بكين تحذّر من «تدهور» العلاقات مع واشنطن    انتشال 392 جثة من ثلاث مقابر جماعية    أمير الشرقية يرعى حفل خريجي جامعة الملك فيصل    جازان.. سلة الفواكه    النفط ينهي سلسلة خسائر أسبوعية مع النمو الاقتصادي واستمرار مخاوف الإمدادات    الذهب يرتفع مع تباطؤ الاقتصاد الأميركي وانتعاش الطلب    تطوير محمية الملك عبدالعزيز تختتم مشاركتها في "حِمى"    محمد بن عبدالرحمن: طموحات وعزيمة صادقة    كوليبالي: نتمنى أن نفوز بالدوري قريبًا    القيادة تهنئ رئيسة تنزانيا    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    الأخضر الأولمبي يودّع كأس آسيا بخسارته من أوزبكستان بهدفين    معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يزور قيادة القوة البحرية بجازان    إغلاق جميع فروع منشأة تجارية بالرياض بعد رصد عدة حالات تسمم    توافق مصري - إسرائيلي على هدنة لمدة عام بقطاع غزة    الاتفاق يختتم تحضيراته ويغادر للقصيم    10 أحياء تنضمّ للسجل العقاري بالرياض    «مكافحة المخدرات» تقبض على شخصين بالقصيم لترويجهما مادة الإمفيتامين المخدر    "الأرصاد": لا صحة لتعرض المملكة لأمطار غير مسبوقة    نائب وزير الداخلية يرأس وفد المملكة المشارك في المؤتمر الأول لمكافحة الاتجار بالمخدرات    ترميم قصر الملك فيصل وتحويله إلى متحف    ضوابط جديدة و4 تصنيفات لتقييم أضرار المركبة    السعودية تحصد ميداليتين عالميتين في «أولمبياد مندليف للكيمياء 2024»    الأحوال المدنية: منح الجنسية السعودية ل4 أشخاص    «الطيران المدني»: تسيير رحلات مباشرة من الدمام إلى النجف العراقية.. ابتداء من 1 يونيو 2024    «الحج والعمرة»: احذروا شركات الحج الوهمية.. لا أداء للفريضة إلا بتأشيرة حج    الأرصاد: لا صحة عن تأثر السعودية بكميات أمطار مشابهة لما تعرضت له بعض الدول المجاورة    خطبتا الجمعة من المسجد الحرام و النبوي    كيسيه يعلق على الخسارة أمام الرياض    الشاب عبدالله بن يحيى يعقوب يعقد قرآنه وسط محبيه    جوارديولا: الضغط يدفعنا إلى الأمام في الدوري الإنجليزي    أعمال نظافة وتجفيف صحن المطاف حفاظًا على سلامة ضيوف الرحمن    وزير الشؤون الإسلامية يعقد اجتماعاً لمناقشة أعمال ومشاريع الوزارة    أستراليا تقدم الدعم للقضاء على الملاريا    إصابة مالكوم وسالم الدوسري قبل مباراة الهلال والفتح    "واتساب" يتيح مفاتيح المرور ب "آيفون"    اتفاق سعودي – قبرصي على الإعفاء المتبادل من التأشيرة    "زرقاء اليمامة" تعيد الأضواء ل"مركز فهد الثقافي"    "المُحليات" تدمِّر "الأمعاء"    هوس «الترند واللايك» !    مقامة مؤجلة    صعود الدرج.. التدريب الأشمل للجسم    تقنية مبتكرة لعلاج العظام المكسورة بسرعة    التنفس بالفكس    مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل يهنئ القيادة نظير ماتحقق من مستهدفات رؤية 2030    نائب امير منطقة مكة المكرمة يهنئ القيادة الرشيدة نظير ماتحقق من انجازات كبيرة وتحولات نوعية على كافة الاصعدة    الصحة: رصد 15 حالة تسمم غذائي في الرياض    «ألبرتو بُري» يتجاوز مأساته    الهمس الشاعري وتلمس المكنونات    مقال «مقري عليه» !    نائب أمير الشرقية يستقبل نائب رئيس جمعية «قبس»    خلط الأوراق.. و«الشرق الأوسط الجديد»    تشجيع الصين لتكون الراعي لمفاوضات العرب وإسرائيل    تفكيك السياسة الغربية    القيم خط أحمر    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة ال82 من طلبة كلية الملك عبدالعزيز الحربية    التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن وكالة الأونروا    تحت رعاية الأمير عبد العزيز بن سعود.. قوات أمن المنشآت تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محاميات سعوديات يَسعيْنَ للدفاع عن الحقوق ورد المظالم
