موقف ميتروفيتش من مواجهة مانشستر سيتي    حقيقة تعاقد النصر مع جيسوس    نيوم يعلق على تقارير مفاوضاته لضم إمام عاشور ووسام أبو علي    رابطة العالم الإسلامي تُدين العنف ضد المدنيين في غزة واعتداءات المستوطنين على كفر مالك    رئيسة الحكومة ووزير الصحة بتونس يستقبلان الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية    لجنة كرة القدم المُصغَّرة بمنطقة جازان تقيم حفل انطلاق برامجها    ليلة حماسية من الرياض: نزالات "سماك داون" تشعل الأجواء بحضور جماهيري كبير    عقبة المحمدية تستضيف الجولة الأولى من بطولة السعودية تويوتا صعود الهضبة    "الحازمي" مشرفًا عامًا على مكتب المدير العام ومتحدثًا رسميًا لتعليم جازان    «سلمان للإغاثة» يوزّع (3,000) كرتون من التمر في مديرية القاهرة بتعز    فعاليات ( لمة فرح 2 ) من البركة الخيرية تحتفي بالناجحين    في حالة نادرة.. ولادة لأحد سلالات الضأن لسبعة توائم    دراسة: الصوم قبل الجراحة عديم الفائدة    ضبط شخص في تبوك لترويجه (66) كجم "حشيش" و(1) كيلوجرام "كوكايين"    أمير الشرقية يقدم التعازي لأسرة البسام    نجاح أول عملية باستخدام تقنية الارتجاع الهيدروستاتيكي لطفل بتبوك    صحف عالمية: الهلال يصنع التاريخ في كأس العالم للأندية 2025    مقتل 18 سائحًا من أسرة واحدة غرقًا بعد فيضان نهر سوات بباكستان    الهلال يحقق مجموعة من الأرقام القياسية في مونديال الأندية    إمام وخطيب المسجد النبوي: تقوى الله أعظم زاد، وشهر المحرم موسم عظيم للعبادة    12 جهة تدرس تعزيز الكفاءة والمواءمة والتكامل للزراعة بالمنطقة الشرقية    الشيخ صالح بن حميد: النعم تُحفظ بالشكر وتضيع بالجحود    تمديد مبادرة إلغاء الغرامات والإعفاء من العقوبات المالية عن المكلفين حتى 31 ديسمبر 2025م    بلدية فرسان تكرم الاعلامي "الحُمق"    مدير جوازات الرياض يقلد «آل عادي» رتبته الجديدة «رائد»    استشهاد 22 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    وزارة الرياضة تحقق نسبة 100% في بطاقة الأداء لكفاءة الطاقة لعامي 2023 -2024    رئاسة الشؤون الدينية تُطلق خطة موسم العمرة لعام 1447ه    ثورة أدب    أخلاقيات متجذرة    القبض على وافدين اعتديا على امرأة في الرياض    استمتع بالطبيعة.. وتقيد بالشروط    د. علي الدّفاع.. عبقري الرياضيات    في إلهامات الرؤية الوطنية    البدء بتطبيق"التأمينات الاجتماعية" على الرياضيين السعوديين ابتداءً من الشهر المقبل    نائب أمير جازان يستقبل رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة    الأمير تركي الفيصل : عام جديد    تدخل طبي عاجل ينقذ حياة سبعيني بمستشفى الرس العام    مفوض الإفتاء بمنطقة جازان يشارك في افتتاح المؤتمر العلمي الثاني    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي، ويناقش تحسين الخدمات والمشاريع التنموية    لوحات تستلهم جمال الطبيعة الصينية لفنان صيني بمعرض بالرياض واميرات سعوديات يثنين    ترامب يحث الكونغرس على "قتل" إذاعة (صوت أمريكا)    تحسن أسعار النفط والذهب    حامد مطاوع..رئيس تحرير الندوة في عصرها الذهبي..    