تحدث استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين والتصوير النووي والطبقي للقلب د. خالد النمر، عن أضرار التدخين وذلك بتصريح خاص ل(الجزيرة) أشار فيه إلى دراسة (انترهارت) التي أجريت على أكثر من 50 دولة و29 ألف مريض بالقلب، وقال: اتضح أن التدخين هو السبب الثاني في تضييق شرايين القلب، ولكنه السبب الأول الذي يمكن منعه بسهولة؛ لأنه في إطار تصرفات الإنسان وعاداته اليومية وليس وراثياً مثل الكلسترول (غالباً). مضيفاً: لو نظرنا نظرة عامة للمجتمع لوجدنا أن التدخين يحمل وزر 36% من أول جلطة تحدث لأي فرد في المجتمع (إحصائياً) ولوحظ كذلك في نفس الدراسة أن هناك علاقة طردية بين عدد السجائر وحدوث الجلطة، فمن يدخن 40 سيجارة يومياً يكون عرضة للجلطة القلبية الحادة 9 أضعاف غير المدخن نهائياً، وذلك لأن النيكوتين مع مركبات كيميائية أخرى تتولد عن اشتعال السيجارة ويسبب جروحاً ميكروسكوبية في بطانة شرايين القلب التاجية ويقلل من قطرها بالانقباض ويزيد من لزوجة الدم وتخثره في الشرايين الصغيرة وأيضاً يرفع الكالسترول، ولذلك فهو يهيئ الجو المناسب جداً لتكون الجلطة القلبية على المدى البعيد. وأكد د. خالد أنه إذا وضع إيقاف التدخين في كفة وجميع الأدوية الحديثة في كفة لرجحت كفة إيقاف التدخين!! فالتدخين يزيد نسبة جلطات القلب في نفس المريض بنسبة 40% مقارنة بوضعه قبل التدخين.... حتى جليس المدخن أو المدخن السلبي تزداد نسبة جلطات القلب عنده بنسبة 27 % مقارنة بمن لا يجالس المدخنين. كما أوضح د. النمر أن مكافحة التدخين هي مسؤولية وعي مجتمع مع مساعدة التنظيم الحكومي، مثل تفعيل منع التدخين في الأماكن الحكومية والعامة والأسواق والمطارات ومراقبة ذلك وتفعيله وزيادة ضريبة التبغ ونشر عيادات مكافحة التدخين، وكل هذا يقع على الجميع، آباء وأمهات ومدرسين وأئمة مساجد بتنبيه أبنائنا وبناتنا عن خطورة هذه العادة المضرة صحياً، فيجب غرس المفاهيم الصحيحة قبل أن يسبقنا إليهم أصدقاء السوء بغرس مفاهيم أخرى ضارة.