جذبهن شرف المهنة وحلمهن تحقيق العدالة
نشر في الجزيرة يوم 05 - 04 - 2014

ليست مهنة عادية! وللفتاة السعوديَّة تحديدًا، تلك المهنة التي التصقت بالرجل طويلاً رغم حاجة النساء لامرأة يمكنها أن تتفهم طبيعة المرأة مثلها وخصوصيتها وأسرارها!! لكنها الآن بدأت تقتحم هذا العالم، بل وتثبت جدارتها وتنافس الرجل خاصة حين تفضلها بنات جنسها فما الذي أقحمها في هذا العالم وما المعوقات التي تواجهها؟ ذلك أبرز ما تناوله لقاؤنا مع كوكبة من المحاميات السعوديات وعن سبب اختيارهن لهذا المجال؟:
حماية حقوق الإنسان
المحامية: سارة السيف
اخترت مهنة المحاماة رغبة مني في المساهمة في حماية حقوق البشرية بتطبيق أحكام الشريعة الإسلاميَّة والأنظمة المرعية ويكمن ذلك بالدفاع عن حياة الإنسان وعن حريته وكرامته وعرضه وماله، حيث يُعدُّ هذا المجال بحدِّ ذاته رسالة إنسانيَّة سامية، شريفة ونبيلة، رسالة مبادئ ومواقف تسهم في تكريس الحضارة وحماية الحقوق التي نصت عليها الشريعة لتواكب جميع العصور والأزمان.
احتياج سوق العمل
المحامية: لينا القاضي
كان السبب الأساسي في اختياري هذا المجال هو ملاءمة هذا التخصص مع شخصيتي من ناحية حب المدافعة عن الآخرين بالإضافة إلى احتياج سوق العمل السعودي لهذا التخصص.
تأثير المسلسلات وعمل المُحقِّقين
المحامية: أثير جاسم البنعلي
بدأت قصتي مع القانون عندما كنت في المرحلة الثانوية من دراستي.. حيث كنت وقتها من متابعي برامج ومسلسلات التحقيقات الجنائية (الأمريكية) كانت تدهشني كثيرًا طريقة عمل المُحقِّقين في حلِّ الجرائم (ابتداءً من بحثهم وجمعهم للأدلة وصولاً للتحقيق مع المتهم انتقالاً إلى وصول ملف القضية للمحامي الذي بدوره سيقف أمام القاضي للدفاع عن موكله) وحماسي الشديد عند وقوف المحامي أمام القاضي ولجنة المحلفين، كنت أحلم أن أكون مثلهم «محامية ومحقّقة» أسعى لحلِّ الجرائم وتحقيق العدالة... عند تخرجي من المدرسة وبدء مشواري للتسجيل بالجامعات عدت بذاكرتي لأيام شغفي وولعي بقصص وبرامج التحقيقات الجنائية ووجدت قسم القانون الأنسب.
الشغف بالمجال الجديد
المحامية: هلا خالد بخش
بالنسبة لي، عند تحرجي من الثانوية العامَّة كان المجال لا يزال جديدًا بالنسبة للفتيات، وقد كان لديّ الشغف والفضول لدخول هذا المجال والتعرف عليه أكثر وقد أتاح لي مجال القانون التعرف على معظم الأنظمة والقوانين وقد مدني بآلية التعامل مع هذه القوانين وفهمها إِذْ إنّه لا بُدَّ من وجود قانون محدَّد لكل شيء حتَّى تسير في المجال الصحيح، وليس هناك أعظم من الله سبحانه وتعالى في تشريعه للأديان السماوية والشريعة الإسلاميَّة وأخيرًا الصالحة لكل زمان ومكان.
كما أن مجال المحاماة بالإضافة إلى أنَه يُطلعك على القوانين والأنظمة إلا أنّه يساعدك على بناء شخصيَّة لبقة قوية متحدّثة ومثقفة سواء ثقافة قانونية أو عامة فهو مجال شامل بالنسبة لي.