تخريج أول دفعة من "برنامج التصحيح اللغوي"    عسير.. وجهة سياحة أولى للسعوديين والمقيمين    أسرة الزواوي تستقبل التعازي في فقيدتهم مريم    الإطاحة ب15 مخالفاً لتهريبهم مخدرات    وزير الداخلية يعزي الشريف في وفاة والدته    الخارجية الإيرانية: منشآتنا النووية تعرضت لأضرار جسيمة    تصاعد المعارك بين الجيش و«الدعم».. السودان.. مناطق إستراتيجية تتحول لبؤر اشتباك    غروسي: عودة المفتشين لمنشآت إيران النووية ضرورية    استشاري: المورينجا لا تعالج الضغط ولا الكوليسترول    "التخصصات الصحية": إعلان نتائج برامج البورد السعودي    أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الصحة بالمنطقة والمدير التنفيذي لهيئة الصحة العامة بالقطاع الشمالي    من أعلام جازان.. الشيخ الدكتور علي بن محمد عطيف    أقوى كاميرا تكتشف الكون    الهيئة الملكية تطلق حملة "مكة إرث حي" لإبراز القيمة الحضارية والتاريخية للعاصمة المقدسة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إيران ستصبح كوريا شمالية جديدة في المنطقة وعلينا مساعدة المجتمع الدولي لمراقبتها
د. غازي فيصل المستشار في المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية :
نشر في اليوم يوم 30 - 10 - 2016

كشف الدكتور غازي فيصل حسين المستشار في المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية أن التسلح الايراني يهدف لتعزيز الفوضى وعدم الاستقرار السياسي في المنطقة، وقال: إن تطوير المنظومة العسكرية الايرانية، أدى الى وجود دولة منبوذة ومارقة شبيهة بكوريا الشمالية في المنطقة، فإيران تدعم التنظيمات الارهابية بالمال والسلاح، لتقوم بعمليات الفوضى في المنطقة.
وأوضح الدكتور غازي ان ايران تستخدم الدين والاساطير الدينية كغطاء لتبرير نفوذها ولتصدير مشكلاتها الداخلية، وقال: علينا دعم المجتمع الدولي لمراقبة نشاطات ايران التسلحية في الداخل والخارج، ودعم حقوق الاقليات غير الفارسية طالما ظلت تتدخل ايران في الشؤون العربية.
فإلى تفاصيل الحوار..
▪▪ هل تعتقدون بأن التسلح الإيراني سيؤدي إلى وجود كوريا شمالية جديدة في المنطقة؟
* للأسف جنون القوة الايراني، ووهم الهواجس الامنية الخارجية، دفع ايران لتعزيز قدراتها التسليحية، بالتعاون مع دول عديدة، فقد اعتمدت على السوق الكورية الشمالية، وكذلك مخلفات الاتحاد السوفيتي، وايضا تطوير بعض الصواريخ لتصبح ضمن مديات تتجاوز 2000 كم، وهي بالطبع صناعات ليست متفوقة، بل ما زالت منظومتها تقليدية وقديمة، ومع ذلك فقد اتخذت من سوريا واليمن مجالا لاختبار قدراتها الصاروخية.
النظام في ايران يشابه الى حد بعيد النظام الكوري الشمالي، فايران دولة بوليسية يحكمها الحرس الثوري، وهو المسيطر على الدولة والثروة، ويعمل التيار الديني على تبرير مواقفه السياسية، كما انها بلد محاصر مثل كوريا وفيها نسبة فقر كبيرة، وسلطة مطلقة لخامنئي، ولديها كذلك مساع لامتلاك اسلحة الدمار الشامل، حيث تدل كافة المؤشرات على انها مازالت تتهرب من الرقابة الدولية وتعمل على بناء هذه القوة، والدليل على ذلك هو تطويرها للصواريخ البالستية، كما ان ايران تشابه النظام الكوري، بوصفها دولة مارقة، ليس لديها قبول في المجتمع الدولي.
▪▪منذ فترة تستعرض إيران قدراتها التسليحية هل هناك تحالفات جديدة تفرض نفسها بعد الانسحاب الامريكي؟
* على العكس تماما، فالوجود الامريكي في المنطقة يتعزز ولكن باساليب مختلفة عن السابق، وليست هناك دلالات على الانسحاب الامريكي وملء الفراغ، والصراع الروسي الامريكي، يؤكد ما ذهبنا اليه، رغم ان الادارة الامريكية عدلت استراتيجيتها، للاهتمام بالمنطقة الآسيوية، وبدأت تدير صراعات المنطقة، من خلال التحكم بالدول والمجتمعات، وايضا من خلال فن ادارة الصراعات الداخلية، عبر نظام الفوضى الخلاقة، ولذلك فامريكا موجودة، وليس دقيقا أن مصالحها النفطية، لم تعد كما كانت عليه في السابق، وانها اكتفت ذاتيا الآن، وهذا يأتي في اطار محاولاتها الرامية، للعبث في الامن الداخلي للدول، والدعاية الاعلامية المضادة.
