لم يكن غريبا أن تحتل الثقافة مرتبة متأخرة في قائمة اهتمامات مرشحي الرئاسة المصرية، في ظل ما عانته الثقافة المصرية على مدى 30 عاما، إضافة إلى اهتمام المرشحين بقضايا الخبز وأنابيب البوتاجاز وغيرها من شؤون الحياة اليومية. تقول الصحفية المتخصصة في الشؤون الثقافية يمنى عبدالعزيز "إن الثقافة المصرية تعاني من التهميش في برامج المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية المقرر إجراؤها يومي 23 و24 مايو الجاري، حتى أنه لم يرد ذكر مصطلح الثقافة إلا فيما ندر في هذه البرامج". وتضيف "هذا يعود في جزء كبير منه إلى عدم اهتمام النظام السابق بالثقافة حتى أن هناك مسؤولين في وزارة الثقافة يؤكدون أن نصيب الفرد في مصر من الثقافة لا يتجاوز 25 قرشا، وهو مبلغ ضئيل للغاية"، مشيرة إلى أن "برنامج عمرو موسى يعد هو الأكثر اهتماما بمسألة الثقافة، حيث يتضمن إنشاء مجلس للعلوم والثقافة والفنون، يضم رموز مصر من العلماء والمثقفين والكتاب والفنانين تكون مهمته وضع السياسات الهادفة لترسيخ دعائم دولة العلم والمعرفة واستعادة ريادة مصر الثقافية". ويتعرض الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح في برنامجه الانتخابي، إلى "ضمان الحريات الفردية وحرية الإبداع والتعبير والإعلام بما يسمح للكتاب والفنانين والمثقفين والمواطنين عامة بإبداء آرائهم بحرية من دون حجر على صاحب رأي"، متعهدا ب"دعم الطاقات الموهوبة والمبدعة في مجالات الأدب والسينما والمسرح والموسيقي والغناء ودعم الفنون الراقية واعتبار الفنون والآداب من قوة مصر الناعمة ومخزونها الاستراتيجي الذي يجب مساندته". ويتبنى المرشح للرئاسة حمدين صباحي في برنامجه الانتخابي مشروعا ثقافيا نهضويا يهدف إلى إعادة وجه مصر الإبداعي الرائد والمستنير ويستعيد القيمة الفكرية والاجتماعية والأخلاقية المصرية، ويطلق طاقات مثقفيها وأدبائها وفنانيها ومبدعيها في كل المجالات. فيما يستخدم المرشح للرئاسة الدكتور محمد مرسي كلمة "ثقافة" في الحديث عن دعم العلاقات الخارجية الثقافية مع تركيا ودول أفريقيا مثلا. ولا يسهب في الحديث عن آليات لتطوير العمل الثقافي في مصر إلا فيما يخص الكلمات الفضفاضة عن حماية حرية الفكر والإبداع. تقول الكاتبة سلوى بكر "للأسف في مصر الثقافة تحتل المرتبة الدنيا من حيث الاهتمام لأن البعض يعتبرها ترفا ودورا زائدا رغم أنها من أهم عوامل النهضة والتنمية”، مضيفة "برامج المرشحين للرئاسة فقيرة في الجانب الثقافي، وأتمنى أن تشمل مناظرات مرشحي الرئاسة أسئلة منها كم كتابا قرؤوا؟ وهل يرتادون قاعات الفن التشكيلي؟" من جانبها، ترى الكاتبة فاطمة ناعوت أن "الثقافة همشت بفعل فاعل لتجهيل الشعب، وهناك محاولات من بعض التيارات لتحريم الإبداع، ولكنني أتوقع أن تواجه تلك المحاولات بالفشل".