مهنة قديمة مواكبة للحضارة
المحامية: نورة الداود
سبب اختيار مجال المحاماة: لاعتقادي بالدور العظيم لهذا المجال في المجتمع كافة، ومهنة المحاماة مهنة قديمة واكبت التطوُّرات الحضارية التي شهدها العالم. وهي مهنة قائمة على تقديم المساعدة للأشخاص في اقتضاء حقوقهم والمعاونة في العمل وتحمل في طياتها مجموعة من القيم الإنسانيَّة منها التفاني في تقديم الخدمة للعميل والأمانة في المحافظة على أسراره.
بالإضافة إلى الفائدة الخاصَّة التي تحقَّقت لي بتطوير العديد من المهارات ومنها بناء شخصيَّة أكثر ثقة واطِّلاعًا، حيث من المفترض أن يكون المحامي أو طالب القانون ملمًا بما حوله وبأحداث المجتمع الذي يعيش فيه.
استهجان
المحامية: جيهان عبدالكريم السعيد
عندما اخترت التخصص كأن يسألني الجميع: لماذا قانون ويلقونها عبارات مثل: «تظن نفسها ستصبح محامية فعلاً» «لن تجدي وظيفة» لكن ولله الحمد قمت بتوقيع عقد عمل أثناء مدة دراستي وقبل البدء ببرنامج التدريب التعاوني وهو متطلب للتخرج، بل احتسبت هذه المدة لنا في عقود العمل. عملت في مكتب محاماة يُعدُّ من أفضل المكاتب في المملكة وقام المسئولون فيه بتقديم كافة الدعم وأشرفوا على تدريبي وتحصيلي العلمي العملي. وكانوا حريصين أشد الحرص على عدم التفرقة بين المتدربات النساء والمتدربين الرجال. بل وبالعكس كانوا يسلمونا المهام الأصعب ويرون فينا ما لا يرونه في الشباب من همّة لإثبات وجودنا في المكتب بشكل خاص وفي المجال بشكل عام. لهم مني كل الشكر والاحترام والتقدير.
نظرة إيجابيَّة
لينا القاضي:
الحمد الله نظرة المجتمع كانت إيجابيًّا جدًا وأيدت ممارسة المرأة لهذا المجال وذلك لاحتياج النساء السعوديات لمحاميات يقمن بالدفاع عن حقوقهن. بالإضافة إلى أن تقبل المجتمع لهذا المجال يزدّاد يومًا بعد يوم.
تقبل
المحامية: سارة السيف
هناك تقبلٌ كبيرٌ من المجتمع لممارسة المرأة مهنة المحاماة، وليس تقبلاً فحسب، بل إن المجتمع بأمس الحاجة لدخول المرأة هذه المهنة، كما ظهرت حاجة المجتمع لذلك بشكل ملحوظ خصوصًا في القضايا التي تعاون بها المرأة مثيلاتها من النساء، كما في القضايا الأسرية التي تشعر المرأة بالارتياح بأن تتعامل مع امرأة محامية أكثر من رجل، بالإضافة إلى أن المرأة اليوم أصبحت سيدة عاملة تحتاج إلى العديد من الخدمات القانونية لتخليص إجراءات مُتعدِّدة في المسائل التجاريَّة والعقود والوكالات والأنظمة العمالية، ناهيك عن رغبة المجتمع النسائي في التوعية الحقوقية وأخذ المشورة الشرعية والقانونية فيما يخص مسائلهم المختلفة.
تباين
المحامية: أثير جاسم
وجهات النظر كانت بين مؤيِّد ومعارض، فالبعض لم يكن مرحبًا بالفكرة ولا مؤمنًا بقدرة المرأة على تحمل مثل هذا النوع من المهن.. إلا أن البعض الآخر كان مشجِّعا ومتقبلاً للفكرة بشكل كبير، حيث رأى أن عمل المرأة في هذا المجال سيكون في صالح عدد كبير من نساء مجتمعنا.. إذ وجد أن المرأة ستكون متفهمة أكثر لقضايا تظيراتها في المجتمع. وهذا ما أراه اليوم فالحمد لله يفخر ويدعم الكثير وجود محاميات سعوديات.
