عقد رئيس الدورة السادسة عشرة بعد المائة للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في دولة الكويت والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن أحمد العطيه مؤتمرا صحافيا عقب انتهاء أعمال اجتماعات المجلس التي اختتمت فجر امس بقصر المؤتمرات في جدة. وأكد الوزير الصباح أن جميع المداولات والمناقشات التي تمت في اجتماعات معالي وزراء المالية والاقتصاد والتجارة أمس الاول سترفع في تقرير إلى اجتماع قمة القادة المقبل في أبو ظبي. وقال أنه تم الاتفاق على إدخال المقاصة الالكترونية في نظام الاتحاد الجمركي بين دول المجلس والتي تدار حاليا بالنظام اليدوي ، وأعرب عن تمنياته أن تتم هذه الإجراءات في وقت سريع تلبي الاهداف والطموحات. وحول المفاوضات مع الاتحاد الأوربي فيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية على إيران قال أمين عام المجلس ان المشاورات مستمرة بعد توقف المفاوضات قبل عامين لعدم تجاوب الجانب الأوربي مع طلبات دول مجلس التعاون التي تمس مصالح الإنسان الخليجي ولها آثار اجتماعية على مداخيل المواطن الخليجي وبالتالي رأينا من المصلحة تعليق المفاوضات إلى أن يتجاوب الجانب الأوربي في ظل المشاورات التي تجري بين حين وآخر بين الجانبين ، وأضاف العطيه أن علاقات دول مجلس التعاون مع إيران تاريخية وقال إن لنا مصالح مع الجانب الإيراني حيث إن هناك تجارة قائمة مع إيران وتظل العلاقة قائمة في ظل الاحترام المتبادل دون المساس بالواقع السيادي أو بالأمن ، مشيرا الي ان العقوبات المفروضة على إيران تحكمها قرارات الشرعية الدولية ونحن نحترم هذه العلاقة التاريخية ونأمل من الجانب الإيراني احترام هذه العلاقات وعدم التدخل في شؤون الدول سواء مجلس التعاون الخليجي أو دول الجوار. وبين وزير الخارجية الكويتي أن مستوى طموح دول المجلس إيجابية وعالية والأهداف كبيرة ، وستجتهد الاجهزة المعنية بشكل كبير في تلبية هذه الطموحات وفق طموحات قادة دول المجلس الذين يكلفون دائما بتكثيف اجتماعاتنا لحل هذه القضايا التي تخدم المواطن الخليجي في اسرع وقت ممكن. وأشار الشيخ الصباح إلى أن قضية كوسوفا تم تداولها في الاجتماعات وسط ترحيب بقرار المحكمة الدولية ، ورأينا بأن قضية الاعتراف هي قضية سيادة لكل دولة. وحول الوحدة النقدية بين العطية أن العمل يسير بشكل متسارع، حيث تم تشكيل مجلس نقدي تم اختيار رئيس ونائب للرئيس له والعمل يجري على اختيار الرئيس التنفيذي. واختتم المجلس الوزاري دورته السادسة عشرة بعد المائة ، أمس الاثنين 27 رمضان 1431ه الموافق 6 سبتمبر 2010م ، في مدينة جدة ، برئاسة معالي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح ، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة الكويت ، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري وبمشاركة معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطيَّه. وأشاد المجلس الوزاري بنتائج مشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، حفظه الله ، في قمة العشرين ، بتاريخ 26 يونيو 2010م ، في مدينة تورنتو بكندا، مُثمناً ما تضمنته الكلمة الشاملة التي ألقاها أيده الله أمام القمة ، من رؤى تنم عن حكمة وبصيرة وتجربه ، وحرص على رؤية عالم متوازن وأكثر إشراقاً لكافة الدول والمجتمعات. كما ثمن المجلس الوزاري الكلمة السامية لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين التي أكد فيها مواصلة مسيرة البناء والنماء ومخططات الإصلاح، ودعم أسس دولة الحق والقانون والديمقراطية وحقوق الإنسان والازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، ودعوته إلى وقوف الجميع وقفة رجل واحد في وجه العنف والإرهاب بجميع أشكاله ، والتشبث بما في الدين الإسلامي الحنيف من مبادئ السماحة والمودة والإخاء والسلم والرحمة والتعاون ووحدة الصف واجتماع الكلمة وطاعة الله ورسوله وأولي الأمر ، وإلى التشبع بالوسطية والاعتدال ونبذ العنف ، وذلك ضمن برنامج شامل لإصلاح الحقل الديني ، تدفع عجلة التنمية وترص الصفوف وتنشر المحبة والمودة بين الناس ، وتبني صروح المستقبل. ورفع المجلس الوزاري أخلص التهاني لسمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ، على سلامة الفحوصات الطبية التي أجراها مؤخراً ، داعياً المولى جلّت