أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية أمس الثلاثاء بدء عمل الفريق الدولي للتدقيق في نتائج الانتخابات التي جرت في 15 كانون الأول - ديسمبر الماضي. وقال عضو المفوضية عبد الحسين الهنداوي إن (الوفد الدولي بدأ عمله في تدقيق الشكاوى والطعون). وأضاف (وصل اثنان من أعضاء الفريق الذين يبلغ عددهم خمسة أعضاء)، مؤكداً أن (الفريق لديه برنامج عمل خاصاً وسيعمل باستقلالية كاملة). من جانبه أكد صفوت رشيد عضو المفوضية المستقلة أن (أحد أعضاء الفريق الدولي سيحضر الثلاثاء جلسة المفوضية الخاصة بدراسة الشكاوى). وأوضح أن (الفريق الدولي سيقوم بعقد لقاءات مستمرة مع مجلس المفوضية وسيبحث الشكاوى المقدمة بالإضافة إلى دراسة أساليب معالجتها، فيما سيقوم أعضاء آخرون بتدقيق عمليات العد والفرز في المركز الإحصائي). وأكد رشيد أن (الفريق سيقوم بإعداد تقرير إلى البعثة الدولية لمراقبة الانتخابات العراقية) التي تشارك فيها 25 دولة ومقرها في عمان. وكان الفرقاء العراقيون المعترضون والمؤيدون لنتائج الانتخابات، رحبوا بقدوم خبراء دوليين للتدقيق في نتائج الانتخابات. واعترضت أطراف عراقية من السنة العرب والشيعة الليبراليين خصوصاً على نتائج الانتخابات غير النهائية التي أشارت إلى تقدم كبير للشيعة المحافظين. ويتهم المعترضون المفوضية بالانحياز لمصلحة اللائحة الشيعية ويطالبون بأن تقوم الأممالمتحدة والمفوضية الأوروبية والجامعة العربية بالتدقيق في نتائجها. من جانب آخر قالت مفوضية الانتخابات العراقية في بغداد إن السفير الأمريكي في العراق بحث مع مجلس المفوضين التابع للمفوضية أمس الموضوعات المتعلقة بنتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة وزيارة فريق اللجنة الدولية. وقال بيان صادر عن المفوضية أمس إن السفير الأمريكي في العراق زالماي خليل زاد: (زار مقر المفوضية العليا للانتخابات وبحث مع عدد من المفوضين الموضوعات المتعلقة بنتائج الانتخابات وزيارة فريق الخبراء (الدولي) إلى العراق). وأضاف البيان نقلاً عن فريد أيار عضو مجلس المفوضين التابع لمفوضية الانتخابات العراقية أن فريق اللجنة الدولية سيجري تقييماً إضافيا للتقرير الذي قدمته البعثة والصادر في 15 كانون أول 2005 ومنه النظر في شكاوى ما بعد الانتخابات ومشاركة الكيانات السياسية وعملية التدقيق في مرحلة ما بعد الانتخابات والتي تجريها المفوضية العليا للانتخابات. أكد أيار أن (قدوم هذا الفريق والذي رحبت به المفوضية لا يعني بأي شكل من الأشكال التشكيك بمصداقية المفوضية أو التدقيق بما أنجزته من أعمال لغاية الآن). وذكر البيان أن أيار الخبير الإعلامي للمفوضية لم يستبعد حدوث عمليات تزوير في بعض المحافظاتالعراقية في الانتخابات الأخيرة بسبب (حالة التخندق الطائفي والمذهبي السائدة اليوم في بلدنا). وأضاف البيان أن أيار أعلن أن فرق التدقيق العائدة للمفوضية ومعها خبراء الأممالمتحدة الذين يعملون فيها منذ تأسيس المفوضية (قدموا توصيات إلى مجلس المفوضين لإلغاء نتائج 14 مركزاً وثمانية محطات منتشرة في اربيل ونينوى وكركوك وبغداد وبابل وذلك بعد أن تم التدقيق في 111 مركزاً بواقع 231 محطة اقتراع). ومضى البيان يقول إن (حالات التزوير تحصل عادة بسبب حماسة وتعصب بعض مسؤولي مراكز الاقتراع أو الموظفين العاملين في المراكز لقائمة ما بحيث يخلقون المناخ المناسب للتصويت لتلك القائمة وهذه الحالة ناتجة عن عدم وجود ثقافة أو وعي انتخابي عند هؤلاء). وكانت مجموعة من القوى السياسية التي اشتركت في الانتخابات اعترضت على نتائج غير نهائية أعلنتها مفوضية الانتخابات العراقية بعد الانتهاء من الانتخابات وطالبت القوى بتشكيل لجنة تحت إشراف دولي تقوم بدراسة الطعون المقدمة ضد مفوضية الانتخابات. وطالب عدد من القوى بإعادة الانتخابات في بعض المحافظاتالعراقية مثل بغداد وبابل والبصرة وكركوك وقالت هذه القوى إن عمليات التزوير التي رافقت عملية الانتخابات في هذه المحافظات يرتقي إلى مستوى الفضيحة. وحاولت المفوضية في بيانها تبرير حالات الإخفاق التي رافقت عملية الانتخابات والدفاع عن عمل المفوضية بالقول (إنه من المستحيل على مجلس المفوضين أن يسيطر ميدانياً على 6230 مركزاً انتخابياً بواقع ما يقارب من 33 ألف محطة منتشرة في كافة أنحاء العراق (على الرغم من) وجود 200 ألف موظف فيها). وأضاف البيان أن هؤلاء العاملين كان يجب أن يكونوا (هم صمام الأمان لخلق الأجواء السلمية لإجراء انتخابات ديمقراطية يستطيع كل فرد أن يدلي برأيه كما يشاء). ومضى البيان يقول (إن التدقيق في كل محطة اقتراع أو مركز أمر مستحيل إذ يحتاج إلى جيش من الموظفين المدربين ووقت طويل جداً لإنهاء مثل هذه العملية... وأن المسؤولية الأخلاقية والوظيفية والإدراك والوعي الوطني عند العاملين في المراكز الانتخابية هي التي تقود العملية الانتخابية إلى النجاح). وقال البيان إن النتائج النهائية للانتخابات (قد تعلن قريباً بعد إجراء بعض التعديلات عليها... في غضون الأسبوع المقبل أو بعده وبعد أن يتم الانتهاء من دراسة جميع الشكاوى وبعد أن يقوم فريق الخبراء بتقديم تقريره إلى البعثة الدولية لمراقبة الانتخابات العراقية).