أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عقب المحادثات التي اجراها مع السيناتور جورج ميتشل، على أن الانتقال من مرحلة المباحثات غير المباشرة إلى المحادثات المباشرة لا يمكن أن يتم دون إحراز تقدم، ودون الحصول على ضمانات مكتوبة، يدل على أن السلطة الفلسطينية تقف في مواجهة موقف دقيق يحتم عليها التعبير عن رفضها القاطع للدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل في ظل انتهاكاتها المتواصلة لأسس عملية السلام، وهي تلك الانتهاكات التي أصبحت تتم بشكل يومي مبرمج بما يؤشر إلى مرحلة خطيرة لا يبدو أنها تحمل أية مؤشرات إيجابية على صعيد إقامة دولة فلسطينية في القريب المنظور، لا سيما مع القرارات الإسرائيلية الأخيرة التي اتخذتها حكومة نتنياهو فيما يتعلق بمشروع ليبرمان لفصل قطاع غزة وقرار الاستيلاء على أملاك وأراضي الغائبين في القدسالشرقية، وهدم وتدمير 65 مسكنًا في محافظة طوباس، واستمرار حصارها لقطاع غزة، إلى جانب القرار الخاص بضرورة أداء قسم الولاء لما يعرف بالدولة اليهودية العبرية كشرط أساس لاستمرار المواطنة الإسرائيلية لعرب 1948 بما يؤشر إلى أكبر عملية تطهير عرقي لأكثر من مليون فلسطيني يعيشون في الجليل، ثم أخيرًا كشف نتنياهو خلال زيارته الأخيرة للقاهرة عن خريطة لحدود الدولة الفلسطينية وفق المخطط الليكودي التي يبدو من الواضح في ضوء رفض الرئيس المصري لها أنها تبتعد عن الواقع الذي تقره القرارات والمبادرات والمرجعيات الدولية لعملية السلام. وفي مقدمتها خريطة الطريق والمبادرة العربية للسلام. هذا التعاقب التراكمي للإنتهاكات الإسرائيلية المتوالية التي تتسارع بشكل ملفت وخطير في ظل استمرار الانقسام الفلسطيني تتطلب ضغطًا عربيًا أولاً على طرفي النزاع الفلسطيني لتسريع المصالحة وإنجازها بعيدًا عن المماطلة والتسويف، ثم ضغطًا عربيًا على الإدارة الأمريكية من خلال موقف عربي جماعي موحد وحاسم رافض للإجراءات الإسرائيلية التعسفية التي تحاول تل أبيب فرضها على أرض الواقع، والإيعاز لواشنطن لممارسة الضغط على إسرائيل لدفعها إلى القيام بخطوات حقيقية للخوض في مفاوضات جادة تعكس التزامها بأسس عملية السلام بدءًا من وقف الاستيطان بكل أشكاله في الضفة الغربيةوالقدس العربية وإنهاء الحصار على غزة.