بعض الازواج يتعامل مع الزوجة بمنتهى الظلم والعدوانية والضرب المبرح والمحدث لإعاقة في بعض الاحايين ويوجد نوعية اخرى تحتقر المرأة لابعد الحدود والأسوأ من ذلك نظرتهم القاصرة للزوج الذي يحترم رأي الزوجة او المرأة بشكل عام.. وسنتحدث حول هذه القضية كما سيتم توضيح رأي علم الاجتماع كما سنسرد قصصا من الواقع ذكرها لنا ضيوف التحقيق تحمل في ثناياها الحزن تارة والانتقاد تارة أخرى وذلك لا يمنع من وجود من هم نبراس ومثال يقتدى به للتعامل مع المرأة بشكل عام والزوجة بشكل خاص فالامر غير معمم على الجميع. أبنائي ضدي مع والدهم في البداية تحدثت الأخت سميرة سلام «معلمة» حيث تقول: وجدت من زوجي أشد انواع القسوة والضرب المبرح ويعاملني معاملة عنيفة لابعد الحدود وأغلب حديثه يدور حول التهديد والوعيد والسخرية اللاذعة وليس لهذا الحد فحسب فحتى اهلي يستهزئ بهم ويحتقرهم امامي.. مما جعل ابنائي يوجهون نفس العبارات لي ولأهلي.. ويقفون إلى جانب والدهم في ظلمي فبالرغم من صغر سنهم إلا انهم يشاطرون والدهم.. واشعر بعذاب حينما يضحكون مع والدهم لحظة توبيخه لي.. وحينما اغضب منهم لا استطيع الدفاع عن نفسي لان والدهم سيقوم بضربي.. ووصفت الاخت نورية عواد اقصى درجات الاحتقار للزوجة والتي تتمثل في زوجها حيث ذكرت انه لا يناديها بنورية على الإطلاق فكثيرا ما يسميها (......) اعز الله الجميع.. واضافت: احتقار الرجل للمرأة بشكل عام والزوجة بشكل خاص اصبح امراً يفتخر ويتباهى به البعض من الرجال. وحول امر المباهاة باحتقار المرأة قالت الاخت عالية عبداللطيف: سمعت من طليقي قبل حدوث الانفصال عبارة يقولها وهو متباهٍ: الحرمة مثل النعلة متى ما أردت لبستها ومتى ما أردت خلعتها. ومن جانب آخر تحدثت الأخت سمية معتاد قائلة: مشكلة بعض الأزواج أنه يرى ان المرأة بشكل عام قاصرة وتحرم من حرية الرأي كزوجة وان الرجل الذي يستشير الزوجة في اي امر يعنيها او يعني اسرتها بشكل عام ضعيف الشخصية وذلك ما حدث لي مع زوجي لا يأخذ لي اي رأي حتى في الامور التي هي من تخصصي سواء في الاغراض المنزلية او الغذائية ويتعهد شراء ما لا ارغبه ويرى ان ذلك السلوك هو الذي يثبت رجولته وقوة شخصيته. ليس كل الازواج قساة وأبدت الاخت عبير الماضي وجهة نظرها في هذا الموضوع.. فتقول: لله الحمد انتشر الوعي وشبابنا في الآونة الاخيرة اغلبهم (تنوروا) ولا انكر وجود البعض ممن يحتقر المرأة والزوجة بشكل خاص ولكن فئات قليلة تفتقر للوعي اما الآن فالطبقة الواعية هي الاكثر وزوجي من النوعية المتنورة حيث يحسن التعامل معي.. ويحترم رأيي ويعاملني بلطف وحنان ولابد من وجود قلاقل بسيطة ولكن حينما يكون كلا الطرفين متفاهماً ويتخلل يومهم نقاش وعتب ومكاشفة وفي حالة ارتكابه أي خطأ في حقي فيبادر بالاعتذار. أما الأخت أم كمال فتقول.. اعاني من زوجي اشد انواع التعذيب والضرب المؤلم.. لدرجة انه يقذفني بالزجاج وكلما احاول مجاراته او التحدث معه لا تطاوعني نفسي بالفعل اكن له كرهاً يصعب وصفه وانعكس الوضع على تعاملي معه وما زلت صابرة