سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس المصري: الإسلام لا يعادي الفن والإبداع ولا توجد دولة ديمقراطية بدون فن وثقافة طالبهم بالاستمرار في أعمالهم واستنكر الهجوم على إلهام شاهين من قبل “مشايخ الفضائيات" ووعد بالاتصال بها
أشاد الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي بالمثقفين والفنانين ودورهم، ووضعهم في مكانتهم اللائقة واعتبرهم ثروة قومية مثل بقية الثروات، وربط بين ثروة مصر في مجال الإبداع والثقافة، وثروتها في الجغرافيا والتاريخ والمجالات المادية، مشددًا على أنه لن يضار صاحب رأي في فكره أو رأيه. ورفض الرئيس مرسي خلال لقائه برموز المثقفين والفنانين المصريين التجريح والإهانة للفنانين، معبّرًا عن استيائه من الإساءة التى تعرّضت لها الفنانة إلهام شاهين على يد أحد الدعاة المحسوبين على التيار السلفي، وسأل عما إذا كانت قد دُعيت إلى الاجتماع أم لا، ووعد بأن يتصل بها بنفسه في وقت لاحق. وفيما طالب بعض المثقفين بمزيد من طمأنة أصحاب الرأي، اعتبر الرئيس طلب الطمأنة فيه إهانة للمثقفين، لأن حرية الرأي والتعبير حق مكفول لهم. وأكد الرئيس المصري أن مصر ليست دولة مشايخ وإنما دولة مدنية ديمقراطية، وأن الفن هو مصدر رقي الأمم وتشكيل وجه مصر الحضارى، ولا توجد دولة ديمقراطية بدون فن وثقافة وحضارة، مؤكدًا دعمه الكامل للفن، وأن الكتّاب والمبدعين والفنانين عليهم أن يستمروا فى أعمالهم ولا يلتفت أحد منهم إلى ما يثار حولهم أوضدهم، . وقال الدكتور محمد صابرعرب وزير الثقافة المصري بأن الرئيس قدّم خلال اللقاء رسالة إلى الفنانين مفادها إننا جميعا شركاء وأن الوطن يحتاج إلينا جميعًا، وهو الأمر الذي كان له انطباعات إيجابية لدى الحضور، خاصة وأن اللقاء تناول عدة قضايا، أهمها قضايا الإبداع والحريات وصناعة السينما والتخوف من سيطرة الإخوان على مقاليد الأمور وقضية تداول السلطة. وأشار إلى أن الرئيس عبّر عن تضامنه مع الفنانين ضد الهجمة الشرسة التي يتعرّض لها بعضهم وأن الرئيس استهجن ما تعرّضت له الفنانة إلهام شاهين من هجوم، وعبّر عن استعداده للاتصال بها. وأكد الفنان عزت العلايلي أن الرئيس تحدث في عدة قضايا منها دور الفن المصري في التمهيد لثورة 25 يناير، وقال الفنان حسين فهمي إن الرئيس محا كل الإهانات التي تعرّض لها بعض الفنانين من أصحاب الفكر المتشدّد ليؤكد أن الإسلام لا يعادي الفن والإبداع. ومن جانبه قال الفنان إيمان البحر درويش نقيب الموسيقيين: «إن اللقاء تحدث عن كيفية مساهمة الفن المصري في دعم الاقتصاد القومي من خلال الحفلات الموسيقية، وأشار إلى ضرورة استغلال الفنانين في دعم الاقتصاد الوطني من خلال حفلاتهم الموسيقية في كل مكان». وقال الفنان محمد صبحي: «إن اللقاء تناول كيفية التصدّي للهجمة الشرسة التي يتعرّض لها الفنانون المصريون». أما الكاتب محمد سلماوي، رئيس اتحاد كتّاب مصر، فقال: «إنه تحدث في كلمته عن أن تهميش دور الثقافة والمثقفين فى العقود السابقة هو الذي أدى إلى تراجع دور مصر العربى، وعلى الساحة الدولية، فرغم المشكلات التى تواجهها مصر سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، إلا أنها فى الثقافة تُعتبر دولة عظمى، ومصر لم تحقق مكانتها العربية بالجيوش الفاتحة، ولا بالقوى الاقتصادية، وإنما هي غزت المنطقة والعالم بالكتاب والفيلم والأغنية وسائر أشكال الثقافة والفنون». وخلال اللقاء بين الرئيس المصري والفنانين طالب النجم عادل إمام بضمانات من الرئيس بعدم التعرّض للفن والإبداع المصري وعدم التطاول على الذين حملوا راية الإبداع والحضارة في مواجهة سلبيات المجتمع، بينما أكد الفنان محمد صبحى أنه شدّد على مسألة «الهجوم» على الفنانات من قبل «مشايخ الفضائيات»، وطالب الرئيس بالتصدّي لهؤلاء الذين يشنون حملات على الفن وأهله صنّاع الحضارة، مشيرًا إلى أن الرئيس رد على هذا الأمر قائلا: «هؤلاء المشايخ يسيئون لأنفسهم بتلك التصرفات». وصرح الفنان يوسف شعبان أن وفد الفنانين واجه الرئيس خلال اللقاء بكل ما أثير من أزمات تتعلق بأشخاص الفنانين مؤخرًا، موضحًا أن محمد مرسي أكد أن الفن هو مصدر رقي الأمم وتشكيل وجه مصر الحضاري ولا توجد دولة ديمقراطية بدون فن وثقافة وحضارة، مؤكدًا دعمه الكامل للفن والحياة الحضارية. وأشار شعبان إلى أن الرئيس أجاب عن سؤالنا حول سب «مشايخ الفضائيات» للفنانين والنيل من سمعتهم، قائلا، لم نعط أحدًا أي أوامر بالدفاع والرد عمن يسيئون إلينا، و»هؤلاء المشايخ يسيئون لأنفسهم»، مؤكدًا أن مصر دولة مدنية ديمقراطية. وقال الروائي إبراهيم عبدالمجيد: «إن الرئيس أكد في كلمته أن مصر لن تكون دولة دينية أوعسكرية، وستظل دولة مدنية، وأن الكتّاب والمبدعين والفنانين عليهم أن يستمروا في أعمالهم ولا يلتفت أحد منهم إلى ما يثار حولهم أوضدهم، كما شدّد على أنه لا يسعى إلى التدخل فى أحكام القضاء بالرغم من أحقيته بما يملكه من صلاحيات في ذلك».