شهدت شواطئ كورنيش جدة مؤخراً كثافة في الإقبال تفوق المعدلات في مثل هذه الأيام (المشهد البحري) في امتداد السواحل كانت ازدحاماً بجلسات للمتعة العائلية في أجواء محتملة من تقلبات أجواء الطقس الذي لا يعترف بقياسات محددة. وهي (جدة أم الرخا والشدة) توصيف لتقلبات أجوائها بالفصول الأربعة في اليوم الواحد ولا تشهد الأمواج عند شواطئها بين صيف وشتاء.. وللمثل احتمالات أخرى يذكرها التاريخ وفقاً لما يتناسب والأهواء والأمزجة التي تعترف بالبحر واجهة ذات بريق ومعنى وذكريات محفورة في صفحة الماء تلونت بالأزرق ورائحة مراكب الصيد ونكهة الأسماك. تنظيم وتنسيق: ** تفتقد هذه المدينة الساكنة إلى الشواطئ ميزتها في العلاقة بالماء سياحياً والصمت يفرض وجوده على مشروعات مقترحة بينما تنجح عشوائيات الأكشاك المعلبة في رسم خارطة النشاز الذي أوجع مفاصل الأرصفة وأثقل الاحساس المتنافر وغير المتجانس في عيون القادمين. ** وركوب الخطر هواية وترفيه يجذب الكبار قبل الصغار بروح المغامرة والتسلية وإن كانت حال مساءات السهر في الاجازات مع استمرار في نهاية كل اسبوع. غريبة هي شواطئ كورنيش جدة كما يقول عدد من زوارها كما هي غريبة السياحة في قوائم أسعارها التي تجاوزت المعتاد والمعقول.. طبعاً ليس في مستوى خدمة النجوم الخمس!! الملاحظة للشواطئ كثافة الإقبال ليلاً عندما ينام لون البحر الأزرق الجميل وحيث تسكن الريح فلا تسمع أصوات الموج وهي تنتهي رحلاتها المتتابعة في أطراف الصخور الجامدة.. يتساءل القادمون من خارج جدة عن أسرار الليل والأحاديث المهمة في أرصفة الكورنيش. رياضة مؤقتة: ** بين عربة (بليلة) وأخرى مساحة لممارسة رياضة المشي تحت قطرات رطوبة شتوية هادئة.. وبمحاذاة مياه البحر الغامضة تتمشط بائعات الألعاب النارية بقية المسافة. ** هدوء الجلسات العائلية يأخذ الخصوصية في أجزاء الليل الأولى وتسول خدمات نقش الحناء والمناكير والبادكير عروض تبحث عن الراغبات في تمضية الوقت بتسلية التجميل الطارئ. عربات تحمل بضائع ومأكولات سريعة تجوب شوارع الكورنيش دون توقف سيارات (الآيس كريم) ترفض الاعتراف ببرودة الأجواء فتقدم مغرياتها للأطفال تحت أنظار أولياء أمورهم. مطاعم الوجبات السريعة ومكائن الصرف التابعة للبنوك بجوار مدن الملاهي وأمام بوابات فنادق الطرف الآخر من البحر تجد اقبالاً أكبر في التسوق السريع فقد أصبح البحر مدينة خدمات متكاملة بمواصفات السياحة وان كانت بالأسعار المضاعفة. السائح في كورنيش جدة مضطر لمجاراة هذه الطبيعة في إلغاء علاقة البحر بالسباحة والرياضة المائية وكذلك المأكولات البحرية.. الاستمرار لوقت طويل على أرصفة الكورنيش غير متاح لعدم توفر دورات مياه كافية.. أما في النهار فالأشكال الجمالية لا توفر الظل حتماً وكثيرون يكتفون بمتعة المشاهدة أثناء المرور بالسيارة. البديل بالطبع هو الملاهي ذات الأسعار الموسمية وكان ازدحامها في نهاية الاسبوع الماضي