاً لِهَذَا الشَّانِ
يَا مَنْ سَمَا بِعِنَايَةٍ مَنْ مَلْكِنَا
لِوَزَارَةٍ لِلْعَدْلِ بِالإِمْكَانِ
إِني أُهَنئُ شَخْصَكُمْ لِعُلُوِهِ
فَوْقَ الْمِنَصَّةِ لِلْعَدَالَةِ بَانِ
أَرْجُو مِنَ اللهِ الْعَظِيمِ بِفَضْلِهِ
تَوْفِيقَكُمْ لِلْعَدْلِ كُلَّ زَمَانِ
ثُمَّ الصَّلاةَ مَعَ السَّلاَمِ عَلَى الَّذِي
قَدْ خَصَّهُ الرَّحْمَانُ بِالْقُرْآنِ
مُحَمَّد الْمَعْصُوم مِنْ أَعْدَائِهِ
بِعِنَايَةٍ مِنْ رَبنَا الدَّيَّانِ
وَالآلِ وَالصَّحْبِ الْكِرَامِ وَمَنْ سَمَا
بِالْعَدْلِ وَالتَّوْفِيقِ وَالإِيقَانِ
عمل معهم
عمل الشيخ عبدالرحمن بن سحمان مع عدد كبير من القضاة، ففي المحكمة الكبرى بالرياض عمل مع المشايخ سليمان العبيد، ومحمد العودة، وراشد الخنين، وعبدالرحمن الشعيل، أمّا في محكمة الأفلاج، فعمل مع الشيخين ناصر المواشي، وعبدالله الراشد، وفي محكمة الدلم مع المشايخ عبدالعزيز الركيان، وسليمان الدخيل، وعبدالرحمن العصفور، وفي هيئة التمييز بالرياض مع المشايخ عبدالعزيز الرشيد، وسليمان السليمان، وصالح الغصون، وعبدالرحمن الفارس، وعلي الرومي، وكذلك محمد بن الأمير، وعبدالعزيز الربيعة، وعبدالعزيز الزاحم، وسليمان الربيش، والشيخ غيهب الغيهب، وغيرهم.
غياب سيرته
وعلى الرغم من غزارة إنتاج الشيخ في ميادين البحث والتأليف والتدريس والقضاء إلا أن سيرة الشيخ عبدالرحمن بن سحمان ظلت غائبةً حتى عن بعض طلابه ومحبيه، وربما كان ذلك بإيعاز منه تواضعاً وتورعاً، كما أن الكثير من قصائده وأشعاره غابت عن مسودات الكتب وألسنة الرواة، ولذا فقد اجتهدت بعض المواقع والمنتديات العلمية في منح القارئ صفحات متناثرة من حياة الشيخ كمنتديات ملتقى أهل الحديث، وموقع شبكة الألوكة، ومجلة العدل، ناهيك عن بعض المقالات العلمية والأخبار الصحفية التي استطاع من خلالها الباحث الوقوف على حقبة لا بأس بها من حياة ومسيرة الشيخ عبدالرحمن بن سحمان.
قصيدة ونصيحة
وكتب الشيخ عبدالرحمن بن سحمان قصيدة ينصح إخوانه من المسلمين، ويحذرهم من ارتكاب المعاصي والذنوب، وأن يتقوا الله سبحانه وتعالى، ويخافوا عقابه، ويحثهم على التمسك بالدين، وذلك في عام 1394ه:
يَا سَامِعًا مُصْغِيًا أُوصِيكَ تَذْكِرَة
ضَمَّنْتُهَا حِكَمًا أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ
عَلَيْكَ بِالْعِلْمِ إِنَّ الْعِلْمَ خَيْرُ هُدًى
لِطَالِبِ الْجَنَّةِ الْعَلْيَاءِ ذِي الْجَلَلِ
وَاصْبِرْ وَصَابِرْ لَنَيْلِ الْعِلْمِ مُجْتَهِدًا
لَيْلاً نَهَارًا بِتَرْتِيبٍ بِلاَ كَسَلِ
واعْمَلْ بِعِلْمِكَ تَحْظَ بِالسُّرُورِ بِهِ
يَوْمَ التَّغَابُنِ لاَ تَرْعَى مَعَ الْهَمَلِ
وَاحْرِصْ عَلَى الدَّرْسِ لِلْقُرْآنِ
مُعْتَبِرًا بِمَا تَضَمَّنَهُ مِنْ أَحْسَنِ الْمُثُلِ
وَكُنْ لَهُ تَابِعًا تَرْجُو قِيَادَتَه إِلَى
