المواطن كان وسيظل في مقدمة الأسس الجوهرية التي قامت عليها المملكة، واستندت إليها في بناء نهضتها الحديثة والمتطوّرة إلى الأمام وباستمرار .. فالبلاد تعتمد على سواعد أبنائها وشبابها وعزيمة رجالها، وبهذه السواعد سنظل نمضي قدماً في تحقيق آمالها في مزيد من الرخاء والرفاهية والاستقرار في ربوع البلاد. من هذا المنطلق تسعى مناطق المملكة جميعها إلى إقامة المهرجانات الصيفية، وذلك من باب الاهتمام بالعنصر البشري لتحقيق مزيد من الرفاهية وإدخال البهجة والسعادة على نفوس مواطنيها. ولأنّ المواطن هو الأساس والهدف لأيِّ عمل تقوم به الدولة فإنّ تحقيق نجاحات هذه المهرجانات يتطلّب تحقيق خطوات جديدة في مسيرة التنمية، وإشراك الشباب في البرامج الزمنية لهذه المهرجانات ما هو إلاّ للمزيد من التفاعل والتكيُّف من أجل تحمُّل المسئولية في الإسهام في كلِّ ما يخص بناء الوطن ونجاحاته. من هنا جاء حرص صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف على إتاحة الفرصة للشباب وإشراكهم في وضع فعاليات وبرامج مهرجان الجوف حلوة لهذا العام إيماناً منه على دعم وتشجيع الشباب لكلِّ عمل مخلص من أجل دفع مسيرة التنمية ومواكبة التطوُّر وتعويد الشباب على تحمُّل المسئولية. فهذه خطوة ناجحة وموفَّقة بإذن الله الجميع يتحمّس لها وسيتفاعلون معها ونتائجها إيجابية... بهذه المشاركة ستكون إن شاء الله الكوادر الشبابية مؤهّلة وقادرة وستساهم في إنجاح المشاريع والمهرجانات الوطنية وإعطائهم المجال لإبراز مواهبهم وصقلها مرتكزين على قاعدة قوية وعلى أسس سليمة، وستمضي بإذن الله في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات .. هذه الخطوة جديرة بأن تضاف لرصيد أميرنا الشاب الحافل بالإنجازات والتوجيهات، الأمر الذي انعكس إيجاباً على النهوض والتقدم لهذه المنطقة في شتى المجالات - وفقه الله، وأخذ بيده وأعانه على طريق الخير من أجل الارتقاء للأفضل لهذه البقعة الطيبة من بلادنا الغالية .. مع إدراكنا جيداً بأنّ المنطقة ومواطنها هما الهاجس الوحيد في كلِّ ما تم ويتم من إنجازات عديدة، وأنّهما في قلبه إدراكاً منه بأنّ المواطن هو محور هذا القرار في كلِّ المجالات. فحبذا لو ينعكس حماس الشباب لهذا القرار بإعطائهم الفرصة للمهرجان الوطني للثقافة والفنون (الجنادرية) ولتطوير هذه التجربة باتجاه التوسُّع الأفقي حتى يرانا الآخرون بثوب جديد ويلمسوا حاضرنا ويقتربوا من مهاراتنا وتجاربنا، ويروا ما تحقق على أرض الواقع في المنطقة من منجز ثقافي وحضاري على يد هؤلاء الشباب المتحمسين، فالتحديث مطلب ونطمع بالمزيد لمثل هذه القرارات للقضاء على الرتابة والروتين واتساع المجال للمواهب الشابة في مهرجاناتنا الوطنية لتحقيق الأهداف الإيجابية بإدارتهم لها. مع التقدير لجهود رجالنا المشاركين في المهرجانات الوطنية للتراث السابقة على جهودهم. وقفة: مشاركة الشباب وإدارتهم لمثل هذه المناشط هو من أجل تأهيلهم حيث هم أساس وعماد النهضة لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تعود على الجميع بالخير والنفع والفائدة .. جزى الله الأمير كلَّ خير على هذا القرار الإيجابي.