أطبق العقلاء جميعهم على أن العقوق جناية من أشنع جنايات الأخلاق يترتب عليه العذاب الأليم من الله سبحانه وتعالى. وكما أن البر درجات ومراتب فكذلك عقوق الوالدين وقطيعة الأرحام في وقت صار في الحليم حيران.. اختلطت فيه الأوراق ولبست الشياه جلود الذئاب. كنا في وقت مضى نسمع بالاعتداءات على الأنفس والمقدرات في شعوب المعمورة شرقيها وغربيها وكان يظن بعضنا أننا في منجاة من ذلك منهمكاً في غفلة الصالحين والعدو يتربص بنا يخطط ويدبر ويكيل سمه الزعاف حتى توصل إلى تسليمه لأبنائنا والتغرير بالأحداث منهم فتستجيب له طائفة منهم منقادين منخدعين ببهارجه وزيفه قائلين: لبيك: بيدي لا بيد عمرو. فكان منهم ما كان من البغي والظلم والإفساد والقتل والتفجير وتدمير الممتلكات نتيجة تعلقهم بأفكار مضللة وفتاوى منحرفة صرفتهم عن الهدى ومزقت شمل الأسرة فإذا بالبيوت المتلاحمة في أفرادها المتراحمة المتعاطفة فيما بينها يشذ من ذريتهم من يخالفهم ويعصي أوامرهم حتى ولو كان الآمر له أو الناهي أبوه أو أمه فيتجرعون منه كأس الحسرة والندامة بسبب سلوكه المنحرف واعتدائه الآثم وقلة الأدب معهم. وبعد أن انكشف الغطاء وكشر الأعداء عن أنيابهم فأعلنوا الحرب علينا وعلى بلادنا وأظهروا معتقدهم التكفيري بالخروج على الجماعة وشق عصا الطاعة فكان منهم ما اشتهر عند الناس أمره وذاع صيته في العالمين. عندها أعلن العالم بأجمعه حربه على الإرهاب والإرهابيين في مؤتمر دولي دعت إليه بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية - حرسها الله - واستجاب لهذا النداء أكثر من خمسين دولة إضافة إلى كبرى المنظمات الدولية كالأمم المتحدة ورابطة العالم الإسلامي وغيرهما مما يدل دلالة صريحة على أن الإرهاب لغته لغة عالمية لا تخص بلداً دون غيره ولا شعباً وحده ولا ديناً أو مذهباً دون سواه. لذا بات من الواجبات المؤكدة علينا جميعاً في هذه البلاد المباركة أن ننذر نفوسنا طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ثم لولاة أمرنا ولدعوة علمائنا الربانيين بأن ندافع وندفع الشر عنا مرابطين على ثغور ديننا وبلادنا وحكامنا وأهلينا. فالمسؤولية مشتركة بين الجميع في البيوت والمدارس والجامعات والنوادي الأدبية والرياضية ووسائل الإعلام وخطباء المنابر وجماع هذا كله مقولة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية - حفظه الله ورعاه - حيث قال: المواطن هو رجل الأمن الأول. * مدير المعهد العلمي في محافظة الزلفي