رِضَا رَبنَا مَعْ أَحْسَنِ النُّزُلِ
أَسْرِعْ وَبَادِرْ إِلَى التَّبْكِيرِ لِلْجُمَع
كَذَا الْجَمَاعَةُ تُدْرِكْ غَايَةَ الأَمَلِ
وَاحْذَرْ أَخِي كَسَلاً عَنِ الصَّلاَةِ
فَذَا عَيْنُ النفَاقِ بِذَا نَصُّ الكِتَابِ جَلِي
بَعْدَ الْفَرَائِضِ لاَ تَنْسَ التَّهَجُّدَ
فِيجُنْحِ الظَّلاَمِ بِقَلْبٍ رَاغِبٍ وَجِلِ
تَرْجُو النَّعِيمَ وَتَخْشَى مِنْ عَذَابِ
لَظًى وَتَسْألَُ اللهَ تَقْوِيمًا بِلاَ خَلَلِ
وَاسْلُكْ مَسَالِكَ أَهْلِ الْخَيْرِ فِي عَمَلٍ
تَكُونُ مُقْتَدِيًا لا قَوْلَ ذِي مَلَلِ
وَاحْذَرْ أَخِي بِدَعًا فِي الدينِ مُحْدَثَة
فَالشَّرُّ فِي فِعْلِهَا فَاحْذَرْ مِنَ الْخَطَلِ
وَاحْذَرْ مُعَاشَرَةَ الْفُسَّاقِ إِنَّهُمُ
بَابٌ قَرِيبٌ إِلَى الْفَحْشَاءِ وَالزَّلَلِ
وَاحْذَرْ مِنَ السُّكَرِ المُرْدِي لِصَاحِبِهِ
بِهُوَّةِ اللَّعْنِ وَالإِفْسَادِ وَالْخَبَلِ
وَاحْذَرْ مِنَ الْقَاتِ وَالتُّنْبَاكَ إِنَّهُمَا
مُحَرَّمَانِ لَدَى التَّحْقِيقِ فِي النَّقَلِ
وَاحْذَرْ سَمَاعَ الأَغَانِي فَهْيَ دَاعِيَة
إِلَى الزنَا وَالْخَنَا بُعْدًا لِمُنْتَحِلِ
وَاحْذَرْ لِحَلْقِ اللِحَى وَالنَّتْفِ إِنَّهُمَا
قَدْ خَالَفَا النَّصَّ وَالسيمَاءَ لِلرَّجُلِ
وَرَاقِبِ اللهَ فِي سَر وَفِي عَلَنٍ
فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ تَنْجُ حَالَةَ الْخَجَلِ
لَدَى الْحِسَابِ غَداً فِي مَوْقِفٍ حَرِج
أَمَامَ رَبِ الْوَرَى بِالْخَوْفِ وَالْوَجَلِ
وَنَسْألَُ اللهَ تَثْبِيتًا وَمَغْفِرَة
وَحُسْنَ عَاقِبَةٍ عِنْدَ انْتِهَاء الأَجَلِ
حَسن الخلق
وتحدث كثيرون عن مناقب الشيخ عبدالرحمن بن سحمان، منهم الشيخ إسماعيل بن عتيق الذي يقول: إنه كان من خصال الشيخ حسن الخلق، ولين الجانب بالسؤال والتحفي ومتابعة أحوال القريب والبعيد من معارفه، فلم يعرف عنه العبوس في وجه أحد، وكان محباً ومحبوباً، ظل من يعرفه يسأل عن حاله حين كبر سنه، وبقي في أذهان من يعرفه صورة مشرفة في الأدب الفياض، وحسن التعامل مع الجميع كبيراً وصغيراً.
وانتقل الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن سحمان إلى رحمة الله، في يوم 12/ 10/ 1431ه، ودفن في مقبرة المنصورة، في حي الحائر بالرياض، وكان قد تزوج في حياته ثلاث زوجات أنجبن له قرابة العشرين من الذكور والإناث، رحمه الله رحمة واسعة.
قرأ الشيخ ابن سحمان على الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمهما الله وأخذ العلم منه
وُلد ابن سحمان في الأفلاج وعمل فيها رئيساً للمحكمة قبل انتقاله للدلم والرياض
بدأ ملازماً قضائياً في المحكمة الكبرى في الرياض عام 1376ه
تميز الشيخ ابن سحمان بغزارة إنتاجه في ميادين البحث والتأليف والقضاء
منصور العساف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.