جاء معرض جدة للكتاب هذا العام 2025 ليجسّد رسالة القراءة بوصفها أسلوب حياة، لا مجرد نشاط موسمي، حيث شكّل الحضور اللافت للأطفال دليلًا واضحًا على نجاح المعرض في غرس حب الكتاب في نفوس الأجيال الجديدة. فقد تحوّلت القراءة من عمل فردي إلى تجربة ممتعة، بفضل ما وفّره المعرض من كتب تناسب مختلف الأعمار، وأركان تفاعلية، وأنشطة تعليمية جذبت الصغار وشجّعتهم على الاكتشاف والتعلّم بشغف. وأسهم هذا التنوّع الذي شهده معرض جدة للكتاب هذا العام في ترسيخ العلاقة بين الطفل والكتاب منذ سن مبكرة، مما يعزّز الوعي الثقافي ويؤسس لمجتمع قارئ قادر على التفكير والإبداع. وقد رصدت «الوطن» الإقبال الكبير من الأطفال وشغفهم باقتناء الكتب والقراءة، وسط تنوّع لافت في موضوعات الكتب بما يتناسب مع رغبات وتطلعات هذا الجيل المميز. ولم يقتصر أثر المعرض على الأطفال فحسب، بل امتد ليشمل مختلف فئات المجتمع، حيث استقطب نخبة من المثقفين والأكاديميين الذين حرصوا على التواجد للاطلاع على أحدث الإصدارات والمؤلفات المترجمة. وانسجامًا مع شعار المعرض «جدة تقرأ» جاء الحدث الثقافي ليؤكد أن القراءة ركيزة أساسية في بناء الإنسان والمجتمع، وأن معارض الكتاب تمثل منصة حيّة لزرع الشغف بالمعرفة، وتعزيز الحوار الثقافي، وتحويل المدن إلى فضاءات نابضة بالعلم والوعي.