لم يكتفِ ملالي إيران بفرض أفكارهم في بلادهم فحسب، بل امتد شرهم إلى جميع الدول المجارة لهم بما فيها أفغانستان لاستغلال مواردها الطبيعية عن طريق غسل عقول أصحاب طائفتها الذي يمثلون أقلية لا تتجاوز 13% من مجموع السكان، ولتحقيق هذا الهدف عمد نظام الملالي إلى دعم تنظيم القاعدة وطالبان وإيواء قادتها داخل أراضيها طيلة السنوات الماضية بغض النظر عن الخلاف الطائفي مع زعماء التنظيم، ليتحدث الإعلام الآسيوي اليوم عن قيام إيران بتوفير أراضيها لتدريب مقاتلي القاعدة وطالبان وداعش، لينطلقوا بعدها إلى أفغانستان وسورية والدول الأخرى لإحداث فوضى إرهابية لا هدف لها سوى إطفاء ظمأ الملالي المتعطشين لدماء كل من يقف في طريق توسعهم الطائفي ذي الأبعاد الاستراتيجية، حيث قامت إيران بتقديم دعم مباشر لحركة طالبان وسمحت لها بافتتاح مكتب لها في مدينة زاهدان المجاورة لأفغانستان، وزودت مقاتليها بالأسلحة والذخيرة دربتهم على مختلف أساليب الحرب ليعودوا إلى أفغانستان وفقاً لاستراتيجية رسمتها الأجهزة الإيرانية، وذلك إلى جانب إيوائها لعدد كبير من قادة تنظيم القاعدة ما بعد أحداث 11 ستبمبر. محاولة للسيطرة على ثروات أفغانستان نظام الملالي الذي بدأ بالتوسع إلى خارج إيران عن طريق إثارة الطائفية في الدول المجاورة ودعم فئة اجتماعية معينة، أو عن طريق شراء ولاء البسطاء لخدمة مصالحها ومن ثم تحريضهم للعب دور فعال لخدمة المصالح الإيرانية في المنطقة مع خلط الدين بالمذهب والمذهب بالأهداف السياسية والاستراتيجية، بدأ يواجه اليوم انتقادات واسعة داخل المجتمع الأفغاني، الذي ينظر إلى نظام الملالي الإيراني بأنه جزء من الحروب الخارجية المسلطة على الشعب الأفغاني منذ سنوات. حيث خرجت مظاهرات متعددة في مختلف أنحاء أفغانستان في مطلع الشهر ليوليو 2017 الجاري تطالب الرئيس الإيراني حسين روحاني بعدم التدخل في مشاريع السدود المائية في أفغانستان، كما وجهوا اتهامات إلى إيران بدعم حركة طالبان لإفشال هذه المشاريع، وخصوصاً بعدما قامت السلطات الأفغانية مؤخراً باعتقال إيرانيين كانوا يعملون بين صفوف حركة طالبان. ويقول بعض الخبراء في أفغانستان، بأن إيران لم تكن ترغب في استمرار نظام حركة طالبان في أفغانستان بعد انتهاء حرب السوفييت، إلا أنها قامت بدعمها لأنه لم يكن أمامها خيار آخر للتوغل إلى المجتمع الأفغاني للسيطرة على ثرواته، مما يؤكد بأنه بإمكان نظام الملالي في إيران بأن يساهم في دعم تيارات دينية تختلف معها من حيث الطائفة مثل تنظيم القاعدة وداعش وتنسجم معها من حيث المصالح الاستراتيجية، وهذا ما ينبغي أن تفهمه شعوب الدول الإسلامية التي تستغلها عن طريق اكتساب تعاطفهم مذهبياً ومن ثم تدمير دولهم ودفعهم إلى هاوية الموت تحت مسميات مختلفة مثل (الجهاد) لتحقيق أهداف استراتيجية. مؤسسة الخميني لقد أنشأت إيران قوة سياسية داعمة لها في أفغانستان من خلال مؤسسة إيرانية تم افتتاحها في أفغانستان تحت مسمى (مؤسسة الخميني للإغاثة) والتي تلعب دوراً كبيراً في نشر الأفكار الطائفية وتوسيع نفوذها في أفغانستان لتكوين قاعدة شعبية للوصول إلى القرار الأفغاني عبر القنوات السياسية، وتقوم هذه المؤسسة بتقديم الدعم المالي للمواطنين الأفغان ولديها ما يزيد على ثلاثين ألف موظف يقومون بمهمة الترويج لأفكار الملالي الإيرانيين عن طريق مساعدة البسطاء وأصحاب القلوب الضعيفة بشراء ولائهم، وذلك إلى جانب دعم الإعلام، حيث تشير بعض الإحصائيات أن إيران تسيطر في الوقت الحالي على نحو 85% من وسائل الإعلام الأفغاني. وتقوم مؤسسة الخميني كذلك بتقديم قروض ميسرة لبناء المنازل ومساعدات مالية مع تقديم دورات تعليمية مع إنشاء مراكز صحية ومكتبات ومدارس لتوسيع حجم الشريحة الموالية لإيران داخل المجتمع الأفغاني لتحقيق أهداف من أبرزها الوصول إلى جمهوريات آسيا الوسطى عن طريق إنشاء معبر بري من إيران إلى تلك الجمهوريات عبر الأراضي الأفغانية لنقل بضائعها وأفكارها الفاسدة إلى تلك المجتمعات. تيار سياسي يزيد حجم التأثير الإيراني على الشارع العام الأفغاني عن حجم الأقلية الشيعية التي لا يتجاوز حجمها عن 13% من مجموع السكان، حيث قامت إيران بتأسيس أحزاب موالية لها في أفغانستان كان أولها حزب الوحدة الإسلامية في عام 1996، وهو حزب موازي لمجلس وحدة المسلمين الذين أسسته إيران في باكستان عام 2007 لجمع الطائفة الشيعية الباكستانية تحت راية موحدة لتشارك في الأنشطة السياسية مع تجنيد الباكستانيين والأفغان للقتال في سورية بعد تدريبهم على الأراضي الإيرانية. وفي النهاية يؤكد ما سبق ذكره بأنه لم تنجوا أي دولة إسلامية من تدخلات نظام الملالي الإيراني السافر، فهم الآن يفكرون في الوصول إلى جمهوريات آسيا الوسطى بعدما اخترقت أفكارهم المجتمعات الإسلامية لتكون سبباً أساسياً في الحروب التي تدور اليوم في العالم الإسلامي ابتدءً من اليمن وإلى سورية مروراً بالعراق والدول الأخرى، مما يدعوا إلى وحدة الصف لمواجهة نظام الملالي لإيقافه عند حده.