▪▪ غالبية الصناعات الإيرانية تقليدية وبعضها تطوير لمخلفات الاتحاد السوفيتي السابق وبعضها تعوزه الدقة وهو ما سيضع العالم أمام مشكلات إنسانية جديدة ما تقييمك لها؟
* ايران منذ قيام ما يسمى الثورة الاسلامية ومشكلتها الرئيسة في الداخل، وغالبية حروبها الخارجية العسكرية منها والسياسية، ما هي الا تصدير لهذه الازمات، وعليه فإن ايران تزداد خشيتها ومخاوفها من الخارج، ويتعاظم خوفها من الداخل، وعليه تحاول ان تقنع الشارع الايراني، بأنها مستهدفة لتبرير مظاهر الدولة البوليسية، وايضا تبرير تدخلاتها بحجة الدفاع عن المذهب الشيعي، وهذا ليس دقيقا فايران لها طموحات استعمارية، وتظن بأنها قادرة على استغلال الاخطاء الامريكية في المنطقة بحجة دعم المقاومة، لكن مشروعها في مضمونه العام لا يختلف في جوهره عن المشروع الامريكي الاسرائيلي، ولهذا فهم اكثر التقاء وتفاهمًا.
وتركيز ايران على الصناعات العسكرية التقليدية، وتزويد حزب الله وحركة الحوثيين والحشد الايراني وداعش في العراق وسوريا واليمن وليبيا، ليس للدفاع عن دولهم ومجتمعاتهم، وانما هي تغذي الصراعات والحروب الاهلية في هذه المناطق، اعتقادا منها، بأن هذه الحروب تؤدي الى كراهية الاسلاميين اولا، وكراهية الاسلام، لانها تعيش عقدة الاسلام، وهذا ما تلتقي فيه مع المشروع الغربي.
كما ان ايران تغذي التنظيمات الارهابية في مختلف دول العالم فهي تدعم القاعدة والحوثيين وحزب الله والحركات الانفصالية، على اختلاف مذاهبها، فهي تدعم البوذيين في بورما ضد المسلمين، وتدعم عصابات المخدرات والحشيش، ومهربي الاسلحة، فهي دولة مارقة، وعلى المجتمع الدولي ان يتحمل مسؤولياته، لأن هذه الدولة تعبث بالأمنين الاقليمي والدولي ان استطاعت، وهي أيضا تعمل على اثارة النزاعات والخلافات بين الدول والمجتمعات، ولا تحكمها اية قوانين او قيم عالمية.
اما الاسلحة التي بحوزتها الآن فهي أسلحة تقليدية، ومطورة، كما أن دقتها ضعيفة، وهذا ما يعزز خشية دول الجوار، ودول المنطقة، حيث اثبتت الاحداث أن ايران لا تتوانى في دعم الميليشيات المتطرفة، بالاسلحة لغايات التجريب على حساب الدم العراقي والسوري واليمني، نحن بحاجة لتعرية ايران لدى الدول والمجتمعات الغربية لكشف حقيقتها لهم، وعلينا الا نترك ايران وان نعمل على مواجهتها من الداخل، فهي أوهن من عش العنكبوت، وقد كان للعراق صولة معها لقنها درسا لن تنساه وتجرعت بسببه السم.
كما ان ايران اليوم تزود هذه التنظيمات بالاموال والتدريب الفني والمعلومات والاتصالات، والتسليح والمتفجرات، وتؤمن لهم اتصالات بالسوق غير الشرعية للسلاح، وتبقي على تحكمها بهذه التنظيمات الارهابية، واحيانا تستضيف عوائلهم واسرهم، وتدعمهم سياسيا للوصول او المشاركة في السلطة، والهدف هو تخريب السلطة وجعلها سلطات طائفية ودموية.
