أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأحد عن استعداده لزيادة الضغط على روسيا من خلال مرحلة ثانية من العقوبات. وردا على سؤال لصحفي في البيت الأبيض عما إذا كان مستعدا للدخول في المرحلة الثانية من العقوبات ضد موسكو، قال ترمب: "نعم"، دون تقديم مزيد من التفاصيل. ولم يتضح في البداية ما إذا كانت عقوبات جديدة ستفرض بالفعل، وإذا كان الأمر كذلك، فمتى. وكان ترمب قد ألمح قبل أيام إلى أن هناك خططا جارية لمرحلتين ثانية وثالثة من العقوبات - علاوة على الرسوم الجمركية الإضافية بنسبة 25 % على الواردات من الهند كعقاب على شراء البلاد للنفط الروسي. ولم يقدم مزيدا من التفاصيل. وقال ترمب إن قادة أوروبيين سيزورون الولاياتالمتحدة يومي الاثنين والثلاثاء لمناقشة سبل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. وفي حديثه لصحفيين لدى عودته بعد حضور نهائي بطولة أميركا المفتوحة للتنس في مدينة نيويورك، قال ترمب أيضا إنه سيتحدث إلى الرئيس بوتين قريبا. وأضاف "سيزور بعض القادة الأوروبيين بلادنا يوم الاثنين أو الثلاثاء بشكل فردي". ولم يتضح من القادة الذين كان ترمب يشير إليهم، ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب للحصول على مزيد من التفاصيل. وقال ترمب إنه "غير راض" عن وضع الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك بعد أن سأل صحفيون عن هجوم جوي روسي ضخم ليلة الأحد، والذي قال مسؤولون أوكرانيون إنه تسبب في اشتعال النار في المبنى الحكومي الرئيسي في كييف. لكنه عبر مجددا عن ثقته في تسوية الأزمة قريبا. وقال "سنسوي الوضع بين روسياوأوكرانيا". وأكد متحدث باسم المفوضية الأوروبية أن العديد من المسؤولين الأوروبيين، بقيادة مبعوث الاتحاد الأوروبي للعقوبات ديفيد أوسوليفان، سيسافرون إلى واشنطن لحضور اجتماع لمناقشة أشكال مختلفة من الضغط الاقتصادي على روسيا، بما في ذلك العقوبات الجديدة. وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت لشبكة إن بي سي نيوز الإخبارية الأميركية يوم الأحد: "نحن مستعدون لزيادة الضغط على روسيا، ولكننا نحتاج إلى أن يتبعنا شركاؤنا الأوروبيون". وأضاف بيسنت: "وإذا تمكنت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي من التقدم، وفرض المزيد من العقوبات، والرسوم الجمركية الثانية على الدول التي تشتري النفط الروسي، فإن الاقتصاد الروسي سينهار بالكامل، وهذا سيجبر الرئيس بوتين على الجلوس إلى الطاولة". وتعتمد روسيا على عائدات النفط والغاز، وهي مصدر حاسم لتمويل حربها ضد أوكرانيا. من جهته قال المبعوث الأميركي إلى أوكرانيا كيث كيلوغ إن أحدث ضربة تشنها روسيا على كييف تشير إلى أن موسكو لا تريد إنهاء الحرب في أوكرانيا بالسبل الدبلوماسية. وقال كيلوغ في منشور على إكس "يبدو أن روسيا تصعّد الوضع بشن أكبر هجوم في الحرب مستهدفة مقر مجلس الوزراء الأوكراني في كييف... يشير الهجوم إلى أن روسيا لا تريد إنهاء هذه الحرب دبلوماسيا". ووُصفت الضربة بأنها أكبر هجوم جوي روسي منذ بدء النزاع في عام 2022. هذا وتضرر مقر الحكومة الأوكرانية في كييف الأحد جراء هجوم جوي روسي هو الأضخم على الإطلاق استخدمت فيه أكثر من 800 مسيّرة وصاروخ وأوقع ما لا يقل عن خمسة قتلى بينهم اثنان في العاصمة. وشدّد الرئيس الأوكراني من جهته عبر شبكات للتواصل الاجتماعي على أن كييف تعوّل على "ردّ قوي من الولاياتالمتحدة". وكان زيلينسكي قال في وقت سابق "يعد هذا النوع من عمليات القتل في وقت كان من الممكن للدبلوماسية الحقيقية أن تبدأ قبل مدة طويلة، جريمة متعمدة ومحاولة لإطالة أمد الحرب".من جهتها، أعلنت روسيا أنها "ضربت مواقع لمجمع الصناعات العسكرية الأوكرانية وبنى تحتية مرتبطة بالنقل". وذكر الجيش الروسي أن الهجمات استهدفت مواقع لإنتاج طائرات مسيّرة ومطارات عسكرية في شرق وجنوب أوكرانيا ووسطها، بالإضافة إلى منشأتين صناعيتين على مشارف كييف. وأضاف أنه "لم يتم ضرب أي أهداف أخرى داخل حدود كييف"، ما يشير إلى احتمال تضرر المبنى الحكومي بسبب الحطام المتساقط وليس بضربة مباشرة. وقالت رئيسة الوزراء الأوكرانية "على العالم أن يرد على هذا التدمير ليس بالكلام فقط، بل بالأفعال. علينا تشديد ضغط العقوبات، وبصورة أساسية ضد النفط والغاز الروسيين"، مطالبة كذلك ب"أسلحة". من جهته، رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "روسيا تنغمس بشكل متزايد في منطق الحرب والترهيب" منددا بالضربات "العشوائية". وقال زيلينسكي إثر مكالمة مع ماكرون "قمنا بتنسيق جهودنا الدبلوماسية وخطواتنا التالية واتصالاتنا مع شركائنا لتأمين رد مناسب". واعتبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن بوتين "لا يأخذ السلام على محمل الجد"، فيما أسفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين لأن "الكرملين يستخف بالدبلوماسية". والاحد واصل الجيش الروسي تقدمه معلنا السيطرة على بلدة جديدة في منطقة دنيبروبتروفسك (وسط). وتحتل روسيا حاليا 20 % من أراضي أوكرانيا.