تظاهر المئات من العراقيين أمس الأربعاء في مدينة سامراء (125 شمال بغداد) احتجاجاً على (تزوير) نتائج الانتخابات الأولية التي أشارت إلى تقدم كبير للائحة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية، كما أفاد مراسل فرانس برس. ورفع المتظاهرون صوراً لزعماء جبهة التوافق السنية وأخرى لصالح المطلك زعيم الجبهة العراقية للحوار الوطني. ونظم التظاهرة تجمع مرام (مؤتمر الرافضة للانتخابات المزورة) والذي بات يضم 42 مجموعة سياسية سنية وشيعية علمانية بدل 35 عند تأسيسه. وحمل المتظاهرون يافطات كتب عليها (كلنا أبناء العراق ويجب الابتعاد عن المحاصصة والإقصاء ونطالب بالنزاهة وطرد المفوضية غير المستقلة) و(لا ديموقراطية من دون انتخابات حقيقية) و(نعم لوحدة العراق). وتجمع المتظاهرون وأغلبهم من العرب السنة بالقرب من ضريح علي الهادي في وسط سامراء فيما رفع قسم منهم صور الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وهتف المتظاهرون (بالروح بالدم نفديك يا عراق) و(يا جعفري ابراهيم رئيس الوزراء ارفع يدك هذا العراق لا يريدك)، و(يا شباب يا شباب أميركا هي الإرهاب). وقال ماجد علي مسؤول جبهة التوافق في سامراء إن (هذة التظاهرة هي تعبير حقيقي لرفض أهالي سامراء الانتخابات المزورة (مشدداً بأن الحق لابد من استرداده). وتشهد بغداد ومحافظات أخرى تظاهرات يشارك فيها السنة العرب إضافة إلى شيعة ليبراليين يتقدمهم رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي يطالبون بإعادة الانتخابات بسبب (تزوير نتائجها) التي دلت رغم أنها غير نهائية على تقدم كبير للشيعة المحافظين. ويتهم هؤلاء المفوضية المستقلة للانتخابات بالانحياز لمصلحة اللائحة الشيعية ويطالبون بأن تقوم الأممالمتحدة والمفوضية الأوروبية والجامعة العربية بالتدقيق في نتائجها. ومن جانب آخر دافع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عن تشكيل حكومة وحدة وطنية تشترك فيها عدة أطراف سياسية وذلك إثر المحادثات التي جرت مساء الثلاثاء بين رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس قائمة الائتلاف الموحد (شيعية محافظة) عبدالعزيز الحكيم. وقال زيباري للصحافيين (بإمكان قائمة التحالف الكردستاني والائتلاف العراقي الموحد أن يقوما بتشكيل الحكومة لوحدهما ولكن هذا ليس من مصلحة العراق والشعب العراقي في هذه المرحلة). وأضاف (هناك حاجة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تشترك فيها اطراف أخرى). وفي ما يتعلق بالمشاورات الجارية بين قائمتي التحالف الكردستاني والائتلاف الموحد، اوضح وزير الخارجية ان (المساعي الحالية هي لتسريع تشكيل الحكومة القادمة). وقال (النقطة الرئيسية هي وجوب تشكيل الحكومة القادمة بأسرع وقت ممكن بخلاف ما جرى في تشكيل الحكومة السابقة). يذكر بأن الحكيم أكد مساء الثلاثاء في مؤتمر صحافي مشترك مع بارزاني استعداده للتشاور بشأن الحكومة المقبلة (مع الذين لديهم موقف واضح من الثوابت الوطنية) وأبرزها (مكافحة الإرهاب، اجتثاث البعث، الجدية في محاكمة صدام حسين الرئيس العراقي السابق). كما رفض رفضاً قاطعاً إعادة الانتخابات التشريعية او قيام جهات دولية او اقليمية بالتدقيق في نتائجها كما يطالب المعترضون من تجمعات سنية وشيعية ليبرالية. بالمقابل أكد بارزاني دعمه (تشكيل حكومة ذات قاعدة شعبية واسعة). يذكر أن مشاورات تجري بين القادة العراقيين من مختلف الطوائف والاثنيات سعياً للوصول إلى حكومة وحدة وطنية.