استغراب
المحامية: هلا خالد بخش
غالبًا في بداية الأمر كانت نظرة استغراب نوعًا ما بحكم اختياري لدراسة مجال جديد على الفتيات ولكن ما أن تخرجت حتَّى وجدت الكثير من الدعم سواء كان من الأهل أو الجامعة أو مكاتب المحاماة التي كانت على أشد الاستعداد لاحتواء هؤلاء المحاميات الجديدات؛ فإنَّ هذا الدعم ساعدني كثيرًا على تخطي جميع النظرات السلبية التي قد أوجهها بحكم أني فتاة دخلت لهذا المجال الذكوري الذي قد أوجه فيه اعتراضات ممن هم يتسمون بالتعصب أو أيّ شيء من هذا القبيل... بالإضافة إلى أنني منذ البداية كنت على يقين بأنني ساقتحم هذا المجال، لذلك كنت على أهبة الاستعداد بعد إذن الله سبحانه وتعالى لمواجهة جميع العقبات وتخطيها؛ لأن هذا هو وقتنا لإثبات أنفسنا كمحاميات وعلى تطوير المجال وخلق الفرص المناسبة لمساعدة الأجيال اللاحقة لنا.
كما يمكنني القول: إن القصور في إيجاد مصادر المعرفة القانونية يُعدُّ من أبرز المعوقات التي واجهتني في مسيرتي القصيرة.
وعي
المحامية: نورة الداود
المجتمع الذي أعيش فيه مجتمع واعٍ ولم أواجه إلا الدعم ولله الحمد ولكن كان هناك الكثير من الاستفهامات حول طبيعة العمل وهي طبيعيَّة لكون التخصص جديدًا نسبيًّا بالنسبة للمرأة. لكن هل تحققت أهدافهن حتَّى الآن؟
تحالف
المحامية: سارة السيف
بطبيعة الحال يسعى الإنسان دائمًا نحو الأفضل وبفضل الله تحقق جزءٌ كبيرٌ من أهدافي في مهنة المحاماة، كما أسعى دائمًا إلى الانخراط في المجتمع والتحالف معه لوضع اللبنات الأساسيَّة لمجتمع واعٍ بحقوقه ووجباته وإجراءات تعاملاته الشرعية والقانونية.
طموحات
المحامية: أثير جاسم البنعلي
أولاً أحمد الله العلي القدير على ما وصلت له الآن فقد حقَّقت حتَّى الآن نسبة لا بأس بها من أهدافي، فالمجتمع أصبح متقبلاً أكثر لوجود المرأة في السلك القضائي، كما أن وزارة العدل بدأت بتسجيلنا للحصول على رخصة المحاماة، إضافة إلى كون عدد كبير من مكاتب المحاماة والشركات بدأت بتوظيف خريجات القانون، إلا أنني لا زلت أطمح للمزيد.
وبالرغم من أن عددًا كبيرًا (كما ذكرت آنفًا) من المؤسسات والشركات ومكاتب المحاماة بدأت بتوظيف وتدريب خريجات القانون إلا أنّه - ومقارنة بعدد الخريجات المتزايد كل فصل دراسي - لازال عددهم قليلاً لذا أتمنَّى ازدياد عددها.
السعي للمنافسة
المحامية: جيهان السعيد
لا، ليس بعد. هدفي تقديم كل ما بوسعي بجانب زملائي في المهمة للنهوض في هذا المجال والعمل على تقديم المزيد لرؤية مجالنا في المحاماة ينافس الدول المتقدِّمة.
المحامية نورة الداود:
لم تتحقّق كافة الأهداف ولكن تحقَّق جزءٌ كبيرٌ منها، ومازالت أعمل على تحقيقها.
بداية
هلا بخش
غالبًا ما يرغب الإنسان في الوصول إلى الكمال والمثالية، إلا أنني أرى في الوقت الحالي أنني في مرحلة تحقيق الطموح فهي لم تتحقّق جميعها بعد ولكنني بدأت بتحقيقها منذ تخرجي من جامعة الأمير سلطان وشق طريقي المهني ببداية ناجحة ولله الحمد، إلا أن أهدافي لا يوجد لها حدود.
وماذا عن المعوقات التي تواجههن؟
فقد التواصل الاجتماعي
نورة الداود:
أبرز المعوقات: ضياع الجانب الاجتماعي لمن يمتهن مهنة المحاماة نتيجة الوقت والجهد المبذول.