مؤشرا قويا على زيادة الإقبال اختيارا لجدة محطة سياحية في موسم شتاء معتدل واعداد مضاعفة اتجهت للشواطئ مباشرة بحثاً عن موقف سيارة أو مكان لجلسة عائلية هادئة. شواطىء للعزاب فقط: الشباب كانوا يختارون الهزيع الأخير من الليل بعد أن تضطر العائلات لمغادرة الشواطئ نتيجة البرودة وانخفاض درجة الحرارة. تجمعات هنا وهناك تواصل الليل بالنهار.. ما الذي يشغلهم.. كيف يفكرون يودعون الإجازة.. استعدادهم لمواصلة الدراسة في موسم الاختبارات.. هي محاور في لقاءات متفرقة. (عبد الله الأسمري) طالب في الأول ثانوي يقول إنه قدم من الطائف للالتقاء بالأصدقاء والبحر ومنذ بداية الإجازة سكن مع العائلة في شقة مفروشة تم حجزها بواسطة قبل فترة شهرين بسعر خيالي كما يقول: إن حال الشباب قضاء النهار في النوم وبقية الوقت مع الفضائيات أما الليل فالبحر خير جليس وليس الكتاب.. (ماجد أزهري) (عوض سالم) أصدقاء عبد الله وحديثهم عن الصداقة بأنها جميلة في هذا الهدوء وتسليتهم هنا التفكير في طموحات المستقبل وأحلام لا تنتهي. ملاحظاتهم عن فرص الترفيه في جدة كانت عن قلة الفرص أمام العزاب في الشواطئ ولذلك يكون الوقت المتاح آخر الليل والصباح الباكر. ** (محمد المعيدي) وإلى نفس الملاحظة يقول إنه يقضي المساء في المقاهي الخاصة بالشيشة والمعسل مطاعم الوجبات السريعة وجولات الأسواق حتى إذا خف ازدحام الكورنيش آخر الليل يأتي للاستمتاع بهذا الهدوء في انتظار صباح تستيقظ فيه أمواج البحر وإن كان إغراء الماء عديم الجدوى لمن يهوى السباحة وصيد السمك!! مجموعة أخرى من الشباب يتحوطون أكثر من (ارجيلة) معسل والموسيقى الصاخبة تعلو من داخل سياراتهم في قريب من مكان جلوسهم على الرصيف. حكايات وقهقهات تقطع هدوء المكان الاقتراب منهم يكشف موضوعات الحوار.. نجوم الطرب والأغاني وموديلات السيارات. وإلى مكان أقرب مجموعة أخرى في تجانس الأعمار المراهقة والحوار عن الرياضة (كرة القدم) حتى يحتدم النقاش وتبدأ المعارك الكلامية المتعصبة بشعارات الأندية. الذين وافقوا الحديث عن مرحلة الاختبارات كانت وجهات نظرهم متفقة إلى عدم الارتياح لبدء الاختبارات النصفية في هذا التوقيت بعد العودة من الاجازة ويرون بأنها فكرة مقصودة لضمان عدم الغياب خاصة للذين يسافرون للخارج ويعودون متأخرين. وعن التهيئة والاستعداد للاختبار أيضاً اتفاق على إهمال هذه الناحية فالإجازة لا تناسب وكان الأجدى لديهم الاستمتاع بها في الترفيه. ** (جدة) المدينة المختلفة تبدو كالعروس وهي تأخذ زينتها نهاية كل اسبوع. القراءة في ملامح هذا الضجيج خرجت بأسئلة عن فقدان خدمات قد تكون أساسية ومطلوبة كالمطاعم التي تقدم المأكولات البحرية. وجهات نظر حول هذه المشروعات أنها غير مجدية اقتصادياً لتكلفتها المرتفعة يضاف إلى ذلك الميول إلى وجبات أخرى وتعارف سكان جدة على وجبات الحوت في المنازل ويظل ثمة سؤال عن زوارها الذين جاءوا للبحر وكل ما يرتبط به.