هدف إيران الرئيس استمرارية حالة عدم الاستقرار في المناطق الجيوسياسية، وقد زودت بعض التنظيمات بصواريخ قصيرة المدى من بينها صاروخ فجر-1 أو 63- ب م- 12 (مدى 8 كلم)، وفلق1 (مدى 10 كلم)، وعقاب-نموذج 83 (مدى 30 كلم)، وفجر-3 (مدى 43 كلم)، وفجر-5 (مدى 80 كلم)، اضافة الى امتلاكها صواريخ زلزال -1 (150 كلم)، وصاروخ زلزال -2 (200 كلم)، وصاروخ زلزال -3 (250-200 كلم)، وصاروخ فاتح -110 (300-200 كلم)، وصاروخ شهاب -1، وهو نسخة عن سكود (B) (كلم 350)، وصاروخ شهاب-2 وهو نسخة عن سكود (C) - (كلم 750-500)، وصاروخ قيام-1 (800-700 كلم).
▪▪ إيران تطور قدراتها العسكرية من خلال نهب ثروات القوميات غير الفارسية وثروات دول مجاورة هل يصنع ذلك الأمن والاستقرار في المنطقة؟
* أحد الاهداف الايرانية، السيطرة على القيادات التابعة لها، واختزال ارادتهم الشخصية والوطنية والغاء الهوية، وادماجهم في الدفاع عن ولاية الفقيه، فهم يعملون لحسابها، ولهذا تدعمهم ليصبحوا قادة في هذه الدول ويمرروا مصالحها واهدافها، وسيطرتها على القرار السيادي والسياسي لهذه الدول، وحالة العراق وسوريا ولبنان واليمن لا تحتاج الى ايضاح، كما ان ايران تقاسمهم ثروات هذه الدول والمجتمعات، فهي تحتكر التجارة وتستغل الشيعة في العالم لتقديم الدعمين المالي والسياسي لها كي تدعم هذه التنظيمات ذات البنية الطائفية.
ومن اهدافها الاستراتيجية، ان تبقي مسرح الفوضى في المنطقة قائما ومشتعلا لاسباب عديدة منها، اولا انها تبرر تدخلاتها الخارجية وتصدر مشكلاتها الداخلية، وتقمع مواطنيها وكذلك القوميات غير الفارسية التي تطالب بحقوقها، وكذلك تجري المحاكمات والاعدامات بعيدا عن أعين المنظمات الدولية والانسانية، وثانيا تعمل على تأجيل الاستحقاقات الداخلية، فالاستقرار الاقليمي لا يخدم ايران كثيرا، وعليه فهي تعمل على ادامة وتسعير الفوضى والحروب الطائفية في المنطقة، بحجة ان العدل لن يسود في ظل الانظمة الوضعية، بل انها تستعد لاستقبال حكومة العدل الإلهي وهذا نوع من الهرطقات والاساطير الدينية.
▪▪ تطوير صواريخ بالستية وعابرة للقارات ومدى يصل إلى 5000كم هل تعتقد بأن ذلك لا يهدد الأمنين الإقليمي والعالمي؟
* ايران ليست بحاجة لصواريخ من هذا النوع، لولا ان لديها طموحات او محاولات لتهديد الامن العالمي لغايات داخلية، وعليه فإن تطويرها لمثل هذه الاسلحة يجب ان يثير فزع المجتمع الدولي فهذه الاسلحة قادرة على تهديد الامن الامريكي والدول الغربية، مع ان الامكانات الامريكية والغربية باستطاعتها ردع ايران وتقليص قدراتها، وعدم تأثير هذه الاسلحة عليها، لكن اذا ما فكرت ايران بتحميل هذه الصواريخ بمواد كيمياوية او نووية مستقبلا، فانها ستكون مصدر تهديد للامن العالمي، والمختبرات الايرانية العسكرية تعمل للأسف بهذا الاتجاه، وبالتالي فإننا سنصبح امام كوريا شمالية جديدة خلال السنوات القادمة، وقد ذكرت صحيفة الديلي ميل في 21/ 4 /2016 أن «ايران اختبرت سرا صاروخا بالستيا عابرا للقارات من نوع «سيمرغ» القادر على حمل رؤوس نووية».