من اجل ابنائي الاربعة الذين من المستحيل اصطحابهم معي لمنزل اهلي.. وطلب الانفصال في هذه الحالة محال لذلك ليس امامي سوى الصبر واريد ان اهمس في اذن كل زوج مضطهد لزوجته يضربها ويتجبر عليها بأنه يعرض نفسه لعقوبة عاجلا او لاحقا واقرب مثال ما حدث لزوجي الذي ضربني في عيني اليمنى وكانت يده آنذاك ملوثة وبعد مضي سنوات اصيب بنفس العين وتعرضت عينه لمادة ملوثة اثناء الاصابة وكانت الاصابة شبيهة بما حدث لي من جراء ضربته لي. ليس كل الرجال قساة وحول انتشار الوعي وظهور اجيال تعي قدر المرأة وتحترمها تحدثت الينا الاخت آمال الحربي حيث بالفعل في الآونة الاخيرة نلاحظ تقدماً في معاملة المرأة او الزوجة بشكل ملحوظ وانا كزوجة احظى باهتمام وتقدير واحترام الرأي من قبل زوجي ومراعاة واحترام لمشاعري وحتى اثناء النقاش يترك لي الفرصة لتبادل وجهات النظر وحتى اثاث منزلي نشتريه سويا فرأيي يضمه الى رأيه في أي أمر من امورنا سواء في الاغراض المنزلية او الاثاث او حتى الامور الشخصية. ü وعرضنا المشكلة على الاخصائية الاجتماعية هيفاء رشيد ديب من مستشفى الحمادي حيث أوضحت ان تلك المعاناة لدى الرجل تعود لعقدة التفوق والفوقية ولا يرى ان هناك مجالاً للمقارنة بينه وبين المرأة فهو ذو العقل والحكمة وهي فقط تابعة له لا رأي لها ولا حقوق وليس لها الاحقية في التعبير عن آرائها ومشاعرها وهي فقط تحت قيادة الرجل الذي يعتبر نفسه «سي السيد» وتصف قائلة وترجع شخصية الرجل الى التنشئة الخاطئة منذ الصغر وذلك يتم من خلال التعامل الاسري حيث تفرق بينه وبين أخته وبالتالي يزرع فيه روح التمييز لكونه ذكراً وأي شيء تفعله البنت عيب على الرغم من كون الذي فعلته طبيعي جدا كقول الاهل للبنت (لا تردي على اخيك، لا تضحكي كثيرا، لا تقرأي القصص...) وبهذه الطريقة نزرع هذه البذور الضعيفة في نفوس اولادنا منذ الصغر ولذلك نجني رجالا انانيين وتصل هذه الانانية في بعض الاحايين لقيام الزوج بضرب زوجته لمجرد انها ابدت رأيها في موضوع ما أو ردت عليه اثناء المناقشة او رفضت احد اوامره القصرية ويعاملها معاملة الجارية. وأشارت الاخصائية الى ان الرجل المريض نفسيا والمحتقر والمضطهد للمرأة لا يتوقف عند هذا الحد فحسب فينتابه شعور شديد بالغيظ لحظة مناقشة زوجته له حينما يتضح ذكاؤها وتفهمها للامور التي قد يجهلها في هذه الحالة يكره الرجل أو الزوج تميز المرأة بالذكاء وكردة فعل منه نراه دائما يكره المرأة ويحتقرها ويقلل من شأنها ويود ان يكون هو كل شيء حتى في حالة كونه يجهل الشيء. وأضافت الاخصائية ان هذه المعاملة السيئة من قبل الزوج تجاه زوجته تولد العداوة في الاسرة الواحدة والعداوة تولد الكراهية وكردة فعل طبيعية تجاه زوجها السلبي المضطهد ستكسب بدورها الكراهية او صفات لا تحملها سابقا فتصبح عنيفة حساسة ممكن تصبح عصبية شرسة وكل هذه صفات تؤثر على شخصيتها كزوجة أو كأم وتحاول تنفيس غضبها في الضحية الأبناء فتكون تحت ضغط داخلي حيث تحبس مشاعرها واحاسيسها واحزانها وربما تصمت وتسكت وبعد الهدوء تأتي العاصفة.