عجيبٌ أمر بعض أفراد المجتمع فقد تصلهم التحذيرات والإنذارات من الجهات الرسمية بشأن الأمطار الغزيرة وتحدد لهم الأماكن والأوقات وتصدر البلاغات والتنبيهات التي يتم تحديثها بين فترة وأخرى وفقًا لحركة الطقس ومع ذلك فإن بعض هؤلاء لا يلقي بالاً لتلك التنبيهات ولا يعطيها أي اهتمام ويتجاهلها تماماً وكأنه غير معني بها أو أنها موجهة لأفراد آخرين، فتجده يبادر بالخروج لغير الضرورة أو الحاجة عند هطول الأمطار ويسير في أماكن خطرة معروفة بارتفاع منسوب المياه فيها، حتى إذا ما هطلت الأمطار بغزارة وأحاطت المياه بمركبته وهو يقودها وتوقفت عن الحركة وازداد ارتفاع منسوب المياه من حوله أخذ في الصراخ مطالبًا مَن حوله أن ينقذوه وأن يسارعوا في انتشاله من الغرق. عند سقوط الأمطار الغزيرة على الرياض مؤخراً قام بعض المتهورين ممن يستقلون بعض المركبات بمغامرة عند دخول أحد الأنفاق التي غمرتها المياه للقيام بعمل يعتقدون بأنه (بطولي) وسط صيحات وتحذيرات الناس الموجودين أعلى النفق في نفس المكان وقد غير الماء في النفق توازن المركبتين فعلقوا في النفق وغمرتهم المياه فصعدوا لسقف إحدى المركبات وتم إنقاذهم، في حين أكد المدير العام للدفاع المدني أن هناك لجنة تعمل حاليًا بشأن معاقبة المتهورين من الشباب والذين يقومون بمغامرات خطيرة أثناء هطول الأمطار مثل قطع السيول بالمركبات أثناء جريانها أو الدخول في الأنفاق وهي مغمورة بالمياه أو غيرها من التصرفات الخطرة والجريئة. عندما تصل التنبيهات برسائل على الهواتف ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعية المختلفة والقنوات الرسمية ويقابل ذلك تجاهل من بعض الأفراد وخروج للمواقع الخطرة، مستغلين وجود بعض التقصير من بعض المقاولين المنفذين لبعض المشاريع، معتقدين بأن في هذا التصرف إثباتاً للبطولة والكمال فهذا يتطلب محاسبة جادة من الجهات المختصة لأمثال هؤلاء ليتوقفوا عن هذا العبث وعن تعريض أنفسهم والآخرين إلى التهلكة. تجاهل تحذيرات الأمطار لا ينحصر في أولئك الذين يخرجون للطرقات أثناء هطول الأمطار بل وحتى الذين هم في بيوتهم فتجد البعض لا يأخذ احتياطاته بشأن التأكد من سلامة تصريف مجاري المياه في أسطح المنازل أو داخل الفناء، ولا يتأكد من سلامة أمان النوافذ خصوصًا عند وجود رياح شديدة أو تغطية كوابل الكهرباء والتأكد من عدم وصول مياه الأمطار لها حتى لا تتسبب في حدوث ماس كهربائي وغيرها من الاحتياطات التي قد تساهم في تجنب أي أضرار قد تحدث عند هطول الأمطار الغزيرة. علينا كأولياء أمور وكأفراد أسر ومجتمع أن نعمل على تعزيز التوعية بأهمية الأخذ بالاحتياطات اللازمة والتنبيهات والبلاغات التي تأتي من الجهات الرسمية بشأن الأمطار وأن لا نتجاهلها ونعمل على توعية الأبناء بأهميتها والقيام بما يلزم بشأنها.