والسؤال الذي يطرح نفسه على دول المنطقة، هو الى متى ترك ايران تعبث بالأمنين العربي والاقليمي، ويفسح لها المجال للتدخل، وتسليح التنظيمات الارهابية وتطوير قدراتها العسكرية، وهذا يحتاج الى قرارات سيادية عظيمة كقرار عاصفة الحزم، التي لقنت ايران درسا لن تنساه، لكننا بحاجة لتلقين الايرانيين دروسا في داخل ايران، خاصة وان الظروف مهيأة جدا.
▪▪حركة التمرد الحوثي استهدفت مؤخرا البوارج الأمريكية في باب المندب بصواريخ إيرانية إلا ترى أن ذلك يهدد الممرات الدولية وأمن الطاقة؟
* نعم.. فايران من بين استراتيجياتها ان تكون موجودة ومؤثرة في الممرات المائية الاستراتيجية، بهدف التأثير على امن الطاقة والتجارة العالمية، ولهذا فهي تدعم العصابات والقراصنة في هذه المناطق، وتعمل على ان تكون هذه المناطق غير آمنة، وهو الامر الذي استدعى الدول لحراسة هذه الخطوط الحيوية للاقتصاد العالمي.
كما ان الحوثيين لم يهددوا البوارج الامريكية الا بموافقة ايرانية، وطلب ايراني، وهي تهديدات اعلامية وتجارب لصواريخ، ولكن ماذا فعل الامريكان، فهم منخرطون في الفوضى بالمنطقة، ويتعاملون مع ايران كدولة لها اوراق مؤثرة، ورغم استنزافهم للامكانات والموارد الايرانية، الا ان مواقفهم حيال ايران والحوثيين ليست حازمة، وكذلك الامر في سوريا.
ولهذا علينا ان نصنع الامن بأنفسنا وان نصارح شعوبنا بحجم التحديات التي نعيشها، وعلينا ان نقوى روابطنها مع القوى الوطنية والعربية، وان نعمل ضمن رؤى استراتيجية لمواجهة التحديات التي تواجهها، واستثمار هذه الثروات دون هدرها، والاستفادة من القوى والامكانات والموارد البشرية العربية في هذا الجانب.
▪▪ كيف يمكن للعالم أن يساهم في تحجيم القدرات الإيرانية وخاصة ان إيران لم تلتزم بالمعاهدات والاتفاقيات الموقعة معها مؤخرا؟
* أصبحت ايران اليوم دولة مارقة، وغير مرحب بها في المجتمع الدولي، ودولة لا تحترم المعاهدات والقوانين الدولية، ولا تساهم في تعزيز الامن والاستقرار، قدر مساهمتها في ادامة الفوضى وهذا بحد ذاته يؤثر على المصالح الدولية في المنطقة، وعليه يمكن التأثير في تحجيم ايران من خلال مراقبة نشاطاتها الداعمة للارهاب، وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول، وممارستها المنافية لحقوق الانسان وحقوق الاقليات غير الفارسية.
كما ان الاستراتيجيات الدولية بامكانها احتواء ايران عبر الطرق الدبلوماسية والقانون الدولي وارادة المجتمع الدولي من جانب، وايضا من خلال تفكيك النظام من الداخل، او تحجيم قوته ودعم نشوء قوى مدنية واصلاحية حقيقية، تؤمن بأهمية الامن والاستقرار والسلم الدولي، وفي حالة عدم الاستجابة يمكن توجيه ضربات جراحية محددة لمفاصل النظام العسكرية، ولمعسكرات تدريب شبكات الارهاب، ومحاصرة اتصالاته مع التنظيمات الارهابية وعصابات التهريب سواء تهريب المخدرات او السلاح.
وقد أجرت إيران في 9/3/ 2016 تجربة على صاروخ بالستي قادر على حمل رؤوس نووية، وبشكل مخالف لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، الصادر في تموز عام 2015. حيث وجّهت في حينه كل من امريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا رسالة إلى كلّ من رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة لفتت نظرهما الى مخالفة ايران وتحديها للقرار الدولي. وشدّدت على ان الصاروخ قادر على حمل رأس نووي، واعتبرت ان إيران فشلت في احترام قرارات الشرعية الدولية، ولكن صيغة القرار 2231 جاءت أكثر ليونة من القرار الدولي رقم 1929 الذي نص صراحة على تقييد حرية ايران في انتاج الصواريخ البالستية، فيما جاء قرار 2231 بدعوة ايران لعدم متابعة برنامج تطوير الصواريخ لفترة ثماني سنوات كحد أقصى، دون ضوابط صارمة وعقوبات رادعة.