لا بد من المواجهة
سارة السيف:
لا بُدَّ من مواجهة صعوبات في التطبيق العملي لمجال المحاماة في بداية الأمر، وتطبيق ما تمَّت دراسته على أرض الواقع ولكن الجهد مطلوب في العمل مهما اختلفت مجالاته، ومؤكِّدًا تتلاشى العديد من الصعوبات مع الممارسة المستمرة وتوفيق من الله.
قلة الفرص الوظيفية
أثير جاسم:
- بشكل عام، من المعوقات التي واجهتنا كمحاميات (أو خريجات من قسم القانون):
- قلّة الفرص الوظيفية
- عدم تقبل عدد من القضاة لوجود المحاميات في المحكمة والترافع الجدير بالذكر أن الوضع بدأ بالتغيّر، حيث إن عددًا من المحاميات نجحن في الدخول إلى المحاكم وحضور الجلسات والترافع.
محاولة إثبات الذات
هلا بخش:
من أبرز المعوقات التي قد تواجهني كمحامية هي اختراق هذه المهنة التي حُكرت على الرجال لفترة زمنية ليست بقصيرة وتعريف الجميع بالإمكانات التي قد تقوم بها المحامية وإثبات نفسها في هذه المهنة، واعتقد أن هذا يحتاج إلى الكثير من الجهد والوقت والخبرة.
كما يمكنني القول: إن القصور والصعوبة في إيجاد مصادر المعرفة القانونية يُعدُّ من أبرز المعوّقات التي واجهتني في مسيرتي القصيرة.
لا معوقات كثيرة
جيهان السعيد:
المعوِّقات ليست كثيرة ولله الحمد، ففي ظلِّ رعاية خادم الحرمين الشريفين وفرت لنا الكثير من القرص كفرصة الابتعاث والدراسة ونقل المعارف للمملكة بشتَّى المجالات القانونية وغيرها. بالإضافة إلى أن المراسيم الصادرة بالموافقة على كثير من الأنظمة الجديدة تأتي كحافز لنا وتشجيع بأن القادم أفضل بإذن الله.
وعن أبرز ما أثرن فيهن من قضايا قالت:
سارة السيف:
من خلال استقبالي للاستشارات المتنوعة وبالتحديد في مسائل الأحوال الشخصيَّة المتمثِّلة في قضايا المرأة الأسرية من طلاق وحضانة ونفقة، وغيرها من المشكلات التي يحزن عليها القلب، خصوصًا عندما تتعرض المرأة للظلم وليس هناك من يناصرها من أفراد أسرتها أو المحيط التي تعيش به، فقد تأثرت كثيرًا في قضية امرأة يرفض طليقها رفضًا قطيعًا الإنفاق عليها وأطفالها، وهي لا تملك سوى مدخول الضمان الاجتماعي، الذي لا يمكن أن يغطي جميع احتياجاتها الأساسيَّة من مأكل ومشرب وملبس اللازمة لمعيشتها هي وأطفالها.
هلا بخش:
كوني الآن من المحاميات التي تعمل في المجال الخيري وذلك بدعم من مكتب ديوان الاستشارات للمحاماة للمحامي الدكتور ماجد الفهد، فإنني أقوم مع مجموعة من المحاميات بإلقاء محاضرات وورش عمل قانونية توعوية لرفع الوعي القانوني والحقوقي في المجتمع، كما أقوم بتقديم الاستشارات القانونية مقابل مبالغ رمزية أو بالمجان في بعض الأحيان فإن ذلك يمدني بالراحة والنصر وخصوصًا عندما أقابل الكثير من نماذج النساء المغيبات تمامًا عن حقوقهن سواء من ناحية الأحوال الشخصيَّة أو الإرث أو حتَّى من ناحية المسائل التجاريَّة وتعريفهن بهذه الحقوق.. إن مهنة المحاماة من أسمى المهن فيكفي أن تعلّم الناس حقوقهم وتنصر المظلوم فلا أجمل من دعوة تسمعها من قلب صادق مظلوم..
وختامًا؛ أتمنَّى من الله أن ينوِّر بصيرتنا إلى ما فيه خير وصالح أنا وكل المحاميات وأن يمنحنا القدرة على إثبات أنفسنا في هذا المجال والحصول على الفرص المناسبة للتطوّر وتسهيل التدرب لمن هن لاحقات لنا.
