* أنا سيدة أبلغ من العمر خمساً وثلاثين سنة، متزوجة ولدي أطفال. أشكو منذ سنوات من ضيق في الصدر، يلازمني معظم الوقت، وهمّ وحزن وعدم ارتياح، وأبكي أحياناً، ترددت على الكثير من المعالجين الشعبيين والمعالجين بالرقية وغيرهم فبعضهم قال: إنها عين، وبعضهم قال: إنها أعراض لمس خارجي، وآخرون قالوا: إنه سحر، ورغم استعمالي جميع ما وصفوه إلا أنني لم أشعر بتحسن مستمر بل اتحسن إياماً «غالبا يكون التحسن عند استقرار حياتي الزوجية والمادية» وسرعان ما تساورني الأعراض رغم مواظبتي على العلاجات الموصوفة. أخيراً سمعت بالعلاجات الدوائية ولكني مترددة في استعمالها وخائفة من عواقبها، أرجو إرشادي، وجزاكم الله خيراً. الإجابة تتلخص في النقاط التالية: * الأعراض: أعراض حالتك هذه أعراض الاكتئاب، وتتلخص أعراض هذا المرض فيما يلي: أعراض وجدانية: حزن وبكاء وإحساس بضيق في الصدر وعدم الاستمتاع والابتهاج. أعراض فكرية: تحقير للنفس وقدراتها وتأنيب للضمير وشعور بالفشل الذريع والإحباط. أعراض إدراكية عقلية: ضعف في التركيز والحفظ والاستذكار وبطء في العمليات العقلية. أعراض جسدية: خمول وكسل وآلام متنوعة «عضلية وباطنية» وصداع. همود الاحتياجات الأساسية وهي النوم والأكل والجنس «كلها تضعف» قد توجد هذه الاعراض كلها وقد يوجد بعضها، حسب شدة المرض. * السبب: العين والسحر والمس أمور ثابتة بالكتاب والسنة ولكنها أسباب غيبية لا نعلم عنها إلا بحسب ماجاءنا في النصوص ولا مجال لإخضاعها للتجربة الحسية والجزم عليها بذلك. ويخطئ كثير من الاخوة الرقاة في جزمهم على الأعراض أنها بسبب عين وليس لديهم دليل شرعي على ذلك، وإنما شاهدوا حالات تحسنت بالرقية فقط ولم يجد الأطباء لها سبباً عضوياً، فجزموا بذلك على أنها عين، والعين قد تسبب أمراضاً نفسية لكن وجدت للأمراض النفسية أسباب كثيرة أخرى يتجاهلها كثير من الناس« لأسباب عديدة» منها الخلافات الزوجية وضعف الحالة المادية، والأمراض العضوية المعيقة سواء في المريض«أو المريضة» أو في الأولاد او الوالدين او الزوج. وغير ذلك من الأسباب. * العلاج: هناك العلاج الشرعي. وهو مأمور به سواء للأمراض النفسية أو العضوية وليس هو حكراً على الرقاة أو غيرهم، بل ينبغي للمسلم استعمال الرقيةالشرعية بنفسه والتوجه الى الله تعالى مباشرة لا من خلال فلان او علان. والرقية ليست امراً معقداً يحتاج الى علم خاص وقدرات خاصة. وأوجه الاخت الى مراجعة كتب الأذكار الشرعية مثل:«الكلم الطيب»،و«الوابل الصيب»، و«الأذكار»، وهي معروفة ومتوافرة، ففيها من أدعية الكتاب والسنة مايغني عن الذهاب الى الرقاة. أما العلاج الطبي فالأدوية المضادة للاكتئاب كثيرة ومتنوعة، وأجريت عليها دراسات وافرة أثبتت فعالياتها في معالجة الاكتئاب الى درجة كبيرة. وهي ليست من المواد المحظورة شرعاً«المخدرات»، ومن قال ذلك فقد أفتى بغير علم، وقد أفتى بجواز استعمالها عدد من العلماء، وينبغي عدم الخشية من الإدمان عليها. في ظل إشراف الطبيب الذي يعرف كيف ومتى يوقفها دون أن تكون لها آثار ضارة. وكغيرها من الأدوية فإن لها بعض الأعراض الجانبية الطفيفة التي لا تقارن مع آثارها الايجابية. وأنصحك أيتها الأخت بعدم التردد في استعمالها مع توجيهات الطبيب. وتبقى العلاجات غير الدوائية وتتمثل في جلسات «إما فردية أو جماعية» تهدف الى استقصاء المشكلة وفهمها من جميع جوانبها وربطها بجميع الظروف المحيطة بالمريضة، وفهم شخصية المريضة وطريقة تفكيرها وتفسيرها لواقعها، وظروفها، ومن ثم تصحيح اي خلل في أي جانب من هذه الجوانب. ولك الحق في ان تطلبي طبيبة «إمرأة» تفضين اليها بمشكلتك وظروفك، ويراعى هذا دائماً من قبل الأطباء لما له من آثار ايجابية في حل المشكلة. واخيراً اوجهك الى القراءة في بعض المراجع المرتبطة بموضوع الحزن والاكتئاب، ومن ذلك كتاب«الحزن والاكتئاب في الكتاب والسنة»للدكتور عبدالله الخاطر رحمه الله وتفسير الآيات المرتبطة بالموضوع. كآيات قصة يونس ويعقوب، ودعائي لك بالشفاء العاجل. د/ محمد بن عبدالله الصغير