▪▪ استغلت إيران الأموال التي أفرج عنها مؤخرا في شراء تقنيات عسكرية ممنوعة ودعمت الإرهاب والتطرف.. ما مسؤولية المجتمع الدولي أمام إرهاب الدولة الإيرانية؟
* علينا مساعدة المجتمع الدولي في ادامة عنصر الرقابة الحثيثة للنظام الايراني، وكشف اسراره الداخلية، لانجاح سياسات الاحتواء التي جاءت نتيجة الاتفاق النووي، خاصة وان هذه السياسات تساهم في تغيير الداخل الايراني، رغم محاولات ايران ان تقدم للعالم اشكالا مختلفة لسلطة واحدة، فهذه لعبتها منذ زمن طويل، فإصلاحيو ايران هم محافظوها ايضا، كما ان التكتيكات الايرانية مكشوفة، وهذا ما يخيف نظام ملالي ايران، فالازمة التي تعيشها طهران باتت كفيلة بتغيير كبير خلال السنوات القادمة، وتعمل ايران اليوم على اعاقة هذا التغيير ومصادرته.
وايران تحاول في نفس الوقت تقديم خدمات مجانية للغرب، وتقوم بوظائف مهمة وخطرة في المنطقة، فقد ساهمت في ضرب افغانستان والتعاون ضد حكومة طالبان، واغتالت قياديين في التنظيم كانوا قد خرجوا توا منها، وكذلك تعاونت لاسقاط النظام الشرعي في العراق، وقتلت رموزا شيعية وسنية لادامة الفوضى والصراعات الطائفية، كما أنها لعبت دورا في انضاج وجود التنظيمات الارهابية ودعمت تنظيم داعش الارهابي، اولا لاستنزاف الوجود الامريكي، وثانيا لمواجهة المقاومة الوطنية، وثالثا لتمكينها من التدخل وممارسة النفوذ، حتى انها قسمت القوى الشيعية، لعدم ثقتها بها.
واخيرا ارادت تشويه الاسلام من خلال داعش والقتل الذي يرفضه الاسلام، واصبح الاسلام مرتبطا بالقتل، والارهاب، وحاولت ان تقرن بين الاسلام والارهاب والمملكة.
▪▪ كيف تقيم الوجود الإيراني في العراق وهل شعبنا العراقي وجنوب البلاد سيصمت مطولا على التدخل والنهب الإيراني؟
* الاحتلال الايراني للعراق عسكريا ومذهبيا واقتصاديا ونفطيا خطير جدا لان الخميني كان يدعي ان طريق تحرير القدس يمر عبر بغداد بجانب نظريته المبنية على استراتيجية محاربة الدول الوضعية لانها نظم غير شرعية لإقامة الحكومات الاسلامية الشيعية، وعليه فان احتلال ايران للعراق بجانب وجود العتبات الشيعية في النجف وكربلاء يعتبر المفتاح لاحتلال الشرق الاوسط والخليج العربي مما يتيح بسط النفوذ في شمال افريقيا والتمدد لاحقا في افريقيا وآسيا لإعلان الحكومة الاسلامية الشيعية العالمية وهذا ما تناوله خميني في عرض نظريته في كتابه المعنون الدولة الاسلامية، هذا الجنون هو المحرك الرئيس للسياسة الايرانية الخارجية، هم يوظفون الدين والاساطير الدينية لخدمة اغراضهم واهدافهم الدينية، وعلينا ان نعي تماما، أن بعضا من الشيعة العرب وقعوا ضحية لهذا التمدد وهذا الخطاب الديني الزائف واصبحوا ادوات للمشروع الايراني، ومنهم من كان على وعي وانتماء لعروبته ولهوية بلده، وكان مدركا لأبعاد هذه السياسات التي لا تفرق بين العربي السني او الشيعي او المسيحي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.