جيهان السعيد:
كان المكتب إلى جانب مجال اختصاصه (المصرفية الإسلاميَّة، الشركات والمعاملات التجاريَّة والعقار) يساعد بعض النساء والأطفال والأرامل والمطلقات كجزء من مسؤوليته الاجتماعيَّة وإحساسه بأهمية العمل التطوعي عن طريق إسناد بعض الاستشارات لنا كمتدربات بمساعدة إخواننا ممن قد يكون لا تتوفر له المادة بتوفير محامٍ أو لا يعلم باحتياجه له أو لا تتوفر لديه المعرفة بحقوقه القانونية. كانت أغلب ما نواجه من عراقيل هي بعض البيروقراطية في عدد من الدوائر الحكوميَّة ولكن ما يسعد ويثلج الخاطر هي الدعوات التي يدعونها بعد أن نقوم بما يسعنا والمحاولة التي ولله الحمد أثمرت معي في كلِّ مرة وإن طالت المدة أو قصرت
وعن أبرز ما يمكن أن يشعرهن بالانتصار خلال مسيرتهن المهنية القصيرة.
سارة السيف:
بناءً على عملي التطوعي في مجال الأحوال الشخصيَّة، الذي من خلاله أقوم بتسلّم بعض من القضايا التي أرى فيها فرصة لمساعدة امرأة مظلومة يصعب عليها الحصول على حقوقها بمفردها، أرى أن من أبرز الانتصارات التي شهدتها في هذا المجال قضية امرأة عانت معاناة شديدة لبعدها عن بناتها التي لم ترهم ولم تتواصل معهم لفترة طويلة بعد طلاقها لرفض طليقها ذلك، وبعد رفع دعوى الحضانة للمحكمة العامَّة في الرياض والعمل عليها، تَمَّ كسب القضية بفضل الله وحكم لها بالحضانة لجميع بناتها.
وفي مقارنة بين طبيعة المهنة في أمريكا والمملكة تحدَّثت جيهان عبدالكريم السعيد كونها مبتعثة حاليًّا.
تأخذ أمريكا بالقضاء الموحد (الانلجوسكسوني) وتأخذ المملكة بالقضاء المزدوج (اللاتيني) وهذا وحده فرقٌ كبيرٌ كنظام قضائي. وجميلة هي المقارنة بنظري فلكل نوع ما يميزه عن الآخر. ودراستي في الولايات المتحدة الأمريكية سمحت لي مقارنة الدولتين ومقارنة التشريع والأحكام القضائية والمعاملات الماليَّة والشركات والأنظمة المتعلِّقة بالمجال التجاري وهو مجال اختصاصي.
استمتع دومًا أيضًا بالتوضيح لزملائي الطلاب هنا عن معاملات التمويل الإسلامي والمصرفية الإسلاميَّة وكيف استطعنا كمسلمين ممارسة حياتنا اليومية في ظلِّ وجود المنتجات التمويلية الإسلاميَّة والحلول التي تتناسب مع تعاليم ديننا الحنيف. ووجدت وما زلت أجد الفائدة عندما أجد الاختلاف أو الشبه في التعاملات والفقه.
توجد مناصب قياديّة في مكاتب المحاماة لا يميّز من يترأسها عن شباب هذا الوطن إلا أنّه يجيد اللغة القانونية الإنجليزية ويمارس المعاملات المعاصرة والحديثة بهذه اللغة وهذا ليس بعيدًا أو صعبًا أبدًا على شباب الوطن القادمين بإذن الله للعمل على رفعة الوطن بالمعارف التي يتميّز بها الغرب فأنا طالبة الآن لدى البروفيسور جيمز كوكس (Professor James Cox) الذي قام بالمساعدة في صياغة نظام السوق الماليَّة السعودي وكان له الدور الكبير في إنشاء وتخطيط هذا المشروع الجبار، حتى يومنا هذا. وأشكر كل من عملت معهم وتعلمت منهم عمليًا الكثير مما كان من المستحيل تعلّمه ضمن منهج أو بأسلوب نظري. وأتقدم أيْضًا بالشكر لكل أستاذتي وإدارة جامعة دووك في الولايات المتحدة الأمريكية وللملحقية الثقافية والمشرفين الذين لم يتأخروا ساعة عن تلبية احتياجاتنا كمبتعثين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.