قدرته أن يُديم على سموه موفور الصحة والعافية لمزيد من العطاء ، بما فيه خير ورفاه الإمارات العربية المتحدة وشعبها الشقيق ، ومواصلة دعم المسيرة الخيرة لمجلس التعاون. ورحب المجلس الوزاري بوساطة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ، أمير دولة قطر لإيجاد حل للخلاف الحدودي بين كل من أرتيريا وجيبوتي. كما رحب المجلس الوزاري بنتائج زيارة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ، أمير دولة قطر للجمهورية اليمنية الشقيقة ، بتاريخ 13 يوليو 2010 ، ولقائه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ، رئيس الجمهورية اليمنية ، والتي شكَّلت دعماً مهماً لأمن واستقرار ووحدة اليمن الشقيق وازدهاره، ونوَّه المجلس الوزاري باستضافة الدوحة وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين ، ومساعدتهم على الاحتكام للحوار باعتباره الطريق الأمثل والمؤدي إلى تكريس الأمن والاستقرار في ربوع اليمن الشقيق. وثمَّن المجلس الوزاري دور سموه في أعمال القمة الخماسية ، التي عقدت في طرابلس بتاريخ 26 يونيو 2010م ، والذي يأتي في سياق مبادرات وخطوات اتخذها سموه لدعم وتفعيل العمل العربي المشترك. وهنأ المجلس الوزاري صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان بالذكرى الأربعين ليوم النهضة المباركة ، الذي صادف الثالث والعشرين من يوليو الماضي ، متمنياً للسلطنة وشعبها الشقيق مزيداً من التقدم والرقي والازدهار. وأشاد المجلس الوزاري بزيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين إلى جمهورية مصر العربية ، وما أسفرت عنه من نتائج مثمرة بشأن مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ، وبما يدعم الأمن والاستقرار في المنطقة. كما هنأ المجلس الوزاري صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ، أمير منطقة الرياض ، بنجاح العملية الجراحية التي أُجريت لسموه مؤخراً ، متمنياً له دوام الصحة والعافية. واطلع المجلس الوزاري على التقرير المقدم من معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة ، وزير خارجية مملكة البحرين ، حول كشف وتفكيك شبكة تنظيمية ضمن مخطط إرهابي يستهدف أمن واستقرار مملكة البحرين ، وأكد المجلس وقوف وتضامن الدول الأعضاء إلى جانب مملكة البحرين ، ودعمها وتأييدها المطلق لكافة الإجراءات التي اتخذتها لمواجهة الأعمال الإرهابية وكافة أنواع التحريض والتخريب التي تهدف إلى زعزعة النظام والاستقرار ، واستهداف الأبرياء وترويع الآمنين من مواطنين ومقيمين ، استناداً إلى مبدأ الأمن الجماعي ووحدة المصير المشترك ، مشيداً في هذا الصدد بقدرة وجاهزية الأجهزة الأمنية في مملكة البحرين للتصدي لمثل هذه الأعمال الإرهابية التي تقوم بها تلك الفئة الضالة والمنحرفة. وأشاد المجلس بما تضمنه التقرير من أفكار ورؤى إيجابية لتنشيط وتفعيل التنسيق والتعاون بين دول المجلس في المجالات السياسية والأمنية ، وما يتطلبه العمل المشترك للمجلس من آليات وتوجهات ، لمواجهة التحديات وتنفيذ القرارات ، بما يقوي من مسيرة المجلس ، ويلبي آمال وطموحات شعوبه ، تحقيقاً ودعماً للأمن والاستقرار لدول المجلس ، مثمناً مكتسبات المشروع الإصلاحي لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، بتدعيم دولة المؤسسات وسيادة القانون بما يعزز ممارسة المواطنين لكافة حقوقهم المشروعة. ودعا المجلس كافة دول العالم ، وبالأخص المملكة المتحدة ، إلى التعامل بجدية مع تلك المجاميع الإرهابية والأشخاص الداعمين للإرهاب ، وإبعادهم عن أراضيها ، وعدم منحهم حق اللجوء السياسي ، أو السماح لهم باستغلال مناخ الحرية للضرر بأمن واستقرار الدول الأعضاء. وأعرب المجلس الوزاري عن أحر تعازيه ومواساته لحكومة وشعب جمهورية باكستان الإسلامية الشقيقة ، لما تعرضت له من خسائر بشرية جراء الفيضانات التي اجتاحتها ، والدمار الذي لحق بالبنية التحتية ، مؤكداً وقوف ودعم ومساندة دول المجلس للشعب الباكستاني الشقيق في هذه المحنة، ويُناشد المجلس المجتمع الدولي تقديم كافة أشكال العون والإغاثة الإنسانية لمواجهة الأضرار الكبيرة التي لحقت بهذا البلد الشقيق. وأستعرض المجلس الوزاري مستجدات مسيرة العمل المشترك ، منذ انتهاء أعمال دورته الماضية في عدد من المجالات ، وأبرز التطورات الإقليمية والدولية.